تتمة شرح حديث ( أسرعوا بالجنازة، فإن تك صالحة، فخير تقدمونها إليه، وإن تك سوى ذلك، فشر تضعونه عن رقابكم ). متفق عليه. وفي رواية لمسلم: ( فخير تقدمونها عليه ). وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( إذا وضعت الجنازة، فاحتملها الرجال على أعناقهم، فإن كانت صالحة، قالت: قدموني، وإن كانت غير صالحة، قالت لأهلها: يا ويلها أين تذهبون بها ؟ يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان، ولو سمع الإنسان لصعق ). رواه البخاري. حفظ
الشيخ : حاشيتك تموت فسّر الرؤيا سقوط الأسنان بموت حاشيته وأهله، ففزع الملك ولم يعجبه هذا التفسير فأمر بالرجل فجُلد، ثم دعا آخر وقال له إنه رأى أن أسنانه سقطت فما التفسير، قال: إن الملك يكون أطول أهله عمرًا، المعنى واحد فأكرمه وأجازه، لماذا؟ الألفاظ لها تأثير، فلهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( وإن تك سوى ذلك فشر تضعونه عن رقابهم ) هل الإنسان يحب أن يحمل الشر أو يبقى الشر عنده؟ خله يولي أسرع به إذا كان سيئًا والعياذ بالله، ثم ذكر حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن الرجل إذا مات وحملت جنازته فإن كانت صالحة قالت: قدموني قدموني، تقول بصوت مسموع يسمعه كل أحد كل شيء، إلا الإنسان ما يسمعه نعمة من الله عز وجل، لأننا لو سمعنا ما يقوله الأموات على نعوشهم لانزعجنا، لكن الله أخفاه عنا لكن تسمعه الدواب يسمعه كل شيء، تقول: قدموني قدموني لأي شيء يقدمونها لما أعد الله لها من النعيم الذي بشرت به عند الاحتضار، وإن لم تكن صالحة قالت يا وليها أين تذهبون بها أعوذ بالله، تدعو بالويل لأنها ستقدم نسأل الله العافية إلى عذاب عذاب في القبر يضيق عليها القبر حتى تختلف الأضلاع ويفتح لها باب إلى النار نسأل الله العافية، ولا أحد يعلم بذلك نحن لا نشعر بهذا ومن نعمة الله سبحانه وتعالى أن أخفاه علينا لو علمنا بذلك ما تدافنا أبدًا، لكن الله عز وجل يخفي هذا، وهذا يدل على أن من حق الميت علينا أن نبادر، تقول: قدموني قدموني إلى ما أنعم الله به عليها، فلذلك قال أهل العلم: يسن الإسراع في تجهيز الميت إلا إذا مات بغتة، فإنه ينتظر حتى يتيقن أنه مات، لأنه يحتمل أن يكون غشيه وأنه حي فينتظر حتى يتيقن أنه مات ثم يبادر به، والله الموفق.