باب الأمر بالأكل من جانب القصعة والنهي عن الأكل من وسطها فيه: قوله صلى الله عليه وسلم: وكل مما يليك. متفق عليه كما سبق. عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( البركة تنزل وسط الطعام، فكلوا من حافتيه ولا تأكلوا من وسطه ). رواه أبو داود، والترمذي، وقال: حديث حسن صحيح. حفظ
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
قال رحمه الله تعالى " باب الأمر بالأكل من جانب القصعة والنهي عن الأكل من وسطها، عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( البركة تنزل وسط الطعام فكلوا من حافتيه ولا تأكلوا من وسطه ) رواه أبو داود، والترمذي وقال: حديث حسن صحيح، وعن عبد الله بن بسر رضي الله عنه قال: كان للنبي صلى الله عليه وسلم قصعة يقال لها الغراء يحملها أربعة رجال، فلما أضحوا وسجدوا الضحى أتي بتلك القصعة يعني ثرد فيها فالتفوا عليها، فلما كثروا جثا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أعرابي: ما هذه الجِلسة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( إن الله جعلني عبدًا كريمًا ولم يجعلني جبارًا عنيدًا ) ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( كلوا من حواليها ودعوا ذروتها يبارك فيها ) رواه أبو داود بإسناد جيد ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
هذا الباب الذي عقده النووي رحمه الله في رياض الصالحين في كتاب أدب الطعام يفيد ما أشرنا إليه فيما سبق، وهو أنه ينبغي للناس أن يأكلوا من حوائف القصعة يعني من جوانبها لا من وسطها يعني لا من أعلاها، ففي حديث عبد الله بن عباس وعبد الله بن بسر رضي الله عنهما ما يدل على ذلك، وأن الإنسان إذا قدم إليه الطعام فلا يأكل من أعلاه يأكل من الجانب، وإذا كان معه جماعة فليأكل مما يليه ولا يأكل مما يلي غيره، وفي قوله صلى الله عليه وسلم: (( إن البركة تنزل في أعلاها )) يدل على أن الإنسان لو أكل من أعلاها أي من الوسط نزعت البركة من الطعام، قال أهل العلم: إلا إذا كان الطعام أنواعًا وكان نوع منه في الوسط وأراد أن يأخذ منه شيئًا فلا بأس، مثل أن يوضع اللحم في وسط الصحفة فإنه لا بأس أن تأكل من اللحم ولو كان في وسطه، لأنه ليس له نظير في جوانبها فلا حرج، كما أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يتتبع الدباء يلتقطها من الصحفة كلها، والدباء هي القرعة.