شرح حديث عن جابر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة ). رواه مسلم. وعن بريدة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر ). رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح. وعن شقيق بن عبد الله التابعي المتفق على جلالته رحمه الله قال: كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة. رواه الترمذي بإسناد صحيح. حفظ
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين :
نقل المؤلف -رحمه الله تعالى- في سياق الأحاديث في الأمر بالمحافظة على الصلوات المكتوبات ، والنهي الأكيد والوعيد الشديد في تركهن :
" عن جابر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن بين الرجل وبين الشرك والكفر تركَ الصلاة ) رواه مسلم .
وعن بُريدة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر ) رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح .
وعن شقيق بن عبد الله التابعي المتفق على جلالته -رحمه الله- قال : ( كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئا من الأعمال تركُه كفر غير الصلاة ) رواه الترمذي بإسناد صحيح .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن أول ما يُحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صَلَحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر، فإن انتُقص من فريضته شيء، قال الرب عز وجل : انظروا هل لعبدي من تطوع، فيكَمَّل منها ما انتقص من الفريضة ؟ ثم تكون سائر أعماله على هذا ) رواه الترمذي وقال : حديث حسن " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
هذه أحاديث في التحذير من إضاعة الصلاة :
حديث جابر وحديث بريدة : أما حديث جابر فقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( إن بين الرجل وبين الكفر والشرك تركَ الصلاة ) ، حديث بريدة : ( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر ) : فهذان حديثان يدلان على أن تارك الصلاة كافر ، وأنه كافر كفراً مخرجا عن الملة ، فالذي لا يُصلي أشد من اليهود والنصارى ، اليهودي : لو ذبح لأكل الإنسان ذبيحته ، والنصراني لو ذبح لأكل الإنسان ذبيحته ، وتارك الصلاة لو ذبح فإن ذبيحته لا تحل ، تارك الصلاة مثلا لو كانت أنثى ما تصلي فإنه لا يحل للمسلم أن يتزوجها ، ولو كانت نصرانية جاز أن يتزوجها المسلم ولو كانت يهودية جاز أن يتزوجها المسلم .
تارك الصلاة لا يُقر على ترك الصلاة بل يقال : صل وإلا قتلناك ، واليهودي والنصراني يُقر على دينه إما بمعاهدة أو استئمان أو ذمة ، فدل ذلك على أن ترك الصلاة أعظم من اليهودية والنصرانية ، هذا الأمر الذي يتهاون به الناس اليوم .
وليُعلم أن الإنسان إذا ترك الصلاة ثم عُقد له على امرأة فإن النكاح غير صحيح ، ولو جامعها فإنه يجامعها بزنا والعياذ بالله ، وكذلك لو عُقد له وهو يصلي ثم ترك الصلاة انفسخ النكاح ، ووجب أن يفرق بينه وبين المرأة إلا أن يتوب ويعود للإسلام فيبقى على نكاحه .
وليُعلم أيضا أن تارك الصلاة إذا مات على ترك الصلاة ، فإنه لا يغسل ولا يُكفن ولا يصلى عليه ولا يدفن مع المسلمين ولا يدعى له بالرحمة ولا تناله شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة .
ولكن كيف نصنع به ؟ هل نبقي جيفته للكلاب تأكلها ونحن نشاهد ؟
لا ، لأن هذا كسر لقلوب أقاربه لكن نخرج به براً ، في البر ونحفر له حفرة ما هو قبر ليس قبرا حفرة ونرمسه فيها بثيابه ، بدون تكفين ولا تغسيل ولا صلاة عليه ، ولا كرامة له ، ولولا أن أهله يتأثرون لقلنا : يبقى على وجه الأرض تأكله الكلاب والناس ينظرون إليه ، لكنه يُرمس اتقاء لنتنه ورائحته وخبثه ، وإذا كان يوم القيامة قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( إنه يحشر مع فرعون وهامان وقارون وأُبي بن خلف ) : رؤساء الكفر والعياذ بالله ، ما يحشر مع أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ، يحشر مع هؤلاء ، وبهذا نعلم أن ترك الصلاة أمره عظيم ، وأنه يجب على من مات عنده ميت وهو لا يصلي أن يبعده عن مساجد المسلمين ، ولا يحل له أن يقدمه للمسلمين يصلون عليه وهو يعلم أنه مات وهو لا يصلي أبدا ، فإن فعل فهو مسيء إلى المسلمين ، والمسلمون ليس عليهم جُناح لأنهم ما علموا ، لأن الله قال : (( ولا تصل على أحدٍ منهم مات أبدًا ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون )) .
والذي لا يصلي كافر بالله ورسوله حتى لو قال : أنا أومن بأن الله موجود وأومن بأن الرسول محمد موجود لا يكفي هذا ، لأن المنافقين يقولون هالكلام هذا : (( إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله )) قال الله تعالى : (( والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون )) .
ثم اعلم أنه إذا مات لك ميت وهو لا يصلي فإنه لا يحل لك من ميراثه شيء على قول أكثر أهل العلم ، لأن ميراثه ليس لأقاربه المسلمين كما أنه هو لو مات عنه قريبه المسلم فإنه لا يرثه ، يعني مثلا إنسان مات وله ابن لا يصلي وله ابن عم من بعيد يصلي من يرثه ؟ ابن العم البعيد وابنه لا يرث .
ولو مات عن أبيه وهو لا يصلي وله عم والولد غني ومات عن أبيه الذي لا يصلي وعن عمه المسلم الذي يصلي فالمال لمن ؟ المال للعم ، لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( لا يرث المسلم الكافر ولا الكافر المسلم ) : وهذا هو الذي دلت عليه نصوص الكتاب والسنة وإجماع الصحابة كما حكاه عنهم عبد الله بن شقيق أو شقيق بن عبد الله ، قال : ( كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفرا إلا الصلاة ) ، وقال النووي في هذا الرجل : " إنه متفق على جلالته وثقته وعدالته وتحريه " ، وقد صرح علماؤنا المتأخرون كالشيخ عبد العزيز بن باز -حفظه الله- على أنه كافر كفر مخرج عن الملة ، وأنه مرتد عن دين الإسلام ، مع الأسف أن الناس الآن يتهاونون في هذا الأمر ، نسأل الله أن يهدينا جميعا لما فيه الخير والصلاح .
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين :
نقل المؤلف -رحمه الله تعالى- في سياق الأحاديث في الأمر بالمحافظة على الصلوات المكتوبات ، والنهي الأكيد والوعيد الشديد في تركهن :
" عن جابر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن بين الرجل وبين الشرك والكفر تركَ الصلاة ) رواه مسلم .
وعن بُريدة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر ) رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح .
وعن شقيق بن عبد الله التابعي المتفق على جلالته -رحمه الله- قال : ( كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئا من الأعمال تركُه كفر غير الصلاة ) رواه الترمذي بإسناد صحيح .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن أول ما يُحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صَلَحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر، فإن انتُقص من فريضته شيء، قال الرب عز وجل : انظروا هل لعبدي من تطوع، فيكَمَّل منها ما انتقص من الفريضة ؟ ثم تكون سائر أعماله على هذا ) رواه الترمذي وقال : حديث حسن " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
هذه أحاديث في التحذير من إضاعة الصلاة :
حديث جابر وحديث بريدة : أما حديث جابر فقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( إن بين الرجل وبين الكفر والشرك تركَ الصلاة ) ، حديث بريدة : ( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر ) : فهذان حديثان يدلان على أن تارك الصلاة كافر ، وأنه كافر كفراً مخرجا عن الملة ، فالذي لا يُصلي أشد من اليهود والنصارى ، اليهودي : لو ذبح لأكل الإنسان ذبيحته ، والنصراني لو ذبح لأكل الإنسان ذبيحته ، وتارك الصلاة لو ذبح فإن ذبيحته لا تحل ، تارك الصلاة مثلا لو كانت أنثى ما تصلي فإنه لا يحل للمسلم أن يتزوجها ، ولو كانت نصرانية جاز أن يتزوجها المسلم ولو كانت يهودية جاز أن يتزوجها المسلم .
تارك الصلاة لا يُقر على ترك الصلاة بل يقال : صل وإلا قتلناك ، واليهودي والنصراني يُقر على دينه إما بمعاهدة أو استئمان أو ذمة ، فدل ذلك على أن ترك الصلاة أعظم من اليهودية والنصرانية ، هذا الأمر الذي يتهاون به الناس اليوم .
وليُعلم أن الإنسان إذا ترك الصلاة ثم عُقد له على امرأة فإن النكاح غير صحيح ، ولو جامعها فإنه يجامعها بزنا والعياذ بالله ، وكذلك لو عُقد له وهو يصلي ثم ترك الصلاة انفسخ النكاح ، ووجب أن يفرق بينه وبين المرأة إلا أن يتوب ويعود للإسلام فيبقى على نكاحه .
وليُعلم أيضا أن تارك الصلاة إذا مات على ترك الصلاة ، فإنه لا يغسل ولا يُكفن ولا يصلى عليه ولا يدفن مع المسلمين ولا يدعى له بالرحمة ولا تناله شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة .
ولكن كيف نصنع به ؟ هل نبقي جيفته للكلاب تأكلها ونحن نشاهد ؟
لا ، لأن هذا كسر لقلوب أقاربه لكن نخرج به براً ، في البر ونحفر له حفرة ما هو قبر ليس قبرا حفرة ونرمسه فيها بثيابه ، بدون تكفين ولا تغسيل ولا صلاة عليه ، ولا كرامة له ، ولولا أن أهله يتأثرون لقلنا : يبقى على وجه الأرض تأكله الكلاب والناس ينظرون إليه ، لكنه يُرمس اتقاء لنتنه ورائحته وخبثه ، وإذا كان يوم القيامة قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( إنه يحشر مع فرعون وهامان وقارون وأُبي بن خلف ) : رؤساء الكفر والعياذ بالله ، ما يحشر مع أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ، يحشر مع هؤلاء ، وبهذا نعلم أن ترك الصلاة أمره عظيم ، وأنه يجب على من مات عنده ميت وهو لا يصلي أن يبعده عن مساجد المسلمين ، ولا يحل له أن يقدمه للمسلمين يصلون عليه وهو يعلم أنه مات وهو لا يصلي أبدا ، فإن فعل فهو مسيء إلى المسلمين ، والمسلمون ليس عليهم جُناح لأنهم ما علموا ، لأن الله قال : (( ولا تصل على أحدٍ منهم مات أبدًا ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون )) .
والذي لا يصلي كافر بالله ورسوله حتى لو قال : أنا أومن بأن الله موجود وأومن بأن الرسول محمد موجود لا يكفي هذا ، لأن المنافقين يقولون هالكلام هذا : (( إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله )) قال الله تعالى : (( والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون )) .
ثم اعلم أنه إذا مات لك ميت وهو لا يصلي فإنه لا يحل لك من ميراثه شيء على قول أكثر أهل العلم ، لأن ميراثه ليس لأقاربه المسلمين كما أنه هو لو مات عنه قريبه المسلم فإنه لا يرثه ، يعني مثلا إنسان مات وله ابن لا يصلي وله ابن عم من بعيد يصلي من يرثه ؟ ابن العم البعيد وابنه لا يرث .
ولو مات عن أبيه وهو لا يصلي وله عم والولد غني ومات عن أبيه الذي لا يصلي وعن عمه المسلم الذي يصلي فالمال لمن ؟ المال للعم ، لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( لا يرث المسلم الكافر ولا الكافر المسلم ) : وهذا هو الذي دلت عليه نصوص الكتاب والسنة وإجماع الصحابة كما حكاه عنهم عبد الله بن شقيق أو شقيق بن عبد الله ، قال : ( كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفرا إلا الصلاة ) ، وقال النووي في هذا الرجل : " إنه متفق على جلالته وثقته وعدالته وتحريه " ، وقد صرح علماؤنا المتأخرون كالشيخ عبد العزيز بن باز -حفظه الله- على أنه كافر كفر مخرج عن الملة ، وأنه مرتد عن دين الإسلام ، مع الأسف أن الناس الآن يتهاونون في هذا الأمر ، نسأل الله أن يهدينا جميعا لما فيه الخير والصلاح .