تتمة شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ما عاب رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاما قط، إن اشتهاه أكله، وإن كرهه تركه. متفق عليه. وعن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل أهله الأدم فقالوا: ما عندنا إلا خل، فدعا به، فجعل يأكل ويقول: ( نعم الأدم الخل، نعم الأدم الخل ). رواه مسلم. حفظ
الشيخ : يقال: إن كان هذا الطبخ قد جاز لك فكله وإلا فاتركه، ولكن لا بأس أن يقول لأهله أنتم اليوم أكثرتم الملح أو أكثرتم الحار أو الطعام حار أو ما أشبه ذلك، لأن هذا الثاني ليس عيبًا للطعام بل هو تنبيه للذي صنعه أن يلاحظ الطعام ويصنعه على ما ينبغي، وأما مدح الطعام والثناء عليه فذكر حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( هل عندكم من أدم؟ ) قالوا: ما عندنا شيء إلا الخل، والخل عبارة عن ماء يوضع فيه التمر حتى يكون حلوًا، فجيء إليه بالخل فجعل يأتدم به يعني يغط فيه الخبز ويأكلها ويقول: ( نعم الإدام الخل، نعم الإدام الخل ) وهذا ثناء على الطعام، لأن الخل وإن كان شرابًا يشرب لكن الشراب يسمى طعامًا، قال الله تعالى: (( فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فإنه مني )) وإنما سمي طعامًا لأنه له طعمًا يطعم، وهذا أيضًا من هدي النبي عليه الصلاة والسلام أنه إذا أعجبه الطعام أثنى عليه، وكذلك مثلًا لو أثنيت على الخبز قلت نعم الخبز خبر فلان أو ما أشبه ذلك فهذا أيضًا من سنة الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم، والله الموفق.