باب استحباب تعجيل المسافر الرجوع إلى أهله إذا قضى حاجته. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( السفر قطعة من العذاب؛ يمنع أحدكم طعامه وشرابه ونومه، فإذا قضى أحدكم نهمته من سفره فليعجل إلى أهله ). متفق عليه. حفظ
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين :
قال -رحمه الله تعالى- : " باب استحباب تعجيل المسافر الرجوع إلى أهله إذا قضى حاجته :
عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( السفر قطعة من العذاب ، يمنع أحدكم طعامه وشرابه ونومه ، فإذا قضى أحدكم نَهمَته من سفره فليعجل إلى أهله ) متفق عليه "
.
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
قال المؤلف -رحمه الله تعالى- في كتابه * رياض الصالحين * فيما يتعلق بالسفر : " باب استحباب تعجيل المسافر الرجوع إلى أهله إذا قضى حاجته " :
وذلك أن المسافر إذا سافر فإنه يترك أهله ، وربما يحتاجون إليه في التربية والتعليم والرعاية وغير ذلك ، وربما يحدث لهم أشياء توجب أن يكون راعيهم عندهم ، فلهذا أَمَر النبي صلى الله عليه وسلم كما في هذا الحديث الذي ذكره المؤلف : أن الإنسان إذا قضى نهمته من سفره فليرجع إلى أهله . وقال عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث : ( إن السفر قطعة من العذاب ) : يعني بذلك عذاب الضمير وعذاب الجسم ولاسيما في الزمن السابق ، حيث الأسفار تكون على الإبل ويكون فيها مشقات كبيرة وخوف وبرد في الشتاء ، وحر في الصيف ، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام : ( إنه ) أي السفر ( قطعة من العذاب ، يمنع أحدكم طعامه وشرابه ونومه ) : لأنه مشغول البال ، ولا يأتيه الطعام والشراب كالوجبات العادية وكذلك في النوم ، فإذا كان كذلك ، فليرجع الإنسان إلى الراحة إلى أهله وبلده ليقوم على أهله بالرعاية والتأديب وغير ذلك .
وفي هذا دليل على أن إقامة الإنسان في أهله أفضل من سفره إلا أن يكون هناك حاجة ، ووجهه : أن أهله يحتاجون إليه ، ولهذا لما قدم مالك بن الحويرث ومعه نحو عشرين رجلا من قومه إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، وأقاموا عنده نحو عشرين ليلة ، ورأى أنهم قد اشتاقوا إلى أهلهم قال : ( ارجعوا إلى أهليكم فأقيموا فيهم وعلموهم وأدبوهم ) : فدل ذلك على أن الإنسان لا ينبغي أن يغيب عن أهله إلا بقدر الحاجة ، وإلا فليرجع هذا هو الأفضل ، والله الموفق .