باب استحباب ترك الترفع في اللباس تواضعا: قد سبق في باب فضل الجوع وخشونة العيش جمل تتعلق بهذا الباب.عن معاذ بن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( من ترك اللباس تواضعا لله، وهو يقدر عليه، دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخيره من أي حلل الإيمان شاء يلبسها ). رواه الترمذي وقال: حديث حسن. حفظ
القارئ : بسم الله الرحمن .
الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
قال رحمه الله تعالى: " باب استحباب ترك الترفع في اللباس تواضعًا، عن معاذ بن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( من ترك اللباس تواضعًا لله وهو يقدر عليه، دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخيره من أي حلل الإيمان يلبسها ) رواه الترمذي وقال: حديث حسن، باب استحباب التوسط في اللباس، عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده ) رواه الترمذي وقال: حديث حسن ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
عقد المؤلف رحمه الله في كتاب اللباس هذين البابين، الباب الأول: استحباب ترك رفيع الثياب تواضعًا لله عز وجل، والثاني: التوسط في اللباس، أما الأول فعن معاذ بن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله سلم قال: ( من ترك اللباس ) يعني: اللباس الجميل الطيب ( تواضعًا لله عز وجل، فإن الله تعالى يناديه يوم يقوم الأشهاد على رؤوس الخلائق يخيره من أي لباس الإيمان شاء ) وهذا يعني إذا كان الإنسان بين أناس متوسطي الحال لا يستطيعون اللباس الرفيع فتواضع وصار يلبس مثل لباسهم لئلا تنكسر قلوبهم ولئلا يفخر عليهم، فإنه ينال هذا الأجر العظيم أما إذا كان بين أناس قد أنعم الله عليهم ويلبسون الثياب الرفيعة لكنها غير محرمة فإن الأفضل أن يلبس مثلهم، لأن الله تعالى جميل يحب الجمال، ولا شك أن الإنسان إذا كان بين أناس رفيعي الحال يلبسون الثياب الجميلة ولبس دونهم فإن هذا يعد لباس شهرة، فالإنسان ينظر ما تقتضيه الحال إذا كان ترك رفيع الثياب تواضعًا لله ومواساة لمن كان حوله من الناس فإن له هذا الأجر العظيم، أما إذا كان بين أناس قد أغناهم الله ويلبسون الثياب الرفيعة فإنه يلبس مثلهم.