شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل ). رواه مسلم. وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خفت الصبح فأوتر بواحدة ). متفق عليه. وعنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل مثنى مثنى، ويوتر بركعة. متفق عليه. وعن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر من الشهر حتى نظن أن لا يصوم منه، ويصوم حتى نظن أن لا يفطر منه شيئا؛ وكان لا تشاء أن تراه من الليل مصليا إلا رأيته، ولا نائما إلا رأيته. رواه البخاري. حفظ
القارئ : نقل المؤلف -رحمه الله تعالى- في سياق الأحاديث في باب فضل قيام الليل :
" عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أفضلُ الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل ) رواه مسلم .
وعن ابن عمر رضي الله عنهما ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خفت الصبح فأوتر بواحدة ) متفق عليه .
وعنه رضي الله عنه قال : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل مثنى مثنى، ويوتر بركعة ) متفق عليه .
وعن أنس رضي الله عنه قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر من الشهر حتى نظن أن لا يصوم منه، ويصوم حتى نظن أن لا يفطر منه شيئا، وكان لا تشاء أن تراه من الليل مصلياً إلا رأيته، ولا نائماً إلا رأيته ) رواه البخاري " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
هذه الأحاديث في بيان فضل صلاة الليل :
حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم ) : صيام شهر رمضان أحد أركان الإسلام وهو واجب بالإجماع ، وشهر المحرم أفضل الشهور التي يتطوع بها بالصوم ، وعلى هذا فيكون صوم شهر المحرم من الصيام المستحب ، لأنه أفضل الصيام بعد الفريضة .
وأما الشاهد من هذا الحديث : ( وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل ) : هذا هو الشاهد ، صلاة الليل أفضل من صلاة النهار ما عدا الرواتب التابعة للمكتوبات ، فإنها أفضل من النفل المطلق في الليل ، فمثلا راتبة الظهر أربع ركعات بسلامين قبلها ، وركعتان بعدها ، أفضل من ست في الليل ، لأنها راتبة مؤكدة تابعة للفريضة .
وأما النفل المطلق ففي الليل أفضل من النهار ، ولهذا قال : ( أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل ) .
أما حديث ابن عمر الأول والثاني : ففيه دليل على أن صلاة الليل تكون مثنى مثنى ، لا يمكن أن يصلي أربعًا ، بل لا بد ثنتين ويسلم ثنتين ويسلم ثنتين ويسلم ، قال الإمام أحمد رحمه الله : " فإن قام إلى الثالثة ناسيًا فهو كما قام إلى ثالثة في الفجر " : يعني فيجب عليه أن يرجع ، فإن لم يفعل بطلت صلاته : يعني لو كنت تصلي في الليل على ركعتين ركعتين ، فقمت إلى الثالثة ناسيًا ، وجب عليك أن ترجع حتى لو بدأت بقراءة الفاتحة ، يجب أن ترجع ، فإن لم تفعل بطلت صلاتك لأن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( صلاة الليل مثنى مثنى ) يعني على ثنتين ثنتين ، إلا أنه يستثنى من ذلك الوتر إذا أوتر بثلاث أو خمس أو سبع أو تسع ، فإذا أوتر بثلاث فإن شاء سلم من الركعتين الأوليين وأتى بالثالثة وحدها ، وإن شاء جمع الثلاثة جميعا بسلام واحد .
وإن أوتر بخمس سردها كلها بسلام واحد ، وتشهد واحد ، وإن أوتر بسبع فكذلك يسردها كلها بسلام واحد .
وإن أوتر بتسع كذلك يسردها بسلام واحد إلا أنه في الثامنة يجلس ويتشهد ولا يسلم ثم يأتي بالتاسعة ويسلم ، وإن أوتر بإحدى عشرة سلم من كل ركعتين كما فعل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
وفي حديث ابن عمر الأول والثاني : دليل على أن الوتر لا يكون بعد طلوع الفجر ، إذا طلع الفجر انتهى وقت الوتر ، فإن غلبه النوم ولم يوتر قبل طلوع الفجر صلى من النهار لكن يصلي شفعًا ، فإن كان من عادته أن يوتر بثلاث صلى أربعًا وإذا كان من عادته أن يوتر بخمس صلى ستًا
وهلم جرَّا .
فهذه الأحاديث في فضل صلاة الليل وفي كيفية صلاة الليل وأنها مثنى مثنى . أما حديث أنس بن مالك رضي الله عنه ففيه دليل على أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان أحيانًا يُديم العمل الصالح حتى لا تراه إلا على هذا العمل ، كان لا تراه قائمًا إلا رأيته ، ولا تراه نائما إلا رأيته ، وكذلك في الصوم لا تراه صائما إلا رأيته ولا تراه مفطرا إلا رأيته : يعني أنه عليه الصلاة والسلام يتبع ما هو أصلح وأنفع ، أحياناً يديم الصوم أحيانا يديم القيام ، أحيانًا يديم الفطر أحياناً يديم النوم ، لأنه عليه الصلاة والسلام يتبع ما هو الأفضل والأرضى لله وما هو الأريح لبدنه ، لأن الإنسان له حق على نفسه كما قال عليه الصلاة والسلام لعبد الله بن عمرو بن العاص : ( إن لنفسك عليك حقاً ) ، والله الموفق .
" عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أفضلُ الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل ) رواه مسلم .
وعن ابن عمر رضي الله عنهما ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خفت الصبح فأوتر بواحدة ) متفق عليه .
وعنه رضي الله عنه قال : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل مثنى مثنى، ويوتر بركعة ) متفق عليه .
وعن أنس رضي الله عنه قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر من الشهر حتى نظن أن لا يصوم منه، ويصوم حتى نظن أن لا يفطر منه شيئا، وكان لا تشاء أن تراه من الليل مصلياً إلا رأيته، ولا نائماً إلا رأيته ) رواه البخاري " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
هذه الأحاديث في بيان فضل صلاة الليل :
حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم ) : صيام شهر رمضان أحد أركان الإسلام وهو واجب بالإجماع ، وشهر المحرم أفضل الشهور التي يتطوع بها بالصوم ، وعلى هذا فيكون صوم شهر المحرم من الصيام المستحب ، لأنه أفضل الصيام بعد الفريضة .
وأما الشاهد من هذا الحديث : ( وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل ) : هذا هو الشاهد ، صلاة الليل أفضل من صلاة النهار ما عدا الرواتب التابعة للمكتوبات ، فإنها أفضل من النفل المطلق في الليل ، فمثلا راتبة الظهر أربع ركعات بسلامين قبلها ، وركعتان بعدها ، أفضل من ست في الليل ، لأنها راتبة مؤكدة تابعة للفريضة .
وأما النفل المطلق ففي الليل أفضل من النهار ، ولهذا قال : ( أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل ) .
أما حديث ابن عمر الأول والثاني : ففيه دليل على أن صلاة الليل تكون مثنى مثنى ، لا يمكن أن يصلي أربعًا ، بل لا بد ثنتين ويسلم ثنتين ويسلم ثنتين ويسلم ، قال الإمام أحمد رحمه الله : " فإن قام إلى الثالثة ناسيًا فهو كما قام إلى ثالثة في الفجر " : يعني فيجب عليه أن يرجع ، فإن لم يفعل بطلت صلاته : يعني لو كنت تصلي في الليل على ركعتين ركعتين ، فقمت إلى الثالثة ناسيًا ، وجب عليك أن ترجع حتى لو بدأت بقراءة الفاتحة ، يجب أن ترجع ، فإن لم تفعل بطلت صلاتك لأن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( صلاة الليل مثنى مثنى ) يعني على ثنتين ثنتين ، إلا أنه يستثنى من ذلك الوتر إذا أوتر بثلاث أو خمس أو سبع أو تسع ، فإذا أوتر بثلاث فإن شاء سلم من الركعتين الأوليين وأتى بالثالثة وحدها ، وإن شاء جمع الثلاثة جميعا بسلام واحد .
وإن أوتر بخمس سردها كلها بسلام واحد ، وتشهد واحد ، وإن أوتر بسبع فكذلك يسردها كلها بسلام واحد .
وإن أوتر بتسع كذلك يسردها بسلام واحد إلا أنه في الثامنة يجلس ويتشهد ولا يسلم ثم يأتي بالتاسعة ويسلم ، وإن أوتر بإحدى عشرة سلم من كل ركعتين كما فعل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
وفي حديث ابن عمر الأول والثاني : دليل على أن الوتر لا يكون بعد طلوع الفجر ، إذا طلع الفجر انتهى وقت الوتر ، فإن غلبه النوم ولم يوتر قبل طلوع الفجر صلى من النهار لكن يصلي شفعًا ، فإن كان من عادته أن يوتر بثلاث صلى أربعًا وإذا كان من عادته أن يوتر بخمس صلى ستًا
وهلم جرَّا .
فهذه الأحاديث في فضل صلاة الليل وفي كيفية صلاة الليل وأنها مثنى مثنى . أما حديث أنس بن مالك رضي الله عنه ففيه دليل على أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان أحيانًا يُديم العمل الصالح حتى لا تراه إلا على هذا العمل ، كان لا تراه قائمًا إلا رأيته ، ولا تراه نائما إلا رأيته ، وكذلك في الصوم لا تراه صائما إلا رأيته ولا تراه مفطرا إلا رأيته : يعني أنه عليه الصلاة والسلام يتبع ما هو أصلح وأنفع ، أحياناً يديم الصوم أحيانا يديم القيام ، أحيانًا يديم الفطر أحياناً يديم النوم ، لأنه عليه الصلاة والسلام يتبع ما هو الأفضل والأرضى لله وما هو الأريح لبدنه ، لأن الإنسان له حق على نفسه كما قال عليه الصلاة والسلام لعبد الله بن عمرو بن العاص : ( إن لنفسك عليك حقاً ) ، والله الموفق .