شرح حديث عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( أتموا الصف المقدم ثم الذي يليه؛ فما كان من نقص فليكن في الصف المؤخر ). رواه أبو داود بإسناد حسن. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف ). رواه أبو داود بإسناد على شرط مسلم، وفيه رجل مختلف في توثيقه. وعن البراء رضي الله عنه قال: كنا إذا صلينا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم أحببنا أن نكون عن يمينه؛ يقبل علينا بوجهه، فسمعته يقول: ( رب قني عذابك يوم تبعث - أو تجمع - عبادك ). رواه مسلم. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( وسطوا الإمام، وسدوا الخلل ). رواه أبو داود. حفظ
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين :
نقل المؤلف -رحمه الله تعالى- في سياق الأحاديث في باب فضل الصف الأول والأمر بإتمام الصفوف الأُوَل، وتسويتها، والتراص فيها :
" عن أنس رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( أتموا الصف المقدَّم ثم الذي يليه، فما كان من نقص فليكن في الصف المؤخر ) رواه أبو داود بإسناد حسن .
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف ) رواه أبو داود بإسناد على شرط مسلم، وفيه رجل مختلف في توثيقه .
وعن البراء رضي الله عنه قال : ( كنا إذا صلينا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم أحببنا أن نكون عن يمينه، يُقبل علينا بوجهه، فسمعته يقول: رب قني عذابك يوم تبعث -أو تجمع- عبادك ) رواه مسلم .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( وسِّطوا الإمام، وسدوا الخلل ) رواه أبو داود " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
هذه بقية الأحاديث في بيان الصف الأول ، في بيان فضل الصفوف الأُوَل ، وقد سبق أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أمر بأن نكمل الصفوف الأول فالأول ، وأخبر أن الله وملائكته يصلون على الصفوف الأُوَل ، وفي حديث أنس بن مالك الذي نقله المؤلف في هذا الباب : ( أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أمر أن نبدأ بالصف المقدم فالمقدم ، وما كان من نقص فليكن في المؤخر ) : يعني أمرهم أن يتموا الصفوف الأول فالأول وما كان من نقص فليكن في الصف المؤخر ، وهذا يدل على أن من صف في الصف الثاني قبل تمام الأول ولو كان معه غيره فإنه لم يصب السنة ، بل السنة ألا يكون أحد في الصف الثاني حتى يتم الأول ، ولا في الثالث حتى يتم الثاني ، ولا في الرابع حتى يتم الثالث وهلم جرا ، هذه هي السنة ، وفي الأحاديث التي ذكرها المؤلف هنا أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( إن الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف ) ، لكن هذا الحديث فيه رجل مختلف في توثيقه ، وعلى هذا فيكون ضعيفًا وإن كان على شرط مسلم من حيث الإسناد ، لكن إذا كان فيه رجل مختلف في توثيقه فليكن ضعيفًا.
أما الحديث الأخير أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : أمر أن يوسط الإمام فقال : ( وسطوا الإمام ) : يعني معناه اجعلوه وسطا ، وهذا هو العدل أن يكون الإمام ليس مائلاً إلى اليمين ولا إلى الشمال يكون في الوسط ، ولهذا لما كان في أول الإسلام أو في أول الهجرة ، وكان الناس يصفون إذا كانوا ثلاثة صفًا واحدًا ، كان المشروع أن الإمام يكون بينهم ، ما يكون متطرفا من حيث اليسار ، بل يكون بينهم ، فدل ذلك على أن توسيط الإمام له أهمية ، وبه نعرف أن ما يفعله بعض الناس الآن تجدهم يكملون الصف الأيمن والصف الأيسر ليس فيه إلا القليل هذا خلاف السنة ، السنة أن يكون اليمين واليسار متقارباً، فإذا تساوى فهنا نقول : الأيمن أفضل ، يعني زيادة رجل أو رجلين في الأيمن لا بأس ، أما أن يكون نصف الصف يذهب والصف الأيسر ما فيه إلا قليل فهذا خلاف السنة ، لأن ذلك ليس فيه توسيط الإمام، وقد عرفتم أن الحديث الذي فيه أن الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف ، فيه رجل قد اختلف في توثيقه ، والله أعلم .
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين :
نقل المؤلف -رحمه الله تعالى- في سياق الأحاديث في باب فضل الصف الأول والأمر بإتمام الصفوف الأُوَل، وتسويتها، والتراص فيها :
" عن أنس رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( أتموا الصف المقدَّم ثم الذي يليه، فما كان من نقص فليكن في الصف المؤخر ) رواه أبو داود بإسناد حسن .
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف ) رواه أبو داود بإسناد على شرط مسلم، وفيه رجل مختلف في توثيقه .
وعن البراء رضي الله عنه قال : ( كنا إذا صلينا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم أحببنا أن نكون عن يمينه، يُقبل علينا بوجهه، فسمعته يقول: رب قني عذابك يوم تبعث -أو تجمع- عبادك ) رواه مسلم .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( وسِّطوا الإمام، وسدوا الخلل ) رواه أبو داود " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
هذه بقية الأحاديث في بيان الصف الأول ، في بيان فضل الصفوف الأُوَل ، وقد سبق أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أمر بأن نكمل الصفوف الأول فالأول ، وأخبر أن الله وملائكته يصلون على الصفوف الأُوَل ، وفي حديث أنس بن مالك الذي نقله المؤلف في هذا الباب : ( أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أمر أن نبدأ بالصف المقدم فالمقدم ، وما كان من نقص فليكن في المؤخر ) : يعني أمرهم أن يتموا الصفوف الأول فالأول وما كان من نقص فليكن في الصف المؤخر ، وهذا يدل على أن من صف في الصف الثاني قبل تمام الأول ولو كان معه غيره فإنه لم يصب السنة ، بل السنة ألا يكون أحد في الصف الثاني حتى يتم الأول ، ولا في الثالث حتى يتم الثاني ، ولا في الرابع حتى يتم الثالث وهلم جرا ، هذه هي السنة ، وفي الأحاديث التي ذكرها المؤلف هنا أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( إن الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف ) ، لكن هذا الحديث فيه رجل مختلف في توثيقه ، وعلى هذا فيكون ضعيفًا وإن كان على شرط مسلم من حيث الإسناد ، لكن إذا كان فيه رجل مختلف في توثيقه فليكن ضعيفًا.
أما الحديث الأخير أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : أمر أن يوسط الإمام فقال : ( وسطوا الإمام ) : يعني معناه اجعلوه وسطا ، وهذا هو العدل أن يكون الإمام ليس مائلاً إلى اليمين ولا إلى الشمال يكون في الوسط ، ولهذا لما كان في أول الإسلام أو في أول الهجرة ، وكان الناس يصفون إذا كانوا ثلاثة صفًا واحدًا ، كان المشروع أن الإمام يكون بينهم ، ما يكون متطرفا من حيث اليسار ، بل يكون بينهم ، فدل ذلك على أن توسيط الإمام له أهمية ، وبه نعرف أن ما يفعله بعض الناس الآن تجدهم يكملون الصف الأيمن والصف الأيسر ليس فيه إلا القليل هذا خلاف السنة ، السنة أن يكون اليمين واليسار متقارباً، فإذا تساوى فهنا نقول : الأيمن أفضل ، يعني زيادة رجل أو رجلين في الأيمن لا بأس ، أما أن يكون نصف الصف يذهب والصف الأيسر ما فيه إلا قليل فهذا خلاف السنة ، لأن ذلك ليس فيه توسيط الإمام، وقد عرفتم أن الحديث الذي فيه أن الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف ، فيه رجل قد اختلف في توثيقه ، والله أعلم .