باب استحباب المصافحة عند اللقاء وبشاشة الوجه وتقبيل يد الرجل الصالح، وتقبيل ولده شفقة، ومعانقة القادم من سفر، وكراهية الانحناء. عن أبي الخطاب قتادة قال: قلت لأنس: أكانت المصافحة في أصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم ؟ قال: نعم. رواه البخاري. وعن أنس رضي الله عنه قال: لما جاء أهل اليمن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( قد جاءكم أهل اليمن، وهم أول من جاء بالمصافحة ). رواه أبو داود بإسناد صحيح. وعن البراء رضي الله عنه قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: ( ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يفترقا ). رواه أبو داود. وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رجل: يا رسول الله، الرجل منا يلقى أخاه أو صديقه، أينحني له ؟ قال: ( لا ) قال: أفيلتزمه ويقبله ؟ قال: ( لا ) قال: فيأخذ بيده ويصافحه ؟ قال: ( نعم ). رواه الترمذي وقال: حديث حسن. حفظ
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .
قال المؤلف رحمه الله تعالى: " باب استحباب المصافحة عند اللقاء وبشاشة الوجه وتقبيل يد الرجل الصالح وتقبيل ولده شفقة ومعانقة القادم من سفر وكراهية الانحناء، عن أبي الخطاب قتادة قال: قلت لأنس: أكانت المصافحة في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، رواه البخاري، وعن أنس رضي الله عنه قال: لما جاء أهل اليمن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( قد جاءكم أهل اليمن وهم أول من جاء بالمصافحة ) رواه أبو داود بإسناد صحيح، وعن البراء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يفترقا ) رواه أبو داود، وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رجل يا رسول الله: الرجل منا يلقى أخاه أو صديقه أينحني له؟ قال: ( لا ) قال: أفيلتزمه ويقبله؟ قال: ( لا ) قال: فيأخذ بيده ويصافحه؟ قال: ( نعم ) رواه الترمذي وقال: حديث حسن ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
هذا الباب عقده المؤلف النووي رحمه الله في كتاب رياض الصالحين في آداب السلام والاستئذان وما يتعلق بذلك، فمنها المصافحة هل يسن للرجل إذا لاقى أخاه أن يصافحه؟ والجواب: نعم، يسن له ذلك لأن هذا من آداب الصحابة رضي الله عنهم، كما سأل قتادة أنس بن مالك رضي الله عنه " هل كانت المصافحة في أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم؟ قال: نعم " فيصافحه باليد اليمنى وإذا حصل ذلك فإنه يغفر لهما قبل أن يفترقا، وهذا يدل على فضيلة المصافحة إذا لاقاه، وهذا إذا كان لاقاه ليتحدث معه أو ما أشبه ذلك، أما مجرد الملاقاة في السوق فما كان هذا من هدي الصحابة، يعني لو مررت بالناس في السوق يكفي أن تسلم عليهم، أما لو كنت تتكلم مع صاحبك أو تتحدث إليه بشيء فصافحه، ثم ينبغي أن نعرف أن بعض الناس إذا سلم من الصلاة صافح أخاه من صلاة الفريضة يصافحه ويقول أحيانًا: قبول قبول هذا من البدع ما كان الصحابة يفعلون هذا، أنهم إذا سلموا من صلاة الفريضة صافح أحدهما الآخر، بل يكفي أن يسلم الإنسان السلام عليكم ورحمة الله على يمينه السلام عليكم ورحمة الله على يساره، وأما الانحناء عند الملاقاة أو المعانقة والالتزام فإن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن ذلك أينحني له؟ قال: ( لا ) قال: أيلتزمه ويعانقه؟ قال: ( لا ) فإذا لاقاه فإنه لا يلتزمه يعني لا يضمه إليه ولا يعانقه ولا ينحني له والانحناء أشد وأعظم، لأن الانحناء فيه نوع خضوع لغير الله عز وجل بمثل ما يخضع به لله من الركوع فهو منهي عنه، ولكنه يصافحه وهذا كافٍ إلا إذا كان هناك سبب للمعانقة أو التقبيل فإنه لا بأس به، كما لو قدم من سفر أو نحو ذلك، فإن قال قائل: كيف يقول الرسول عليه الصلاة والسلام في الانحناء لا ينحني له مع قول الله تعالى في إخوة يوسف (( لما دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين * ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدًا ))؟ فالجواب عن هذا: أن هذا من شريعة سابقة في شريعة سابقة، وهذه الشريعة الإسلامية منعت من ذلك فلا يجوز لأحد أن يسجد لأحد وإن لم يرد في ذلك العبادة ولا ينحني له حتى الانحناء منع منه الرسول عليه الصلاة والسلام، فإذا لاقاك أحد يجهل هذا الأمر وانحنى لك فانصحه وأرشده قل هذا ممنوع لا تنحني ولا تخضع إلا لله وحده، والله الموفق.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .
قال المؤلف رحمه الله تعالى: " باب استحباب المصافحة عند اللقاء وبشاشة الوجه وتقبيل يد الرجل الصالح وتقبيل ولده شفقة ومعانقة القادم من سفر وكراهية الانحناء، عن أبي الخطاب قتادة قال: قلت لأنس: أكانت المصافحة في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، رواه البخاري، وعن أنس رضي الله عنه قال: لما جاء أهل اليمن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( قد جاءكم أهل اليمن وهم أول من جاء بالمصافحة ) رواه أبو داود بإسناد صحيح، وعن البراء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يفترقا ) رواه أبو داود، وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رجل يا رسول الله: الرجل منا يلقى أخاه أو صديقه أينحني له؟ قال: ( لا ) قال: أفيلتزمه ويقبله؟ قال: ( لا ) قال: فيأخذ بيده ويصافحه؟ قال: ( نعم ) رواه الترمذي وقال: حديث حسن ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
هذا الباب عقده المؤلف النووي رحمه الله في كتاب رياض الصالحين في آداب السلام والاستئذان وما يتعلق بذلك، فمنها المصافحة هل يسن للرجل إذا لاقى أخاه أن يصافحه؟ والجواب: نعم، يسن له ذلك لأن هذا من آداب الصحابة رضي الله عنهم، كما سأل قتادة أنس بن مالك رضي الله عنه " هل كانت المصافحة في أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم؟ قال: نعم " فيصافحه باليد اليمنى وإذا حصل ذلك فإنه يغفر لهما قبل أن يفترقا، وهذا يدل على فضيلة المصافحة إذا لاقاه، وهذا إذا كان لاقاه ليتحدث معه أو ما أشبه ذلك، أما مجرد الملاقاة في السوق فما كان هذا من هدي الصحابة، يعني لو مررت بالناس في السوق يكفي أن تسلم عليهم، أما لو كنت تتكلم مع صاحبك أو تتحدث إليه بشيء فصافحه، ثم ينبغي أن نعرف أن بعض الناس إذا سلم من الصلاة صافح أخاه من صلاة الفريضة يصافحه ويقول أحيانًا: قبول قبول هذا من البدع ما كان الصحابة يفعلون هذا، أنهم إذا سلموا من صلاة الفريضة صافح أحدهما الآخر، بل يكفي أن يسلم الإنسان السلام عليكم ورحمة الله على يمينه السلام عليكم ورحمة الله على يساره، وأما الانحناء عند الملاقاة أو المعانقة والالتزام فإن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن ذلك أينحني له؟ قال: ( لا ) قال: أيلتزمه ويعانقه؟ قال: ( لا ) فإذا لاقاه فإنه لا يلتزمه يعني لا يضمه إليه ولا يعانقه ولا ينحني له والانحناء أشد وأعظم، لأن الانحناء فيه نوع خضوع لغير الله عز وجل بمثل ما يخضع به لله من الركوع فهو منهي عنه، ولكنه يصافحه وهذا كافٍ إلا إذا كان هناك سبب للمعانقة أو التقبيل فإنه لا بأس به، كما لو قدم من سفر أو نحو ذلك، فإن قال قائل: كيف يقول الرسول عليه الصلاة والسلام في الانحناء لا ينحني له مع قول الله تعالى في إخوة يوسف (( لما دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين * ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدًا ))؟ فالجواب عن هذا: أن هذا من شريعة سابقة في شريعة سابقة، وهذه الشريعة الإسلامية منعت من ذلك فلا يجوز لأحد أن يسجد لأحد وإن لم يرد في ذلك العبادة ولا ينحني له حتى الانحناء منع منه الرسول عليه الصلاة والسلام، فإذا لاقاك أحد يجهل هذا الأمر وانحنى لك فانصحه وأرشده قل هذا ممنوع لا تنحني ولا تخضع إلا لله وحده، والله الموفق.