شرح حديث عن أبي جحيفة وهب بن عبد الله رضي الله عنه قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم بمكة وهو بالأبطح في قبة له حمراء من أدم، فخرج بلال بوضوئه، فمن ناضح ونائل، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وعليه حلة حمراء، كأني أنظر إلى بياض ساقيه، فتوضأ وأذن بلال، فجعلت أتتبع فاه ههنا وههنا، يقول يمينا وشمالا: حي على الصلاة، حي على الفلاح، ثم ركزت له عنزة، فتقدم فصلى يمر بين يديه الكلب والحمار لا يمنع. متفق عليه. وعن أبي رمثة رفاعة التميمي رضي الله عنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه ثوبان أخضران. رواه أبو داود، والترمذي بإسناد صحيح. وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل يوم فتح مكة وعليه عمامة سوداء. رواه مسلم. حفظ
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
نقل المؤلف رحمه الله تعالى في سياق الأحاديث في كتاب اللباس " عن وهب بن عبد الله رضي الله عنه قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم بمكة وهو بالأبطح في قبة له حمراء من أدم، فخرج بلال بوضوئه فمن ناضح ونائل، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وعليه حلة حمراء كأني أنظر إلى بياض ساقيه، فتوضأ وأذن بلال، فجعلت أتتبع فاه هاهنا وهاهنا يقول يمينًا وشمالًا حي على الصلاة، حي على الفلاح، فركزت له عنزة فتقدم فصلى، يمر بين يديه الكلب والحمار لا يمنع، متفق عليه، وعن رفاعة التميمي رضي الله عنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه ثوبان أخضران، رواه أبو داود والترمذي بإسناد صحيح، وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل يوم فتح مكة وعليه عمامة سوداء، رواه مسلم ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
هذه أحاديث ذكرها النووي رحمه الله في رياض الصالحين في كتاب اللباس، وقد سبق ذكر شيء من هذه الأحاديث وفي درسنا هذا اليوم حديث وهب بن عبد الله السوائي أبي جحيفة رضي الله عنه أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في قبة له حمراء من أدم أو من أُدم، لكن الصواب من أَدم وذلك في الأبطة في حجة الوداع فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لما قدم مكة في حجة الوداع في السنة العاشرة من الهجرة قدمها في ضحى يوم الأحد الرابع من ذي الحجة، ونزل إلى المسجد الحرام فطاف وسعى ثم خرج إلى الأبطح فنزل فيه هناك إلى اليوم الثاني، وكان في هذه القبة التي ضربت له عليه الصلاة والسلام يقول فخرج يعني حين زالت الشمس، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وعليه حلة حمراء يرى منها يعني من تحتها بياض ساقيه، وهذه الحلة حلة حمراء يعني أن أعلامها حمر ليست سودًا ولا خضرًا، لأن الأحمر الخالص قد ثبت نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن لبسه فتحمل هذه على أن المراد أن أعلامها يعني خطوطها ونقشها أحمر، خرج بلال رضي الله عنه بوضوء الرسول عليه الصلاة والسلام، يعني بما بقي من ماءه الذي توضأ به فجعل الناس يأخذون منه من ناضح ونائل، يعني بعضهم أخذ كثيرًا وبعضهم أخذ قليلًا يتبركون بفضل وضوئه صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم من هذه القبة وأذن بلال، ثم ركزت العنزة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، والعنزة رمح في طرفه زج يعني رمح في طرفه حديدة محددة، كان النبي صلى الله عليه وسلم يصحبها معه في السفر، ركزت العنزة من أجل أن يصلي إليها، لأن الإنسان إذا كان في السفر فإنه ينبغي أن يصلي إلى شيء قائم عصا يركزه في الأرض أو ما أشبه ذلك.