التنبيه على خطأ من يقول أن الإسلام دين مساواة. حفظ
الشيخ : وأحب أن أنبه هنا على كلمة يطلقها بعض الناس قد يريدون بها خيرًا ويطلقها بعض الناس يريدون بها شرًّا وهي قولهم: إن الدين الإسلامي دين المساواة فهذا كذب على الدين الإسلامي، الدين الإسلامي ليس دين المساواة، الدين الإسلامي دين العدل وهو إعطاء كل أحد ما يستحق، فإذا استوى شخصان في الأحقية فحينئذ يتساوون فيما يترتب على هذه الأحقية، أما مع الاختلاف فلا ولا يمكن أن يطلق على أن الدين الإسلامي دين المساواة أبدًا، بل إنه دين العدل لقول الله تعالى: (( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى )) هذه الكلمة الدين الإسلامي دين المساواة قد يطلقها بعض الناس ويريد بها شرًّا، فمثلًا يقول: لا فرق بين الذكر والأنثى الدين دين مساواة، الأنثى أعطوها الحقوق مثل ما تعطون الرجل ولّوها الولايات اجعلوا لها صوتًا في الانتخابات، اجعلوها تقود السيارات، اجعلوها تفعل ما يفعل الرجال، لماذا؟ قال: لأن الدين الإسلامي دين المساواة، الاشتراكيون يقولون الدين دين مساواة لا يمكن أن هذا غني جدًّا وهذا فقير جدًّا لابد نأخذ من مال الغني ونعطي الفقير لأن الدين دين المساواة، فيريدون بهذه الكلمة شرًّا، ولما كانت هذه الكلمة قد يراد بها الخير وقد يراد بها الشر لم يوصف الدين الإسلامي بها وإنما يوصف بأنه دين العدل الذي أمر الله به (( إن الله يأمر بالعدل )) ما قال بالمساواة ولا يمكن أن يتساوى اثنان أحدهما أعمى والثاني بصير أحدهما عالم والثاني جاهل أحدهما عابد والثاني فاسق أحدهما نافع للخق والثاني شرير لا يمكن يتساوون، العدل صح (( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى )) لهذا أحببت التنبيه عليها لأن كثيرًا من الناس من الكتاب العصريين أو غير الكتاب يطلق هذه الكلمة ولكنه لا يتفطن لمعناها، ولا يتفطن أن الدين الإسلامي لا يمكن أن يأتي بالمساواة من كل وجه مع الاختلاف أبدًا، لو أنه حكم بالمساواة مع وجود الفارق لكان دينًا غير مستقيم، لأنه لا يمكن أن يسوى بين اثنين بينهما فوارق أبدًا، لكن إذا استوى من كل وجه صار العدل أن يعطى كل واحد منهما ما يعطى الآخر ويساوون لأن هذا هو العدل، وعلى كل حال فهذه الكلمة ينبغي لطالب العلم أن يتفطن لها وينبغي أن يتفطن لغيرها أيضًا من الكلمات التي يطلقها بعض الناس وهو لا يعلم معناها ولا يعلم مغزاها.