باب فضل صوم يوم عرفة وعاشوراء وتاسوعاء. عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: عن صوم يوم عرفة ؟ قال: ( يكفر السنة الماضية والباقية ). رواه مسلم. وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صام يوم عاشوراء، وأمر بصيامه. متفق عليه. وعن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صيام يوم عاشوراء، فقال: ( يكفر السنة الماضية ). رواه مسلم. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع ). رواه مسلم. حفظ
الشيخ : ومن الأيام التي يسن صيامها صيام يوم عرفة ، واليوم العاشر من شهر المحرم ، لحديث أبي قتادة رضي الله عنه : ( أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم سُئل عن صوم يوم عرفة قال : يكفر السنة الماضية والباقية ) : الماضية التي انتهت لأن يوم عرفة في آخر شهر من العام ، والباقية فهو يكفر سنتين .
( وسئل عن صوم يوم عاشوراء فقال : يكفر السنة الماضية ) : فهو أقل أجرا من صوم يوم عرفة ، ومع ذلك ينبغي أن يصوم مع عاشوراء تاسوعاء لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع ) يعني مع العاشر ، ولأنه أمر أن يصام يوماً قبله أو يوماً بعده مخالفة لليهود ، لأن يوم عاشوراء يعني يوم العاشر من المحرم هو اليوم الذي أنجى الله فيه موسى وقومه وأغرق فرعون وقومه ، فكان اليهود يصومونه شكرا لله عز وجل على هذه النعمة العظيمة : أن الله أنجى جنده وهزم جند الشيطان ، أنجى موسى وقومه وأغرق فرعون وقومه ، فهو نعمة عظيمة ولهذا : ( لما قدم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم المدينة وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فسألهم عن ذلك فقالوا : هذا يوم نجا الله فيه موسى وقومه وأهلك فرعون وقومه فإننا فنصومه شكرًا لله فقال : نحن أولى بموسى منكم ) : لماذا ؟ لأن النبي صلى الله عليه وسلم والذين معه أولى الناس بالأنبياء السابقين ، (( إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي )) : يعني محمدًا صلى الله عليه وسلم (( والذين آمنوا والله ولي المؤمنين )) : فرسول الله صلى الله عليه وسلم أحق بموسى من اليهود ، لأن اليهود كفروا به حيث كفروا بعيسى وكفروا بمحمد ، ( فصامه وأمر الناس بصيامه ) : إلا أنه أمر أن يخالفوا اليهود الذين لا يصومون إلا يوم العاشر ، بأن نصوم التاسع أو العاشر والحادي عشر أو الثلاثة ، ولهذا ذكر بعض أهل العلم كابن القيم وغيره أن صيام عاشوراء ثلاثة أقسام : أن يصوم عاشوراء والتاسع ، وهذا أفضل الأنواع .
أن يصوم عاشوراء والحادي عشر وهذا دون الأول .
أن يصوم عاشوراء وحده ، فكرهه بعض العلماء لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بمخالفة اليهود ، ورخص فيه بعض العلماء .