تتمة شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إن أمتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين من آثار الوضوء ). فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل. متفق عليه. وعنه قال: سمعت خليلي صلى الله عليه وسلم يقول: ( تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء ). رواه مسلم. وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره ). رواه مسلم. حفظ
الشيخ : وأما الحديث الثاني حديث أبي هريرة رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء ) : الحلية يوم القيامة يحلى بها الرجال والنساء ، يلبس الرجال والنساء حلية من ذهب وفضة ولؤلؤ ، (( وحُلُّوا أساور من فضة )) ، (( يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا )) : فهم يحلون بهذه الأنواع الثلاثة يلبس الرجل والمرأة في الجنة حليا من هذه الأنواع الثلاثة : ذهب وفضة ولؤلؤ ، ولابد أن تكون مرصوفة على وجه يحصل به الجمال أكثر وأكثر ، لأن التحلي بكل نوع من هذه لا شك أنه يكسب الإنسان جمالا ، فإذا رصف بعضها إلى بعض ورتبت ترتيبا حسنا أعطت جمالا أكثر .
يوم القيامة تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء : إذًا كل الذراع يكون حلية مملوء ، مملوءا حلية من الذهب والفضة واللؤلؤ ، وهذا يدل على فضيلة الوضوء ، حيث تكون مواضعه يوم القيامة يُحلى بها الإنسان في الجنة جعلني الله وإياكم من أهلها .
وأما الحديث الثالث : حديث عثمان رضي الله عنه ، ( ففيه أن من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه ) : تخرج خطاياه من هذا الوضوء حتى من تحت أظفاره ، وعلى هذا فالوضوء يكون سببا لكفارة الخطايا ، حتى من أدق مكان وهو ما تحت الأظفار ، وهذه الأحاديث وأمثالها يدل على أن الوضوء من أفضل العبادات ، وأنه عبادة ينبغي للإنسان أن ينوي به التقرب إلى الله عز وجل ، يعني أن يستحضر وهو يتوضأ أنه يتقرب إلى الله كما أنه إذا صلى يستشعر بأنه يتقرب إلى الله فكذلك إذا توضأ ، ويستشعر بأنه يمتثل أمر الله في قوله : (( إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم )) ويستشعر أيضًا أنه متبع لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في وضوئه ، وكذلك أيضا يستحضر أنه يريد الثواب ، وأنه يثاب على هذا العمل ، حتى يُتقنه ويحسنه ، والله الموفق .