باب البكاء والخوف عند المرور بقبور الظالمين ومصارعهم وإظهار الافتقار إلى الله تعالى والتحذير من الغفلة عن ذلك. عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه - يعني لما وصلوا الحجر ديار ثمود - : ( لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا أن تكونوا باكين، فإن لم تكونوا باكين، فلا تدخلوا عليهم؛ لا يصيبكم ما أصابهم ). متفق عليه. وفي رواية قال: لما مر رسول الله بالحجر قال: ( لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم أن يصيبكم ما أصابهم إلا أن تكونوا باكين ثم قنع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه, وأسرع السير حتى أجاز الوادي ). حفظ
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين :
قال -رحمه الله تعالى- : " باب البكاء والخوف عند المرور بقبور الظالمين ومصارعهم ، وإظهار الافتقار إلى الله تعالى ، والتحذير من الغفلة عن ذلك :
عن ابن عمر رضي الله عنهما : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه : يعني لما وصلوا الحجر ديار ثمود : لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا أن تكونوا باكين ، فإن لم تكونوا باكين ، فلا تدخلوا عليهم ، لا يصيبكم ما أصابهم ) متفق عليه.
وفي رواية قال : ( لما مرَّ رسول الله بالحِجر قال : لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم ، أن يصيبكم ما أصابهم ، إلا أن تكونوا باكين ، ثم قنع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه ، وأسرع السير حتى أجاز الوادي ) " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
قال المؤلف -رحمه الله- في كتاب * رياض الصالحين * : " باب البكاء عند المرور بقبور الظالمين ، والخوف من أن يصيب الإنسان ما أصابهم " :
ثم ذكر حديث ابن عمر بمرور النبي صلى الله عليه وسلم بالحجر ديارَ ثمود : وثمود هم : قوم صالح الذين أرسل الله إليهم صالحًا عليه الصلاة والسلام فذكرهم بالله ، ولكنهم كفروا به ، فقال : (( تمتعوا في داركم ثلاثة أيام )) ، ثم أخذتهم الصيحة والرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين ، وكان الله تعالى قد أعطاهم قدرة وقوة في نحت الجبال وبناء القصور في السهول وأصبحوا أمةً قوية ولكن الله تعالى أخذهم برجفة وصيحة فماتوا عن آخرهم ، مرَّ بهم النبي عليه الصلاة والسلام في طريقه إلى تبوك ، فقال عليه الصلاة والسلام : ( لا تدخلوا على هؤلاء إلا أن تكونوا باكين ، فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم أن يصيبكم ما أصابهم ) : ولهذا نقول : لا يجوز لأحد أن يذهب إلى ديار ثمود لتيفرج وينظر مساكنهم ، لأن هذا وقوع في معصية الرسول عليه الصلاة والسلام ، إلا رجلاً يريد أن يذهب ليعتبر ويكون باكيًا حين مروره بذلك بتلك الأماكن ، فإن لم يكن باكيًا فإنه لا يجوز أن يدخل عليهم لأنه ربما يصيبه ما أصابهم .
ولما مر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بواديهم قنّع رأسه يعني : خفضه ، وأجاز : أسرع السير حتى تجاوز الوادي ، وبه نعرف خطأ هؤلاء الجهال الذين يذهبون إلى ديار ثمود للتفرج والتنزه ويبقون فيها أياماً ينظرون آثارهم القديمة ، فإن ذلك معصية للرسول عليه الصلاة والسلام ، ومخالفة لهديه وسنته ، فإنه عليه الصلاة والسلام لما مرَّ بهذه الديار أسرع وقنّع رأسه عليه الصلاة والسلام حتى جاوز الوادي ، وحذر مِن أن يسكن الإنسان في مساكن الذين ظلموا أنفسهم ، والذين أهلكهم الله في هذه الأرض خوفًا أن يصيب الإنسان ما أصابهم من عذاب الله إما بكفره بالله عز وجل حتى يستحق هذا العذاب ، وإما بعقوبة يعاقب بها وإن لم يكفر ، وهو إذا لقي الله عز وجل يوم القيامة فالله تعالى بصير بالعباد ، والله الموفق .
نعم .
الطالب : هل ينطبق هذا على مكان تواجد آثار فرعون وقومه وقد أهلكهم الله ؟
الشيخ : لا ، لأن فرعون وقومه لم يهلكوا في ديارهم ، أهلكوا في البحر .
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين :
قال -رحمه الله تعالى- : " باب البكاء والخوف عند المرور بقبور الظالمين ومصارعهم ، وإظهار الافتقار إلى الله تعالى ، والتحذير من الغفلة عن ذلك :
عن ابن عمر رضي الله عنهما : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه : يعني لما وصلوا الحجر ديار ثمود : لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا أن تكونوا باكين ، فإن لم تكونوا باكين ، فلا تدخلوا عليهم ، لا يصيبكم ما أصابهم ) متفق عليه.
وفي رواية قال : ( لما مرَّ رسول الله بالحِجر قال : لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم ، أن يصيبكم ما أصابهم ، إلا أن تكونوا باكين ، ثم قنع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه ، وأسرع السير حتى أجاز الوادي ) " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
قال المؤلف -رحمه الله- في كتاب * رياض الصالحين * : " باب البكاء عند المرور بقبور الظالمين ، والخوف من أن يصيب الإنسان ما أصابهم " :
ثم ذكر حديث ابن عمر بمرور النبي صلى الله عليه وسلم بالحجر ديارَ ثمود : وثمود هم : قوم صالح الذين أرسل الله إليهم صالحًا عليه الصلاة والسلام فذكرهم بالله ، ولكنهم كفروا به ، فقال : (( تمتعوا في داركم ثلاثة أيام )) ، ثم أخذتهم الصيحة والرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين ، وكان الله تعالى قد أعطاهم قدرة وقوة في نحت الجبال وبناء القصور في السهول وأصبحوا أمةً قوية ولكن الله تعالى أخذهم برجفة وصيحة فماتوا عن آخرهم ، مرَّ بهم النبي عليه الصلاة والسلام في طريقه إلى تبوك ، فقال عليه الصلاة والسلام : ( لا تدخلوا على هؤلاء إلا أن تكونوا باكين ، فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم أن يصيبكم ما أصابهم ) : ولهذا نقول : لا يجوز لأحد أن يذهب إلى ديار ثمود لتيفرج وينظر مساكنهم ، لأن هذا وقوع في معصية الرسول عليه الصلاة والسلام ، إلا رجلاً يريد أن يذهب ليعتبر ويكون باكيًا حين مروره بذلك بتلك الأماكن ، فإن لم يكن باكيًا فإنه لا يجوز أن يدخل عليهم لأنه ربما يصيبه ما أصابهم .
ولما مر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بواديهم قنّع رأسه يعني : خفضه ، وأجاز : أسرع السير حتى تجاوز الوادي ، وبه نعرف خطأ هؤلاء الجهال الذين يذهبون إلى ديار ثمود للتفرج والتنزه ويبقون فيها أياماً ينظرون آثارهم القديمة ، فإن ذلك معصية للرسول عليه الصلاة والسلام ، ومخالفة لهديه وسنته ، فإنه عليه الصلاة والسلام لما مرَّ بهذه الديار أسرع وقنّع رأسه عليه الصلاة والسلام حتى جاوز الوادي ، وحذر مِن أن يسكن الإنسان في مساكن الذين ظلموا أنفسهم ، والذين أهلكهم الله في هذه الأرض خوفًا أن يصيب الإنسان ما أصابهم من عذاب الله إما بكفره بالله عز وجل حتى يستحق هذا العذاب ، وإما بعقوبة يعاقب بها وإن لم يكفر ، وهو إذا لقي الله عز وجل يوم القيامة فالله تعالى بصير بالعباد ، والله الموفق .
نعم .
الطالب : هل ينطبق هذا على مكان تواجد آثار فرعون وقومه وقد أهلكهم الله ؟
الشيخ : لا ، لأن فرعون وقومه لم يهلكوا في ديارهم ، أهلكوا في البحر .