شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قبل النبي، صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي، رضي الله عنهما، فقال الأقرع بن حابس: إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدا. فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: ( من لا يرحم لا يرحم ). متفق عليه. حفظ
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .
نقل المؤلف رحمه الله تعالى " عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قبل النبي صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي رضي الله عنهما، فقال الأقرع بن حابس: إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من لا يرحم لا يرحم ) متفق عليه ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
هذا الحديث ذكره النووي رحمه الله فيما يتعلق بالمعانقة والتقبيل وما أشبه ذلك، ومن ذلك تقبيل الصغار رحمة بهم وشفقة وإحسانًا وتوددًا، فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قبّل الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، والحسن هو ابن فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم جده من قبل أمه، وكان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يحب الحسن ويحب الحسين ويقول: ( إنهما سيدا شباب أهل الجنة ) لكن الحسن أفضل من الحسين، ولهذا قال له النبي عليه الصلاة والسلام: ( إن ابني هذا سيد وسوف يصلح الله به بين فئتين من المسلمين ) ولذلك لما استشهد علي بن أبي طالب رضي الله عنه حين قتله الخارجي كان الذي تولى الخلافة بعده الحسن ابنه الأكبر والأفضل، ولكنه لما رأى أن منازعته لمعاوية الخلافة سيحصل فيها سفك دماء وقتل وضرر عظيم تنازل رضي الله عنه عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان تنازلًا تامًّا درءًا للفتنة وائتلًافا للأمة، فأصلح الله به بين الأمة وصار بهذا له منقبة عظيمة حيث تنازل عما هو أحق به لمعاوية رضي الله عنه درءًا للفتنة، فكان ذات يوم عند النبي عليه الصلاة والسلام وعنده الأقرع بن حابس من سادات بني تميم فقبّل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم الحسن، فكأن هذا الرجل الجافي كأنه استغرب يعني كيف تقبّل هذا الطفل؟ فقال: " إن لي عشرة من الأولاد ما قبّلت واحدًا منهم " فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( من لا يرحم لا يرحم ) يعني اللي ما يرحم الناس ما يرحمه الله والعياذ بالله ولا يوفق للرحمة، فدل ذلك على جواز تقبيل الأولاد الصغار رحمة وشفقة سواء كانوا من أولادك أو من أولاد أبنائك أو من أولاد بناتك أو من الأجانب، لأن هذا يوجب الرحمة أن يكون أنت في قلبك رحمة للصغار، وكلما كان الإنسان بعباد الله أرحم كان إلى رحمة الله أقرب، حتى إن الله عز وجل غفر لامرأة بغي زانية غفر لها حين رحمت كلبًا، كلبًا يأكل الثرى من العطش عطشان يحفر الثرى والثرى رطب ثم يمصه ليحصل على شيء من الماء، فنزلت وأخذت بخفها يعني بكندرتها ماء وأسقته هذا الكلب فغفر الله لها مع أنها رحمت كلبًا، لكن إذا جعل الله في قلب الإنسان الرحمة لهؤلاء الضعفاء فإن ذلك دليل على أنه سوف يرحم بإذن الله عز وجل نسأل الله أن يرحمنا وإياكم، فقال النبي عليه الصلاة والسلام: ( من لا يرحم لا يرحم ) فدل ذلك على أنه ينبغي للإنسان أن يجعل قلبه لينًا عطوفًا رحيمًا، خلاف ما يفعله بعض الجفاة من الناس حتى إنه إذا دخل الصبي عليه وهو في القهوة انتهره ونزره ارجع ارجع لا تجي للرجال لا تجي، هذا غلط ارحم الصبيان خلهم يأتون وإذا أساؤوا الأدب علمهم، أما أن تطردهم فهذا خطأ، فها هو النبي عليه الصلاة والسلام أحسن الناس خلقًا وأكرمهم أدبًا جاء يومًا من الأيام وهو ساجد يصلي بالناس، فأتى الحسن بن علي بن أبي طالب فركب عليه وهو ساجد كما يفعل الصبيان يركبون على الواحد يعني يجعلوه بعيرًا لهم، وتأخر في السجود فكأن الصحابة تعجبوا ليش تأخر فقال: ( إن ابني ارتحلني ) يعني: جعلني راحلة له ( وإني أحببت ألا أقوم حتى يقضي نهمته ) هذه من الرحمة، وفي يوم آخر كانت أمامة بنت زينب، وزينب بنت الرسول عليه الصلاة والسلام كانت صغيرة، فخرج بها الرسول عليه الصلاة والسلام إلى المسجد فتقدم يصلي بالناس وهو حامل هذه الطفلة، إذا سجد وضعها على الأرض وإذا قام حملها كل هذا رحمة بها وعطفًا، وإلا فمن الممكن أن يقول لعائشة أو غيرها من نسائه خذي البنت، لكن رحمة ربما أنها تعلقت بجدها وهو رسول الله عليه الصلاة والسلام فأراد أن يطيب نفسها، فجاء بها يصلي بالناس وهو حامل إياها، وفي يوم من الأيام كان يخطب الناس وكان على الحسن والحسين ثوبان لعلهما جديدان، وكان فيهما طول فجعل يمشيان ويتعثران، فنزل من المنبر وحملهما بين يديه عليه الصلاة والسلام وقال: ( صدق الله (( إنما أموالكم وأولادكم فتنة )) ) وقال إنه رأى هذان الولدان يتعثران يعني فما طابت نفسه حتى نزل فحملهما، فالمهم أن الذي ينبغي لنا أن نعود أنفسنا على رحمة الصبيان وعلى رحمة كل من يستحق الرحمة من اليتامى والفقراء والعاجزين وغيرهم، وأن نجعل في قلوبنا رحمة ليكون ذلك سببًا لرحمة الله إيانا، لأننا نحن أيضًا محتاجون إلى رحمة الله، ورحمتنا لعباد الله سبب لرحمة الله لنا، نسأل الله أن يعمنا وإياكم برحمته.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .
نقل المؤلف رحمه الله تعالى " عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قبل النبي صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي رضي الله عنهما، فقال الأقرع بن حابس: إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من لا يرحم لا يرحم ) متفق عليه ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
هذا الحديث ذكره النووي رحمه الله فيما يتعلق بالمعانقة والتقبيل وما أشبه ذلك، ومن ذلك تقبيل الصغار رحمة بهم وشفقة وإحسانًا وتوددًا، فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قبّل الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، والحسن هو ابن فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم جده من قبل أمه، وكان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يحب الحسن ويحب الحسين ويقول: ( إنهما سيدا شباب أهل الجنة ) لكن الحسن أفضل من الحسين، ولهذا قال له النبي عليه الصلاة والسلام: ( إن ابني هذا سيد وسوف يصلح الله به بين فئتين من المسلمين ) ولذلك لما استشهد علي بن أبي طالب رضي الله عنه حين قتله الخارجي كان الذي تولى الخلافة بعده الحسن ابنه الأكبر والأفضل، ولكنه لما رأى أن منازعته لمعاوية الخلافة سيحصل فيها سفك دماء وقتل وضرر عظيم تنازل رضي الله عنه عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان تنازلًا تامًّا درءًا للفتنة وائتلًافا للأمة، فأصلح الله به بين الأمة وصار بهذا له منقبة عظيمة حيث تنازل عما هو أحق به لمعاوية رضي الله عنه درءًا للفتنة، فكان ذات يوم عند النبي عليه الصلاة والسلام وعنده الأقرع بن حابس من سادات بني تميم فقبّل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم الحسن، فكأن هذا الرجل الجافي كأنه استغرب يعني كيف تقبّل هذا الطفل؟ فقال: " إن لي عشرة من الأولاد ما قبّلت واحدًا منهم " فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( من لا يرحم لا يرحم ) يعني اللي ما يرحم الناس ما يرحمه الله والعياذ بالله ولا يوفق للرحمة، فدل ذلك على جواز تقبيل الأولاد الصغار رحمة وشفقة سواء كانوا من أولادك أو من أولاد أبنائك أو من أولاد بناتك أو من الأجانب، لأن هذا يوجب الرحمة أن يكون أنت في قلبك رحمة للصغار، وكلما كان الإنسان بعباد الله أرحم كان إلى رحمة الله أقرب، حتى إن الله عز وجل غفر لامرأة بغي زانية غفر لها حين رحمت كلبًا، كلبًا يأكل الثرى من العطش عطشان يحفر الثرى والثرى رطب ثم يمصه ليحصل على شيء من الماء، فنزلت وأخذت بخفها يعني بكندرتها ماء وأسقته هذا الكلب فغفر الله لها مع أنها رحمت كلبًا، لكن إذا جعل الله في قلب الإنسان الرحمة لهؤلاء الضعفاء فإن ذلك دليل على أنه سوف يرحم بإذن الله عز وجل نسأل الله أن يرحمنا وإياكم، فقال النبي عليه الصلاة والسلام: ( من لا يرحم لا يرحم ) فدل ذلك على أنه ينبغي للإنسان أن يجعل قلبه لينًا عطوفًا رحيمًا، خلاف ما يفعله بعض الجفاة من الناس حتى إنه إذا دخل الصبي عليه وهو في القهوة انتهره ونزره ارجع ارجع لا تجي للرجال لا تجي، هذا غلط ارحم الصبيان خلهم يأتون وإذا أساؤوا الأدب علمهم، أما أن تطردهم فهذا خطأ، فها هو النبي عليه الصلاة والسلام أحسن الناس خلقًا وأكرمهم أدبًا جاء يومًا من الأيام وهو ساجد يصلي بالناس، فأتى الحسن بن علي بن أبي طالب فركب عليه وهو ساجد كما يفعل الصبيان يركبون على الواحد يعني يجعلوه بعيرًا لهم، وتأخر في السجود فكأن الصحابة تعجبوا ليش تأخر فقال: ( إن ابني ارتحلني ) يعني: جعلني راحلة له ( وإني أحببت ألا أقوم حتى يقضي نهمته ) هذه من الرحمة، وفي يوم آخر كانت أمامة بنت زينب، وزينب بنت الرسول عليه الصلاة والسلام كانت صغيرة، فخرج بها الرسول عليه الصلاة والسلام إلى المسجد فتقدم يصلي بالناس وهو حامل هذه الطفلة، إذا سجد وضعها على الأرض وإذا قام حملها كل هذا رحمة بها وعطفًا، وإلا فمن الممكن أن يقول لعائشة أو غيرها من نسائه خذي البنت، لكن رحمة ربما أنها تعلقت بجدها وهو رسول الله عليه الصلاة والسلام فأراد أن يطيب نفسها، فجاء بها يصلي بالناس وهو حامل إياها، وفي يوم من الأيام كان يخطب الناس وكان على الحسن والحسين ثوبان لعلهما جديدان، وكان فيهما طول فجعل يمشيان ويتعثران، فنزل من المنبر وحملهما بين يديه عليه الصلاة والسلام وقال: ( صدق الله (( إنما أموالكم وأولادكم فتنة )) ) وقال إنه رأى هذان الولدان يتعثران يعني فما طابت نفسه حتى نزل فحملهما، فالمهم أن الذي ينبغي لنا أن نعود أنفسنا على رحمة الصبيان وعلى رحمة كل من يستحق الرحمة من اليتامى والفقراء والعاجزين وغيرهم، وأن نجعل في قلوبنا رحمة ليكون ذلك سببًا لرحمة الله إيانا، لأننا نحن أيضًا محتاجون إلى رحمة الله، ورحمتنا لعباد الله سبب لرحمة الله لنا، نسأل الله أن يعمنا وإياكم برحمته.