تتمة شرح حديث ( ... كان بدمشق رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال له سهل بن الحنظلية، وكان رجلا متوحدا قلما يجالس الناس، إنما هو صلاة فإذا فرغ فإنما هو تسبيح وتكبير حتى يأتي أهله ... ). حفظ
الشيخ : أما الحديث الذي ذكره أخيرًا ففيه عبر في قصة ابن الحنظلية رضي الله عنه حيث كان رجلًا يحب التفرد، ماهو إلا صلاة ثم تسبيح ثم في شأن أهله، يعني أنه لا يحب أن يذهب عمره سبهللًا مع الناس والقيل والقال والكلام الفارغ والذي ليس فيه فائدة يصلي ويسبح ويكون في أهله، فمر ذات يوم لأبي الدرداء رضي الله عنه وهو جالس مع أصحابه فقال له أبو الدرداء رضي الله عنه: " كلمة تنفعنا ولا تضرك " يعني: أعطنا كلمة أو قل لنا كلمة تنفعك ولا تضرك، فذكر ابن الحنظلية أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بعث سرية ثم قدمت السرية، السرية يعني جيش قليل أقل من أربعمئة نفر يذهبون يقاتلون الكفار إذا لم يسلموا، فقدموا إلى النبي عليه الصلاة والسلام فجلس أحدهم في المكان الذي يجلس فيه الرسول عليه الصلاة والسلام وجعل يتحدث عن السرية وما صنعت، وذكر رجلًا راميًا يرمي ويقول خذها وأنا الغلام الغفاري يفتخر، والحرب لا بأس أن الإنسان يفتخر فيه أمام العدو، ولهذا جاز للإنسان في مقابلة الأعداء جاز أن يمشي الخيلاء وأن يتبختر في مشيته وأن يضع على عمامته ريش النعام وما أشبه ذلك مما يعد مفخرة، لأن هذا يغيظ الأعداء وكل شيء يغيظ الكفار فلك فيه أجر عند الله، حتى الكلام اللي يغيظ الكافر ويذله هو عز لك عند الله عز وجل وأجر، هذا الغلام الغفاري يفتخر يقول خذها يعني خذ الرمية وأنا الغلام الغفاري، فقال بعض الحاضرين: بطل أجره لأنه افتخر (( والله لا يحب كل مختال فخور )) وهذا صحيح إن الله لا يحب كل مختال فخور إلا في الحرب، فقال الآخر: لا بأس بذلك فصار بينهم كلام فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهم يتنازعون، فقال: سبحان الله يعني تنزيها لله عز وجل عن كل عيب ونقص، لأن الله تعالى كامل الصفات كامل من كل وجه ليس فيه علمه قصور ولا في قدرته قصور ولا في حكمته قصور ولا في عزته قصور كل صفاته جل وعلا كاملة من جميع الوجوه، قال: سبحان الله يعني كيف تتنازعون في هذا ( لا بأس أن يحمد ويؤجر ) يعني: يجمع الله بين خير الدين والدنيا يحمد بأنه رجل شجاع رامي وأنه يؤجر عند الله عز وجل ولا بأس بهذا، وكان عامر بن الأكوع رضي الله عنه لما لحق القوم في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام كان يقول: " خذها وأنا ابن الأكوع واليوم يوم الرضع " فلا بأس أن يفتخر الإنسان في حال الحرب بنفسه وقوته وعشيرته وما أشبه ذلك، ويأتي إن شاء الله بقية الكلام على الحديث.