باب فضل السنن الراتبة مع الفرائض وبيان أقلها وأكملها وما بينهما. عن أم المؤمنين أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان رضي الله عنهما قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( ما من عبد مسلم يصلي لله تعالى في كل يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعا غير الفريضة، إلا بنى الله له بيتا في الجنة ) أو: (إلا بني له بيت في الجنة ). رواه مسلم. وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين قبل الظهر، وركعتين بعدها، وركعتين بعد الجمعة؛ وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء. متفق عليه.
وعن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( بين كل أذانين صلاة، بين كل أذانين صلاة، بين كل أذانين صلاة) قال في الثالثة: ( لمن شاء ). متفق عليه. حفظ
القارئ : قال -رحمه الله تعالى- : " باب فضل السنن الراتبة مع الفرائض وبيان أقلها وأكملها وما بينهما :
عن أم المؤمنين أم حبيبة ، رَملة بنت أبي سفيان رضي الله عنهما قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( ما مِن عبد مسلم يصلي لله تعالى في كل يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعًا غير الفريضة، إلا بنى الله له بيتًا في الجنة ) أو : ( إلا بُني له بيت في الجنة ) رواه مسلم .
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : ( صليتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين قبل الظهر، وركعتين بعدها، وركعتين بعد الجمعة، وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء ) متفق عليه .
وعن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( بين كل أذانين صلاة، بين كل أذانين صلاة، بين كل أذانين صلاة . قال في الثالثة : لمن شاء ) متفق عليه " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
قال المؤلف -رحمه الله تعالى- في كتابه * رياض الصالحين * : " باب فضل فضل النوافل والسنن الراتبة التابعة للمكتوبات " :
واعلم أن من نعمة الله عز وجل أن شرع لعباده نوافل زائدة على الفريضة لتكمل بها الفرائض ، لأن الفرائض لا تخلو من نقص ، فشرع الله لعباده نوافل تكمل بها الفرائض ، ولولا أن الله شرعها لكانت بدعة ، لكن من نعمة الله أن شرع هذه النوافل حتى تكمل نقص الفرائض .
والنوافل أنواع متعددة وأجناس منها : الرواتب ، الرواتب التابعة للمكتوبات وهي اثنتا عشرة ركعة : أربع قبل الظهر يسلم من كل ركعتين ، وركعتان بعدها ، هذه ست ، وركعتان بعد المغرب ، وركعتان بعد العشاء ، وركعتان قبل صلاة الفجر ، هذه اثنتا عشر ركعة ، من صلاهن في كل يوم وليلة بنى الله له بيتاً في الجنة كما في حديث أم حبيبة رضي الله عنها .
والأفضل أن تصلى هذه الرواتب في البيت لا في حق المأموم ولا في حق الإمام ، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة ) : حتى لو كنت في مكة أو في المدينة فالأفضل أن تصلي هذه السنن الراتبة في بيتك ، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يصليها في بيته ، ويقول : ( أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة ) .
وهناك نوافل تابعة للمكتوبات ، لكنها ليست كهذه الرواتب ، وهو ما رواه عبد الله بن مغفل رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( بين كل أذانين صلاة ، بين كل أذانين صلاة ، بين كل أذانين صلاة ) وقال في الثالثة : ( لمن شاء ) ، لئلا يتخذها الناس سنة راتبة ، وعلى هذا فيكون بين كل أذانين يعني : بين الأذان والإقامة ، الفجر بين الأذان والإقامة سنة راتبة ، الظهر بين الأذان والإقامة سنة راتبة ، العصر ليس لها راتبة قبلها ولا بعدها لكن تدخل في هذا الحديث : أن الإنسان إذا أذن لصلاة العصر فينبغي أن يصلي ركعتين قبل الإقامة ، المغرب كذلك ليس لها سنة راتبة قبلها ، لكن يسن أن يصلي ركعتين بعد أذان المغرب ، وقد ورد فيها بخصوصها قال : ( صلوا قبل المغرب ، صلوا قبل المغرب ، صلوا قبل المغرب، وقال في الثالثة : لمن شاء ) ، العشاء كذلك ليس لها راتبة قبلها لكن تدخل في هذا الحديث أن يصلي بعد الأذان وقبل الإقامة ركعتين .
وإذا فاتت الرواتب التي قبل الصلاة ، إذا فاتت الإنسان بأن جاء والإمام يصلي الفريضة فإنه يقضيها بعد ذلك ، وإذا كان للصلاة سنتان أولى وأخرى وفاتته الأولى فإنه يبدأ أولا بالأخرى ثم بالقضاء ، مثال ذلك : دخل والإمام يصلي الظهر وهو لم يصل راتبة الظهر ، فإذا انتهت الصلاة يصلي أولا الركعتين اللتين بعد الصلاة ، ثم يقضي الأربع التي قبل.
الجمعة قال ابن عمر رضي الله عنهما : ( إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي بعدها ركعتين ) ، وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه أمر أن يصلي الإنسان بعدها أربع ، فقال : ( إذا صلى أحدكم الجمعة فليصل بعدها أربعًا ) : فقال بعض العلماء : يقدم القول ، وتكون راتبة الجمعة أربعا ، وقال بعض العلماء : يجمع بين القول والفعل فتكون راتبة الجمعة ستة .
وقال بعض العلماء : إن صليت راتبة الجمعة في المسجد فأربعة ، وإن صليتها في البيت فركعتان ، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يصليها في البيت ركعتين وقال : ( صلوا بعد الجمعة أربعًا ) ، فإن صلى في المسجد فأربع ، وإن صلى في البيت فركعتان ، والأمر في هذا واسع إن شاء الله ، لكن ينبغي للإنسان أن يحرص على هذه السنن الرواتب لما فيها من خير وتكميل ناقص الفرائض ، والله أعلم .
الطالب : ... .
عن أم المؤمنين أم حبيبة ، رَملة بنت أبي سفيان رضي الله عنهما قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( ما مِن عبد مسلم يصلي لله تعالى في كل يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعًا غير الفريضة، إلا بنى الله له بيتًا في الجنة ) أو : ( إلا بُني له بيت في الجنة ) رواه مسلم .
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : ( صليتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين قبل الظهر، وركعتين بعدها، وركعتين بعد الجمعة، وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء ) متفق عليه .
وعن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( بين كل أذانين صلاة، بين كل أذانين صلاة، بين كل أذانين صلاة . قال في الثالثة : لمن شاء ) متفق عليه " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
قال المؤلف -رحمه الله تعالى- في كتابه * رياض الصالحين * : " باب فضل فضل النوافل والسنن الراتبة التابعة للمكتوبات " :
واعلم أن من نعمة الله عز وجل أن شرع لعباده نوافل زائدة على الفريضة لتكمل بها الفرائض ، لأن الفرائض لا تخلو من نقص ، فشرع الله لعباده نوافل تكمل بها الفرائض ، ولولا أن الله شرعها لكانت بدعة ، لكن من نعمة الله أن شرع هذه النوافل حتى تكمل نقص الفرائض .
والنوافل أنواع متعددة وأجناس منها : الرواتب ، الرواتب التابعة للمكتوبات وهي اثنتا عشرة ركعة : أربع قبل الظهر يسلم من كل ركعتين ، وركعتان بعدها ، هذه ست ، وركعتان بعد المغرب ، وركعتان بعد العشاء ، وركعتان قبل صلاة الفجر ، هذه اثنتا عشر ركعة ، من صلاهن في كل يوم وليلة بنى الله له بيتاً في الجنة كما في حديث أم حبيبة رضي الله عنها .
والأفضل أن تصلى هذه الرواتب في البيت لا في حق المأموم ولا في حق الإمام ، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة ) : حتى لو كنت في مكة أو في المدينة فالأفضل أن تصلي هذه السنن الراتبة في بيتك ، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يصليها في بيته ، ويقول : ( أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة ) .
وهناك نوافل تابعة للمكتوبات ، لكنها ليست كهذه الرواتب ، وهو ما رواه عبد الله بن مغفل رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( بين كل أذانين صلاة ، بين كل أذانين صلاة ، بين كل أذانين صلاة ) وقال في الثالثة : ( لمن شاء ) ، لئلا يتخذها الناس سنة راتبة ، وعلى هذا فيكون بين كل أذانين يعني : بين الأذان والإقامة ، الفجر بين الأذان والإقامة سنة راتبة ، الظهر بين الأذان والإقامة سنة راتبة ، العصر ليس لها راتبة قبلها ولا بعدها لكن تدخل في هذا الحديث : أن الإنسان إذا أذن لصلاة العصر فينبغي أن يصلي ركعتين قبل الإقامة ، المغرب كذلك ليس لها سنة راتبة قبلها ، لكن يسن أن يصلي ركعتين بعد أذان المغرب ، وقد ورد فيها بخصوصها قال : ( صلوا قبل المغرب ، صلوا قبل المغرب ، صلوا قبل المغرب، وقال في الثالثة : لمن شاء ) ، العشاء كذلك ليس لها راتبة قبلها لكن تدخل في هذا الحديث أن يصلي بعد الأذان وقبل الإقامة ركعتين .
وإذا فاتت الرواتب التي قبل الصلاة ، إذا فاتت الإنسان بأن جاء والإمام يصلي الفريضة فإنه يقضيها بعد ذلك ، وإذا كان للصلاة سنتان أولى وأخرى وفاتته الأولى فإنه يبدأ أولا بالأخرى ثم بالقضاء ، مثال ذلك : دخل والإمام يصلي الظهر وهو لم يصل راتبة الظهر ، فإذا انتهت الصلاة يصلي أولا الركعتين اللتين بعد الصلاة ، ثم يقضي الأربع التي قبل.
الجمعة قال ابن عمر رضي الله عنهما : ( إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي بعدها ركعتين ) ، وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه أمر أن يصلي الإنسان بعدها أربع ، فقال : ( إذا صلى أحدكم الجمعة فليصل بعدها أربعًا ) : فقال بعض العلماء : يقدم القول ، وتكون راتبة الجمعة أربعا ، وقال بعض العلماء : يجمع بين القول والفعل فتكون راتبة الجمعة ستة .
وقال بعض العلماء : إن صليت راتبة الجمعة في المسجد فأربعة ، وإن صليتها في البيت فركعتان ، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يصليها في البيت ركعتين وقال : ( صلوا بعد الجمعة أربعًا ) ، فإن صلى في المسجد فأربع ، وإن صلى في البيت فركعتان ، والأمر في هذا واسع إن شاء الله ، لكن ينبغي للإنسان أن يحرص على هذه السنن الرواتب لما فيها من خير وتكميل ناقص الفرائض ، والله أعلم .
الطالب : ... .