كتاب عيادة المريض، وتشييع الميت والصلاة عليه، وحضور دفنه، والمكث عند قبره بعد دفنه. عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعيادة المريض، واتباع الجنازة، وتشميت العاطس، وإبرار المقسم، ونصر المظلوم، وإجابة الداعي، وإفشاء السلام. متفق عليه. حفظ
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
قال رحمه الله تعالى: " باب الأمر بعيادة المريض وتشييع الميت، عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعيادة المريض واتباع الجنازة وتشميت العاطس وإبرار المقسم ونصر المظلوم وإجابة الداعي وإفشاء السلام، متفق عليه ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
سبق لنا في رياض الصالحين لمؤلفه النووي رحمه الله عدة أبواب مفيدة وكلها تتعلق بالأحياء، ثم ذكر رحمه الله في هذا الباب حكم عيادة المريض وتشييع الجنائز عيادة المريض، ذهب بعض العلماء إلى أنها فرض كفاية فإذا لم يقم بها أحد فإنه يجب على من علم بحال المريض أن يعود، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم جعل ذلك من حقوق المسلم على أخيه، ولا يليق بالمسلمين أن يعلموا أن أخاهم فلانًا مريض ولا يعوده أحد منهم، لأن هذه قطيعة وأي قطيعة، وهذا القول هو الراجح أن عيادة المرضى فرض كفاية، ومن المعلوم أن غالب المرضى يعودهم أقاربهم وأصحابهم وتحصل بذلك الكافية، لكن لو علمنا أن أحدًا أجنبي في البلد مريض ليس معروفًا وتعلم أنه لم يعده أحد، فإن الواجب عليك أن تعوده لأن ذلك من حقوق المسلمين بعضهم على بعض، والمستحب لمن عاد المريض أن يسأل عن حاله كيف أنت؟ وعن أعماله كيف تتوضأ؟ كيف تصلي؟ وعن معاملته هل لك حقوق على الناس؟ أو هل للناس حقوق عليك؟ ثم إذا قال نعم تقول له أوص بما عليك لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ( ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي فيه يبيت ليلتين إلا وصيته مكتوبة عنده ) ولا تلحح عليه في المسألة ولاسيما إذا كان مرضه شديدًا، لأنه ربما يضجر ويتعب، ولا تطل الجلوس عنده لأنه ربما يكون يمل، لأن المريض حاله غير حال الصحيح، ربما يمل ويحب أن تقوم عنه ليأتي إليه أهله وما أشبه ذلك، ولكن إذا رأيت من المريض أنه مستأنس بك ويفرح أن تبقى وأن تطيل الجلوس عنده فهذا خير ولا بأس به، وهذا ربما يكون سببًا في شفائه، لأن من أسباب الشفاء إدخال السرور على المريض، ومن أسباب دوام المرض وزيادته إدخال الغم على المريض، فمثلًا لو جئت لمريض وقلت والله اليوم أنت أحسن من أمس، حتى وإن لم يكن أحسن من جهة الطيب والمرض لا تقول أحسن من أمس لأنك زدت خيرًا ما بين أمس واليوم صلى خمس صلوات استغفر كبر هلل كذلك زاد أجره بالمرض، فتقول أنت أحسن من أمس يعني باعتبار أنك كسبت خيرًا في بقائك ما بين أمس واليوم حتى يدخل عليه السرور، أما أن تقول والله اليوم وجهك شين أمس أحسن من اليوم هذا غلط حتى لو كان الأمر كذلك، لأن هذا لا ينفع إن لم يضر لم ينفع، لكن أدخل عليه السرور ما استطعت، كذلك إذا كان الرجل ممن يحب القصص، لأن بعض الناس يحب القصص يعني التي يسميها الناس سواليف وهي حق ما هي كذب، ورأيت أن تدخل عليه السرور بالقصص فهذا أيضًا جيد طيب، لأن من المهم إدخال السرور على المريض، وإذا أردت أن تقوم واستأذنته وقلت تأذن لي فإن هذا أيضًا مما يسره، لأنه ربما يكون يود أن تبقى فيقول لا ابقى أو يقول المحل محلك فهو إذا قال المحل محلك يعني أنه أذن لك، لكن قد يكون يحب أن تبقى ثم احرص غاية الحرص على أن توجهه إلى فعل الخير وقول الخير في هذا المرض، تقول: قد يقدر الله المرض على الإنسان ويكون خيرًا له يتفرغ للذكر يتفرغ للدعاء يتفرغ لقراءة القرآن وما أشبه ذلك، تنبهه على فعل هذا الخير لعله ينتبه ويكون لك أنت أجر السبب، نسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياكم مباركين أينما كنا.