شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى الجمعة فاستمع وأنصت، غفر له ما بينه وبين الجمعة وزيادة ثلاثة أيام، ومن مس الحصى فقد لغا ). رواه مسلم. وعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( الصلوات الخمس, والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر . رواه مسلم. وعنه وعن ابن عمر رضي الله عنهم أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على أعواد منبره: ( لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات، أو ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين ). رواه مسلم. وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا جاء أحدكم الجمعة فليغتسل ). متفق عليه. وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم ). متفق عليه. وعن سمرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت, ومن اغتسل فالغسل أفضل ). رواه أبو داود، والترمذي وقال حديث حسن. حفظ
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين :
قال -رحمه الله تعالى- : " باب فضل يوم الجمعة ووجوبها والاغتسال لها، والتطيب والتبكير إليها، والدعاء يوم الجمعة، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى الجمعة فاستمع وأنصت، غفر له ما بينه وبين الجمعة وزيادة ثلاثة أيام، ومن مس الحصى فقد لغا ) رواه مسلم .
وعنه رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفراتٌ ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر ) رواه مسلم .
وعنه ، وعن ابن عمر رضي الله عنهم ، أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على أعواد منبره : ( لينتهين أقوام عن ودعهم الجُمُعات، أو ليختمن الله على قلوبهم ، ثم ليكونُنَّ من الغافلين ) رواه مسلم .
وعن ابن عمر رضي الله عنهما ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا جاء أحدكم الجمعة فليغتسل ) متفق عليه .
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( غُسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم ) متفق عليه "
.
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
هذه الأحاديث في بيان ما يتعلق بصلاة الجمعة ذكرها النووي -رحمه الله- في * رياض الصالحين * : منها أن الإنسان إذا توضأ في بيته ثم أنصت حتى يفرغ الإمام من الخطبة ، فإنه يغفر له ما بين الجمعتين ، ( ومن مس الحصى فقد لغا ) : واللغو معناه : أن يحرم من فضل يوم الجمعة وتكون الجمعة في حقه باعتبار الثواب كأنها صلاة ظهر لا كأنها صلاة جمعة ، والحصى هو أن مسجد الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان مفروشا بالحصى يعني بالحجرات الصغيرة مثل الفولة وأشبابها ، لأنه ليس هناك فُرش ولا رمال وإنما يفرش بهذا الحصى كالجمار التي يرمى بها الجمرات ، فمن مسه يعني عبث فيه بتمليس أو شبهه فقد لغا ، ووجه ذلك أنه إذا فعل هذا اشتغل عن سماع الخطبة ، وسماع الخطبة واجب ، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام : ( الذي يتكلم والإمام يخطب كمثل الحمار يحمل أسفارًا ) : يعني مثل الحمار يحمل الكتب ما ينتفع بها ، ( والذي يقول له أنصت ليست له جمعة ) : يُحرم أجر الجمعة ، وفي هذا الحديث الذي رواه مسلم يقول : ( من توضأ يوم الجمعة ) ، لكن في حديث أبي سعيد الخدري : ( غُسل الجمعة واجب على كل محتلم ) : والأخذ بحديث أبي سعيد أولى من عدة وجوه :
الوجه الأول : أن حديث أبي سعيد فيه زيادة وهو الوجوب ، وجوب الاغتسال ، وحديث أبي هريرة فيه التوضأ ، والأخذ بالزيادة واجب .
ثانياً : أن غسل الجمعة ، أن حديث أبي سعيد أخرجه البخاري ومسلم وأحمد والنسائي والترمذي وأبو داود وابن ماجه اتفق عليه السبعة ، وحديث أبي هريرة انفرد به مسلم ، ومعلوم أن ما اتفق عليه السبعة أولى بالأخذ مما انفرد به مسلم .
ومنها أن حديث أبي سعيد علق النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم الوجوب بوصف يقتضي التكليف وهو قوله : ( على كل محتلم ) : والمحتلم هو البالغ ، والبلوغ مناط التكليف ، ولهذا نقول : القول الراجح من أقوال أهل العلم في هذه المسألة : " أن غسل الجمعة واجب على كل إنسان شتاء وصيفا سواء كان فيه وسخ أم لم يكن فيه وسخ " ، لأن كلام النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك واضح ، ولأن هذا هو الذي يظهر من فهم الصحابة رضي الله عنهم : " فإن أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه دخل وعمر بن الخطاب أمير المؤمنين يخطب ، فأنكر عليه فقال : والله يا أمير المؤننين ما زدت أن توضأت ثم أتيت فقال : والوضوء أيضًا ؟ وقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( إذا أتى أحدكم الجمعة فليغتسل ) " ، يعني كيف تقتصر على الوضوء ؟! فأنكر عليه في مشهد من الصحابة ، فالحاصل أن القول الراجح وجوب غسل الجمعة.
لكن لو لم يغتسل فهل تبطل الجمعة ؟ لا ، لا تبطل ، لأن هذا ليس غسل حدث حتى نقول إنه صلى بغير طهارة بل هو غسل واجب عن غير حدث ، ولهذا لا يغني عن غسل الجنابة ، لو أن الإنسان اغتسل للجمعة وعليه غسل جنابة ولا نوى غسل جنابة لم يجزئه ، لأن غسل الجمعة ليس عن حدث بخلاف غسل الجنابة ، والله الموفق .
الطالب : ... .
الشيخ : لا بأس .
الطالب : ما المقصود من قوله : ( من مس الحصى ) ؟
الشيخ : إي ، نفس العبث المقصود العبث ( من مس الحصى ) عبث فيها .