باب ما يقول إذا نزل منزلا. عن خولة بنت حكيم رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( من نزل منزلا ثم قال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك ). رواه مسلم. وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافر فأقبل الليل قال: ( يا أرض ربي وربك الله، أعوذ بالله من شرك وشر ما فيك، وشر ما خلق فيك، وشر ما يدب عليك أعوذ بالله من شر أسد وأسود، ومن الحية والعقرب، ومن ساكن البلد، ومن والد وما ولد ). رواه أبو داود. حفظ
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين :
قال -رحمه الله تعالى- : " ( إذا سافر فأقبل الليل قال : يا أرض ربي وربك الله، أعوذ بالله من شرك، وشر ما فيك، وشر ما خلق فيك، وشر ما يدب عليك، وأعوذ بالله من شر أسد وأسود، ومن الحية والعقرب، ومن ساكن البلد، ومن والد وما ولد ) رواه أبو داود " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحمن :
هذان الحديثان في بيان ما يقوله الإنسان إذا كان مسافرا ونزل منزلا ، بل في حديث خولة بنت حكيم رضي الله عنها : أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( مَن نزل منزلا فقال : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ، لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك ) .
قوله : ( مَن نزل منزلا ) : يشمل من نزل منزلا في السفر إذا كان مسافرا ثم نزل ليستريح لغداء أو عشاء أو نوم أو غير ذلك فإنه إذا نزل يقول : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ، ومعنى أعوذ أي : أعتصم بكلمات الله التامات ، وكلمات الله التامات : تشمل كلماته الكونية وكلماته الشرعية ، فأما كلماته الكونية : فهي التي ذكرها الله عز وجل في قوله : (( إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون )) : فيحميك الله تعالى بكلماته الكونية ، يدافع عنك ما يضرك إذا قلت هذا الكلام : ( أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ) .
كذلك الكلمات الله الشرعية وهي الوحي فإن كلمات الله الشرعية وهي الوحي فيها وقاية من كل سوء وشر ، وقاية من الشر قبل نزوله ، وله بعد نزوله :
أما قبل نزوله فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( أن من قرأ آية الكرسي في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ ، ولا يقربه شيطان حتى يصبح ) .
وأما بعد نزول الشر فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : أن الفاتحة إذا قُرئ بها على المريض أو على اللديغ فإنه ينتفع بها ، حتى إن الصحابي رضي الله عنه لما قرأ على سيد القوم الذي لُدغ ، لما قرأ عليه سورة الفاتحة قام كأنما نُشط من عقال يعني : أنه برأ حالا لأن القرآن شفاء : (( يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين )) : فاحرص يا أخي المسلم إذا نزلت منزلا في بر أو بحر ، أو منزلا اشتريته كبيت وما أشبه ذلك ، فقل : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق فإنه لا يضرك شيء حتى ترتحل من منزلك ذلك ، والله الموفق .