فوائد حديث ( ... دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي سلمة وقد شق بصره، فأغمضه، ثم قال ... ). حفظ
الشيخ : في هذا دليل على مسائل، أولًا: أنه ينبغي للإنسان إذا أصيب بمصيبة ألا يدعو لنفسه إلا بالخير، ثانيًا: أنه ينبغي لمن حضر الميت إذا خرجت روح الميت وانفتح بصره أن يغمضه ما دام حارًّا، لأنه إذا برد وعيناه شاخصتان بقيتا شاخصتين ما تنطبق فيطبّقهما ما داما حارًّا، قال العلماء: وينبغي أيضًا أن يليّن مفاصله قبل أن تبرد وتشقص، وتليين المفاصل أن يرد ذراعه إلى عضده وعضده إلى صدره ثم يمد يده ويرد الساق إلى الفخذ والفخذ إلى البطن ثم يمدها عدة مرات حتى تلين، ليسهل تغسيله وتكفينه، ومن فوائد هذا الحديث: الدلالة على أن الروح شيء يرى فهو جسم لكنه ليس كأجسامنا هذه أجسامنا هذه أجسام غليظة، لكن الروح جسم ليس بالجسم الغليظ بل هو جسم لطيف يجري من ابن آدم مجرى الدم، وليس هو مخلوقًا من طين، ولكنه مخلوق من مادة الله أعلم بها، الروح مخلوقة من مادة الله أعلم بها، ولهذا قال الله تعالى: (( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلًا )) ومنها: أنه ينبغي لمن حضر الميت وأغمضه أن يدعو له، وإذا دعا بهذه الدعوات العظيمة التي دعا بها الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأبي سلمة كان خيرًا، وإن لم يعرفها دعا بما تيسر، ومنها: أن الملائكة يؤمنون على دعاء أهل الميت في هذه الحال فينبغي لأهل الميت أن يدعو بالخير فإن الدعاء الذي تؤمن.