باب الجود وفعل المعروف والإكثار من الخير في شهر رمضان، والزيادة من ذلك في العشر الأواخر منه.عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة. متفق عليه. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيا الليل، وأيقظ أهله، وشد المئزر. متفق عليه. حفظ
القارئ : قال -رحمه الله تعالى- : " باب الجود وفعل المعروف والإكثار من الخير في شهر رمضان، والزيادة من ذلك في العشر الأواخر منه :
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ( كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجودَ ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلَرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة ) متفق عليه .
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيا الليل، وأيقظ أهله، وشدَّ المئزر ) متفق عليه " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
قال المؤلف -رحمه الله- في كتابه * رياض الصالحين * : " باب الجود في شهر رمضان " :
الجود هو : " بذل المحبوب من مال أو عمل " ، والإنسان يجود بماله فيعطي الفقير ويهدي على الغني ، ويواسي المحتاج ، ويجود كذلك بعمله ، فيُعين الإنسان في أموره في سيارته في دكانه في بيته ، فالجود هو بذل المال أو العمل ، وربما يدخل في ذلك أيضًا بذل الجاه ، بأن يشفع لأحد أو يتوسط له في جلب منفعة أو دفع مضرة أو ما أشبه ذلك .
وكان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كما قال أنس بن مالك رضي الله عنه : ( أجود الناس ) : أجود الناس بماله وبدنه وعلمه ودعوته ونصيحته وكل ما ينفع الخلق ، وكان أجودَ ما يكون في رمضان ، لأن رمضان شهر الجود يجود الله فيه على العباد ، والعباد الموفقون يجودون على إخوانهم ، والله تعالى جواد يحب الجود .
وكان النبي صلى الله عليه وسلم ينزل عليه جبريل في رمضان كل ليلة ، يدارسه القرآن من أجل أن يثبته في قلبه ، وأن يحصل الثواب بالمدارسة بينه وبين جبريل .
وجبريل عليه الصلاة والسلام ينزل لكن على كيفية لا نعلمها ، لأنه ملك من الملائكة ، والملائكة لا يرون إلا إذا شاء الله عز وجل ، ( فلرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن أجود بالخير من الريح المرسلة ) : يعني أنه يسارع إلى الخير عليه الصلاة والسلام ويجود به ، حتى إنه أسرع من الريح المرسلة ، الريح المرسلة يعني التي أرسلها الله عز وجل فهي سريعة عاصفة ، ومع ذلك فالرسول عليه الصلاة والسلام أجود بالخير من هذه الريح في رمضان .
ثم ذكر المؤلف حديث عائشة رضي الله عنها : ( أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا دخل العشر الأواخر من رمضان أحيا الليل ) : أحياه بالذكر والقراءة والصلاة والعبادة ، ( وأيقظ أهله وشد مئزره ) : أيقظهم ليصلوا ، وشد المئزر أي : تأهب تأهبا كاملا للعمل ، لأن شد المئزر معناه أن الإنسان يتأهب للعمل ، ويتقوى عليه ، وقيل معنى شد المئزر : أنه يتجنب النساء عليه الصلاة والسلام ، لأنه يتفرغ للعبادة ، وكلاهما صحيح ، النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يتفرغ للعبادة في العشر الأواخر من رمضان ، ويحي الليل كله في طاعة الله ، وهذا من الجود بالنفس ، لكنه جود في حق الله عز وجل ، والله هو الذي يمن على من يشاء من عباده ، إذا منَّ عليك بالعمل فله المنة يمن عليك بالعمل أولًا ، ثم يمن عليك بقبوله ثانياً ، وفقني الله وإياكم لما يحب .
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ( كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجودَ ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلَرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة ) متفق عليه .
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيا الليل، وأيقظ أهله، وشدَّ المئزر ) متفق عليه " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
قال المؤلف -رحمه الله- في كتابه * رياض الصالحين * : " باب الجود في شهر رمضان " :
الجود هو : " بذل المحبوب من مال أو عمل " ، والإنسان يجود بماله فيعطي الفقير ويهدي على الغني ، ويواسي المحتاج ، ويجود كذلك بعمله ، فيُعين الإنسان في أموره في سيارته في دكانه في بيته ، فالجود هو بذل المال أو العمل ، وربما يدخل في ذلك أيضًا بذل الجاه ، بأن يشفع لأحد أو يتوسط له في جلب منفعة أو دفع مضرة أو ما أشبه ذلك .
وكان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كما قال أنس بن مالك رضي الله عنه : ( أجود الناس ) : أجود الناس بماله وبدنه وعلمه ودعوته ونصيحته وكل ما ينفع الخلق ، وكان أجودَ ما يكون في رمضان ، لأن رمضان شهر الجود يجود الله فيه على العباد ، والعباد الموفقون يجودون على إخوانهم ، والله تعالى جواد يحب الجود .
وكان النبي صلى الله عليه وسلم ينزل عليه جبريل في رمضان كل ليلة ، يدارسه القرآن من أجل أن يثبته في قلبه ، وأن يحصل الثواب بالمدارسة بينه وبين جبريل .
وجبريل عليه الصلاة والسلام ينزل لكن على كيفية لا نعلمها ، لأنه ملك من الملائكة ، والملائكة لا يرون إلا إذا شاء الله عز وجل ، ( فلرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن أجود بالخير من الريح المرسلة ) : يعني أنه يسارع إلى الخير عليه الصلاة والسلام ويجود به ، حتى إنه أسرع من الريح المرسلة ، الريح المرسلة يعني التي أرسلها الله عز وجل فهي سريعة عاصفة ، ومع ذلك فالرسول عليه الصلاة والسلام أجود بالخير من هذه الريح في رمضان .
ثم ذكر المؤلف حديث عائشة رضي الله عنها : ( أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا دخل العشر الأواخر من رمضان أحيا الليل ) : أحياه بالذكر والقراءة والصلاة والعبادة ، ( وأيقظ أهله وشد مئزره ) : أيقظهم ليصلوا ، وشد المئزر أي : تأهب تأهبا كاملا للعمل ، لأن شد المئزر معناه أن الإنسان يتأهب للعمل ، ويتقوى عليه ، وقيل معنى شد المئزر : أنه يتجنب النساء عليه الصلاة والسلام ، لأنه يتفرغ للعبادة ، وكلاهما صحيح ، النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يتفرغ للعبادة في العشر الأواخر من رمضان ، ويحي الليل كله في طاعة الله ، وهذا من الجود بالنفس ، لكنه جود في حق الله عز وجل ، والله هو الذي يمن على من يشاء من عباده ، إذا منَّ عليك بالعمل فله المنة يمن عليك بالعمل أولًا ، ثم يمن عليك بقبوله ثانياً ، وفقني الله وإياكم لما يحب .