تتمة شرح حديث : ( وإن امرؤ شتمك وعيرك بما يعلم فيك فلا تعيره بما تعلم فيه، فإنما وبال ذلك عليه. ) حفظ
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
سبق لنا في حديث جابر بن سليم ما شرحناه من قبل، لكن بقي فيه جملة وهي أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ( إن أحد سابك أو عيَّرك بما هو فيك فلا تسبه ولا تعيِّره بما هو فيه ) أو ( بما تعلم فيه ) وذلك أن الإنسان ينبغي له أن يعفو ويصفح ولا يجعل كل كلمة يسمعها يبني عليها تغاض عن الشيء واعف واصفح، فإنا لله تعالى يحب العافين عن الناس ويثيبهم على ذلك، وأنت إذا عيَّرته أو سببته بما تعلم فيه طال النزاع وربما حصل بذلك العداوة والبغضاء، فإذا كففت وسكت هدأت الأمور وهذا شيء مجرب أن الإنسان إذا ساب أحدًا طال السباب بينهما وحصل تفرّق وتباغض وإذا سكت فإنه قد يكون أنفع، كما قال الله تبارك وتعالى في وصف عباد الرحمن قال: (( وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا )) يعني قالوا قولا يسلمون به إما أن يقولوا مثلا جزاك الله خيرا أعرض عن هذا اترك الكلام وما أشبه ذلك، وقال عز وجل: (( خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين )) خذ العفو يعني ما عفا وسهل من أخلاق الناس ولا ترد من الناس أن يكونوا على أكمل حال بالنسبة لك الناس ليسوا على هواك، لكن خذ منهم ما عفا وما سهل وما تصعب لا تطلبه، ولهذا قال: (( وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين )) الجاهل إذا سبك أو شتمك أو ما أشبه ذلك أعرض عنه فإن هذا هو الخير وهو المصلحة والمنفعة.