باب فضل من فطر صائما وفضل الصائم الذي يؤكل عنده، ودعاء الآكل للمأكول عنده. عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من فطر صائما، كان له مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء ). رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح. وعن أم عمارة الأنصارية رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها فقدمت إليه طعاما، فقال: كلي فقالت: إني صائمة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الصائم تصلي عليه الملائكة إذا أكل عنده حتى يفرغوا وربما قال: حتى يشبعوا. رواه الترمذي وقال: حديث حسن. وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء إلى سعد بن عبادةرضي الله عنه، فجاء بخبز وزيت فأكل، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( أفطر عندكم الصائمون وأكل طعامكم الأبرار وصلت عليكم الملائكة ). رواه أبو داود بإسناد صحيح. حفظ
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين :
قال -رحمه الله تعالى- : " باب فضل من فطر صائما :
عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من فطر صائماً كان له مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء ) رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح .
وعن أم عِمارة الأنصارية رضي الله عنها : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها فقدمت إليه طعاما، فقال : كلي فقالت : إني صائمة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الصائم تصلي عليه الملائكة إذا أُكل عنده حتى يفرغوا وربما قال : حتى يشبعوا ) رواه الترمذي وقال : حديث حسن .
وعن أنس رضي الله عنه : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء إلى سعد بن عبادة رضي الله عنه، فجاء بخبز وزيت فأكل، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم : أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامكم الأبرار، وصلت عليكم الملائكة ) رواه أبو داود بإسناد صحيح .
كتاب الاعتكاف : باب الاعتكاف في رمضان :
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان ) متفق عليه .
وعن عائشة رضي الله عنها : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله تعالى، ثم اعتكف أزواجه من بعده ) متفق عليه .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في كل رمضان عشرة أيام، فلما كان العام الذي قُبض فيه اعتكف عشرين يوماً ) رواه البخاري "
.
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
هذا الباب : " باب من فطر صائماً " : هو آخر ما ذكره النووي -رحمه الله- في كتابه * رياض الصالحين * فيما يتعلق بالصيام .
وذلك أن من نعمة الله سبحانه وتعالى على عباده أن شرع لهم التعاون على البر والتقوى .
ومن ذلك تفطير الصائم ، لأن الصائم مأمور بأن يفطر ، وأن يعجل الفطر ، فإذا أعين على هذا فهو من نعمة الله عز وجل ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( مَن فطَّر صائما فله مثل أجره من غير أن ينقص من أجر الصائم شيء ) .
واختلف العلماء في معنى قوله : ( مَن فطَّر صائما ) فقيل : إن المراد من فطره على أدنى ما يفطر به الصائم ، ولو بتمرة .
وقال بعض العلماء : المراد بتفطيره أن يشبعه ، لأن هذا هو الذي ينفع الصائم طول ليله ، وربما يستغني به عن السحور ، ولكنَّ ظاهر الحديث أن الإنسان إذا فطر صائما ولو بتمرة واحدة فإن له مثل أجره ، ولهذا ينبغي للإنسان أن يحرص على تفطير الصوام بقدر المستطاع ، لاسيما مع حاجة الصائمين وفقرهم ، أو حاجتهم لكونهم ليس في بيوتهم من يقوم بتجهيز الفَطور لهم ، وما أشبه ذلك .