باب استحباب القدوم على أهله نهارا وكراهته في الليل لغير حاجة. عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله قال: ( إذا أطال أحدكم الغيبة فلا يطرقن أهله ليلا ). وفي رواية أن رسول الله نهى أن يطرق الرجل أهله ليلا. متفق عليه. وعن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يطرق أهله ليلا، وكان يأتيهم غدوة أو عشية. متفق عليه. حفظ
القارئ : الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين :
قال -رحمه الله تعالى- : " باب استحباب القدوم على أهله نهارا وكراهته في الليل لغير حاجة :
عن جابر رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا أطال أحدكم الغيبة فلا يطرقنَّ أهله ليلا ) .
وفي رواية : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يطرق الرجل أهله ليلا ) متفق عليه .
وعن أنس رضي الله عنه قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يطرق أهله ليلا ، وكان يأتيهم غدوة أو عشية ) متفق عليه .
باب استحباب ابتداء القادم بالمسجد الذي في جواره ، وصلاته فيه ركعتين :
عن كعب بن مالك رضي الله عنه : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فركع فيه ركعتين ) متفق عليه "
.
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
هذان البابان مِن آداب السفر :
الباب الأول : أن الإنسان إذا غاب عن أهله وطالت غيبته فلا يطرقهم ليلا أي : لا يأتيهم في الليل إلا لحاجة أو إعلام ، الحاجة : مثل أن يحصل عليه في السفر مشقة لو انتظر إلى الصباح مثلا ، فهذه حاجة ، يقدم عليهم في الليل ولا حرج ، وكذلك أيضا إذا كان قد أعلمهم قال : إنه سيقدم عليهم الليلة الفلانية فلا بأس أن يقدم عليهم ليلا ، أما إذا كان قد أطال الغيبة فإنه لا يطرقهم ليلا ، لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم علل ذلك فقال : ( لكي تمتشط الشَّعِثَة وتستحد المغيبة ) : يعني معناه لأجل أن المرأة تتجمل وتتزين لزوجها لئلا يقدم عليها وهي شعثة غير ماشطة ، أو لم تستحد أي : لم تحلق عانتها ، فلهذا قيَّد المسألة بما إذا طال السفر ، أما إذا لم يطل السفر كسفر يوم أو يومين أو ما أشبه ذلك فلا حرج عليه أن يقدم إلى أهله متى شاء .
والحاصل أنه إذا أطال الغيبة فلا يقدم على أهله ليلا إلا لحاجة أو إذا كان قد أعلمهم بذلك ، فقال : سآتي في الطائرة الفلانية في الليلة الفلانية فلا بأس .