شرح حديث عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا فاتته الصلاة من الليل من وجع أو غيره، صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة. رواه مسلم. عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من نام عن حزبه أو عن شيء منه، فقرأه فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر، كتب له كأنما قرأه من الليل ). رواه مسلم. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( رحم الله رجلا قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته، فإنة أبت نضح في وجهها الماء، رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت، وأيقظت زوجها فإن أبى نضحت في وجهه الماء ). رواه أبو داود بإسناد صحيح. وعنه وعن أبي سعيد رضي الله عنهما قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا أيقظ الرجل أهله من الليل فصليا أو صلى ركعتين جميعا، كتبا في الذاكرين والذاكرات ). رواه أبو داود بإسناد صحيح. وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا نعس أحدكم في الصلاة فليرقد حتى يذهب عنه النوم، فإن أحدكم إذا صلى وهو ناعس، لعله يذهب يستغفر فيسب نفسه ). متفق عليه. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا قام أحدكم من الليل فاستعجم القرآن على لسانه فلم يدر ما يقول، فليضطجع ). رواه مسلم. حفظ
القارئ : الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين :
نقل المؤلف -رحمه الله تعالى- في سياق الأحاديث في باب فضل قيام الليل : " عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا فاتته الصلاة من وجع أو غيره، صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة ) رواه مسلم .
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من نام عن حزبه أو عن شيء منه، فقرأه فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر، كتب له كأنما قرأه من الليل ) رواه مسلم .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( رحم الله رجلًا قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته، فإن أبت نضح في وجهها الماء، ورحم الله امرأة قامت من الليل فصلت، وأيقظت زوجها، فإن أبى نضحت في وجهه الماء ) رواه أبو داود بإسناد صحيح .
وعنه، وعن أبي سعيد رضي الله عنهما قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا أيقظ الرجل أهله من الليل فصليا أو صلى ركعتين جميعًا، كتبا في الذاكرين والذاكرات ) رواه أبو داود بإسناد صحيح .
وعن عائشة رضي الله عنها ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا نعس أحدكم في الصلاة فليرقد حتى يذهب عنه النوم، فإن أحدكم إذا صلى وهو ناعس، لعله يذهب يستغفر فيسبَّ نفسه ) متفق عليه .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا قام أحدكم من الليل، فاستعجم القرآن على لسانه، فلم يدر ما يقول، فليضطجع ) رواه مسلم "
.
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
هذه بقية الأحاديث التي نقلها النووي -رحمه الله- في كتابه * رياض الصالحين * في باب فضل صلاة الليل :
وتدل على أمور :
الأمر الأول : أن الإنسان إذا فاته قيام الليل فإنه يقضيه من النهار ، ولكنه لا يوتر ، لأن الوتر تختم به صلاة الليل وقد انتهت كما دل على ذلك حديث عائشة رضي الله عنها : ( أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا غلبه وجع أو غيره ) يعني كالنوم ( فلم يصل في الليل ، صلى في النهار ثنتي عشرة ركعة ) : لأنه عليه الصلاة والسلام كان يواظب في أكثر أحيانه على إحدى عشرة ركعة ، فكان يقضي ما هو الأكمل والأكثر ، يقضي ثنتي عشرة ركعة ، وعلى هذا فإذا كان من عادة الإنسان أنه يوتر بثلاث ، ولم يقم ، فإنه يقضي في النهار أربعا ، ولا يقضي ثلاثا ، وإذا كان من عادته أن يوتر بخمس يقضي ستا وهلم جرا ، ولكن متى يقضي ؟ يقضيه فيما بين طلوع الشمس وارتفاعها إلى زوال الشمس ، كما يدل على ذلك حديث عمر رضي الله عنه فيمن فاته ورده أو حزبه في الليل أو شيء منه : أنه يقضيه في النهار في الضحى ، فيقضي ذلك في الضحى ، فإن نسي ولم يتذكر إلا بعد الظهر قضاه بعد الظهر ، لعموم قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها ) .
ومما دلت عليه هذه الأحاديث أن الإنسان إذا غلبه النوم وجاءه النعاس وهو يصلي فلا يصلي ، وذلك لأنه ربما يذهب يستغفر لنفسه فيسبُّ نفسه لأنه ينعس .
وأيضًا ربما يستعجم القرآن على لسانه فيتكلم بالكلمة من القرآن على غير وجهها فيحرف القرآن ، فأنت إن كان من عادتك أن تصلي بالليل وجاءك النوم لا تجهد نفسك ، نم حتى يزول عنك النعاس ، ثم استأنف القيام فإن طلع الفجر فعلى ما سبق : تقضي الوتر في الضحى ولكن شفعا .
ومما تدل عليه هذه الأحاديث أنه ينبغي للإنسان إذا كان له أهل وقام من الليل أن يوقظ أهله ، لكن حسب نشاط الأهل ، ولهذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام يصلي من الليل فإذا لم يبق إلا الوتر أيقظ عائشة فأوترت ، يعني : وليس من اللازم أن توقظ أهلك معك ، لأنه قد يكون أهلك ليسوا مثلك في النشاط البدني أو في النشاط النفسي فلا توقظهم معك ، ليس بلازم إلا إذا رأيت أنهم يرغبون ، ولكن لا تنسهم من آخر الليل ، يقومون ولو للوتر ، كما كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يفعل ، نسأل الله أن يجعلنا وإياكم ممن يقوم الليل ويصوم النهار ويعبد ربه حق عبادته .