باب استحباب سؤال أهل المريض عن حاله. عن ابن عباس رضي الله عنهما أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه خرج من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجعه الذي توفي فيه، فقال الناس: يا أبا الحسن، كيف أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال: أصبح بحمد الله بارئا. رواه البخاري. حفظ
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
قال رحمه الله تعالى: " باب استحباب سؤال أهل المريض عن حاله، عن ابن عباس رضي الله عنهما أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه خرج من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجعه الذي توفي فيه فقال الناس: يا أبا الحسن،كيف أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أصبح بحمد الله بارئًا، رواه البخاري ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
لما ذكر المؤلف النووي رحمه الله في كتابه رياض الصالحين كثيرًا من آداب عيادة المريض ذكر بيان سؤال أهل المريض عن حاله وأن ذلك من الأمور التي جاءت بها السنة، حيث ذكر عن ابن عباس رضي الله عنهما أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه خرج من عند النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه، وكان علي بن أبي طالب صهر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وابن عمه، وكان أفضل أهل البيت فهو الخليفة الرابع في هذه الأمة، ولما خلّفه النبي صلى الله عليه وسلم على أهله في غزوة تبوك ورأى أنه تأثر من ذلك قال له النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ) لأن موسى خلّف هارون في أهله قال: (( اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين )) قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ) خرج من عند الرسول عليه الصلاة والسلام في مرضه الذي مات فيه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم عندما مرض كان يعدل بين نسائه التسع إلا سودة بنت زمعة رضي الله عنها فإنها وهبت يومها لعائشة، فكان في مرضه يعدل بين نسائه، ولما اشتد به المرض صار يقول: ( أين أنا غدًا؟ أين أنا غدًا؟ ) يريد يوم عائشة فأذنَّ له رضي الله عنهن أن يتمرّض في بيت عائشة، فكان عند عائشة رضي الله عنها حتى توفي فسئل علي رضي الله عنه كيف أصبح النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: " أصبح بحمد الله بارئًا " ففيه دليل على أنه إذا لم يمكن الوصول إلى المريض فإنه يسأل عنه من ينتابه من أقاربه أو غيرهم يسأل عن حاله ليطمئن الإنسان، في وقتنا هذا حصل ولله الحمد اتصال بغير الأهل بغير الأقارب وهو اتصال الهاتف، فإن الإنسان إذا لم يتمكن من الذهاب إلى المريض بنفسه فهذا الهاتف والحمد لله جاء الله به خير مرسول للإنسان يدخل على البيوت بدون استئذان، لهذا نقول إذا لم تتمكن من عيادة المريض بنفسك فإنك تتصل به بالهاتف وتسأل عن حاله ويكتب لك بذلك الأجر إن شاء الله تعالى، والله الموفق.