باب فضل قيام ليلة القدر وبيان أرجى لياليها: قال الله تعالى: (( إنا أنزلناه في ليلة القدر ... )) إلى آخر السورة. وقال تعالى: (( إنا أنزلناه في ليلة مباركة... )). حفظ
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين :
قال -رحمه الله تعالى- : " باب فضل قيام ليلة القدر وبيان أرجى لياليها :
قال الله تعالى : (( إنا أنزلناه في ليلة القدر )) إلى آخر السورة .
وقال تعالى : (( إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين )) .
عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من قام ليلة القدر إيمانًا واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه ) متفق عليه .
وعن ابن عمر رضي الله عنهما : ( أن رجالًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أُروا ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر، فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر ) متفق عليه .
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور في العشر الأواخر من رمضان، ويقول : تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان ) متفق عليه .
وعنها رضي الله عنها ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( تحرَّوا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان ) رواه البخاري .
وعنها رضي الله عنها قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر الأواخر من رمضان أحيا الليل كله، وأيقظ أهله، وجدَّ وشد المئزر ) متفق عليه .
وعنها رضي الله عنها قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في رمضان ما لا يجتهد في غيره، وفي العشر الأواخر منه ما لا يجتهد في غيره ) رواه مسلم .
وعنها رضي الله عنها قالت : ( قلت : يا رسول الله ! أرأيت إن علمت أي ليلةٍ ليلةُ القدر ما أقول فيها ؟ قال : قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني ) رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح "
.
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
هذا الباب خصه المؤلف -رحمه الله- في كتابه * رياض الصالحين * لليلة القدر : وليلة القدر سميت بذلك لوجهين :
الوجه الأول : أنه يقدر فيها ما يكون في السنة من أعمال بني آدم وغيرها ، ودليل ذلك قوله تعالى : (( إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين * فيها يفرق كل أمر حكيم )) يعني : يفصل ويبين .
والوجه الثاني : أن ذلك الشرف : يعني ليلة القدر أي : ليلة ذات الشرف ، لأن قدرها عظيم ، ويدل لذلك قوله تعالى : (( إنا أنزلناه في ليلة القدر * وما أدراك ما ليلة القدر * ليلة القدر خير من ألف شهر )) : هذه الليلة خُص بفضلها هذه الأمة ، خُصت بفضلها هذه الأمة فكانت لها ، ويُذكر : أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عُرضت عليه أعمار أمته فتقاصرها ، فأعطي ليلة القدر وجعلت هذه الليلة خيرا من ألف شهر ، فإذا كان الإنسان له عشرون سنة : صار له عشرون ألف حسنة في ليلة القدر ، وهذا من فضل الله سبحانه وتعالى على هذه الأمة ، والله تعالى خص هذه الأمة وخص نبيها صلى الله عليه وعلى آله وسلم بخصائص لم تكن لمن سبقهم ، فالحمد لله رب العالمين .
ثم ذكر المؤلف أحاديث وردت في ذلك وأنها أي : ليلة القدر في رمضان ، وأنها في العشر الأواخر منه ، وأنها في أوتاره آكد ، وأنها في ليلة سبع وعشرين آكد ، لكن هي تتنقل في العشر ، يعين قد تكون هذه السنة ليلة إحدى وعشرين ، والسنة الثانية ليلة ثلاث وعشرين ، والثالثة ليلة خمس وعشرين أو سبع وعشرين أو تسع وعشرين أو أربع وعشرين أو ست وعشرين أو اثنتين وعشرين ، تتنقل ، لأنها ليست ليلة معينة دائما ، لكن أرجى ما تكون ليلة سبع وعشرين ، ثم الأوتار ، وأرجى العشر الأواخر السبع الأواخر منها ، ( لأن جماعة من الصحابة أُروا ليلة القدر في السبع الأواخر فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر ) : وهذا يحتمل أنه كل عام ، أو أنه تلك السنة فقط .
وعلى كل حال فهي في العشر الأواخر ، ولا تكون في الأوسط ولا في العشر الأول ، بل هي في العشر الأواخر من رمضان .