شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في: قل هو الله أحد: ( إنها تعدل ثلث القرآن ). رواه مسلم. وعن أنس رضي الله عنه أن رجلا قال: يا رسول الله إني أحب هذه السورة: قل هو الله أحد، قال: ( إن حبها أدخلك الجنة ). رواه الترمذي وقال: حديث حسن. وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( ألم تر آيات أنزلت هذه الليلة لم ير مثلهن قط ؟ قل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس ). رواه مسلم. وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الجان وعين الإنسان، حتى نزلت المعوذتان، فلما نزلتا، أخذ بهما وترك ما سواهما. رواه الترمذي وقال: حديث حسن. حفظ
الشيخ : فيجب أن نعلم الفرق بين المعادلة في الثواب والمعادلة في الإجزاء ، فهي تعدل ثلث القرآن في الثواب ، لكنها لا تعدل ثلث القرآن في الإجزاء ، ولهذا لو كررها الإنسان في صلاته ثلاث مرات لم تجزئه عن الفاتحة ، والله الموفق .
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين :
نقل المؤلف -رحمه الله تعالى- في سياق الأحاديث في باب الحث على سور وآيات مخصوصة : " عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( في قل هو الله أحد : إنها تعدل ثلث القرآن ) رواه مسلم .
وعن أنس رضي الله عنه : ( أن رجلاً قال : يا رسول الله إني أحب هذه السورة : قل هو الله أحد، قال : إنَّ حبها أدخلك الجنة ) رواه الترمذي وقال : حديث حسن .
وعن عُقبة بن عامر رضي الله عنه ، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ألم ترَ آيات أنزلت هذه الليلة لم يُر مثلهن قط ؟ قل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس ) رواه مسلم .
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، قال : ( كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الجان وعين الإنسان ، حتى نزلت المعوذتان ، فلما نزلتا ، أخذ بهما وترك ما سواهما ) رواه الترمذي وقال : حديث حسن .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( مِن القرآن سورة ثلاثون آية ، شفعت لرجل حتى غُفر له وهي : تبارك الذي بيد الملك ) رواه أبو داود والترمذي وقال : حديث حسن .
وفي رواية أبي داود : ( تشفع ) .
وعن أبي مسعود البدري رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من قرأ بالآيتين مِن آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه ) متفق عليه "
.
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
ذكر المؤلف -رحمه الله تعالى- في باب الحث على سور وآيات معينة من القرآن : ما سبق في سورة الفاتحة ، وسورة الإخلاص ، وقد تقدم الكلام عليهما ، ومن ذلك المعوذتان : فإن المعوذتين وهما : (( قل أعوذ برب الفلق )) و (( قل أعوذ برب الناس )) ما تعوذ بهن متعوذ عن إيمان وصدق إلا أعاذه الله عز وجل .
أما سورة الفلق فيقول الله عز وجل : (( قل أعوذ برب الفلق * من شر ما خلق )) : يعني قل أيها الإنسان مستعيناً بربك (( أعوذ برب الفلق * من شر ما خلق )) الفلق : فلق الصبح ، وفلق الحب والنوى ، قال الله تعالى : (( فالق الإصباح )) وقال : (( إن الله فالق الحب والنوى )) : فهو عز وجل رب الفلق ، لا يستطيع أحد أن يفلق شيئا من هذه التي ذكرها الله إلا الله عز وجل ، (( من شر ما خلق )) أي : كل ما خلق ، ومنهم أي : مما خلق نفسك ، كما جاء في الحديث الصحيح : ( نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ) ، والنفس أمارة بالسوء فتستعيذ بالله من شر ما خلق أي : من شر كل ما خلق من الإنس والجن والنفس وغير ذلك . (( ومن شر غاسق إذا وقب )) : الغاسق الليل ، لأن الليل تكثر فيه الهوام وتخرج فيه السباع ، وتكون فيه الشرور ، فتستعيذ بالله من شر الليل الغاسق ، إذا وقب يعني : إذا دخل .
(( ومن شر النفاثات في العقد )) يعني : الساحرات اللاتي ينفثن في العقد يسحرن الناس ، ونص على النساء وإن كان السحر يكون في النساء وفي الرجال ، لأنه هو الغالب فيهن ، ويجوز أن يكون المراد النفاثات : يعني النفوس النفاثات فتشمل الرجال والنساء .
(( ومن شر حاسد إذا حسد )) : هذه العين ، صاحب العين والعياذ بالله الشرير الذي لا يحب الخير للغير ، تجده إذا منَّ الله على أحد بشيء من مال أو جاه أو علم أو ولد أو زوجة أو غير ذلك يخرج من نفسه الخبيثة كما يخرج السهم ، فيُصيب الرجل ، وهذا السهم ما يُدرى عنه خفي لكن تفز نفسه والعياذ بالله لأنها خبيثة ، لا تحب الخير للغير ، فيصاب الإنسان بالعين ، قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( لو سبق القضاء شيءٌ أو قال القدر لسبقته العين ) ، فالعين تُدرك وهي حق ، حتى قال بعض العلماء إنها هي المرادة بقوله تعالى : (( وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر )) .
(( ومن شر حاسد )) ثم قال : (( إذا حسد )) : لأن الحاسد قد لا يحسد ، العائن مهو يصيب كل إنسان ، لكن إذا حسد والعياذ بالله تعدى شره غيره يعني : تعدى إلى غيره .
ويجوز أن يكون المراد بالآية الحاسد العائن والحاسد غير العائن ، لأن بعض الناس حسود والعياذ بالله ، يحسد ما يحب الخير للغير ، والحسد هو كراهة ما أنعم الله به على غيرك ، أن تكره ما أنعم الله به على غيرك ، وإن كنت لا تتمنى زواله ، فإن تمنيت زواله صار أشد والعياذ بالله .
والحاسدون -نسأل الله العافية- لا يحرقون إلا أنفسهم ، الحاسد يحترق كلما أنعم الله على عباده نعمة احترق قلبه ، ليش فلان يجيب كذا وليش فلان يصير كذا ؟ !
فهذا الحاسد والعياذ بالله أحيانا إذا حسد بغى ، إذا صار بقلبه هذا الحسد هذا الجمرة والعياذ بالله بغى على الغير ، واعتدى عليهم ، مثلا افرض أن إنسان منّ الله عليه بمال ، منَّ الله عليه بمال وصار ينفقه في سبيل الله ، فيه رجل حسود والعياذ بالله قلبه محترق : أن الله أنعم على هذا الرجل بالمال وجعل ينفقه في سبيل الله فتجده مثلا يتحدث في المجالس كلما أثني على هذا الرجل قال : لا هذا مرائي ، هذا مرائي ما قصده وجه الله والدار الآخرة .
إذا منَّ الله على إنسان بعلم أيضا وصار له قبول عند الناس صار والعياذ بالله يحسد ، يحب أن يخفي ما أنعم الله به على الإنسان وهلم جرّا .
والحسد والعياذ بالله من كبائر الذنوب ، وقد ذم الله اليهود عليه فقال : (( أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله )) : فالفضل لله مهو لك يؤتيه من يشاء ، تحسد الناس إذا أعطاهم الله من فضله ؟!
أنت إذا فعلت ذلك جنيت على من أعطاه الله الفضل ، واعتديت على حق الله عز وجل ، كأنك تقول : ليش تعطي هذا الرجل هذه النعمة ؟ فتحسد .
هذه سورة الفلق ، ويأتي إن شاء الله الكلام على سورة الناس ، والمهم أن الإنسان ينبغي له أن يتعوذ بهاتين السورتين .
وذكر الترمذي -رحمه الله- ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من الجان ومن عين الإنسان ، حتى نزلت (( قل أعوذ برب الفلق )) و(( قل أعوذ برب الناس )) فصار يتعوذ بهما وترك ما سواهما ) ، والله الموفق .