باب فضل العتق: قال الله تعالى: (( فلا اقتحم العقبة وما أدراك ما العقبة فك رقبة )). عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من أعتق رقبة مسلمة أعتق الله بكل عضو منه عضوا منه من النار حتى فرجه بفرجه ). متفق عليه. وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله أي الأعمال أفضل ؟ قال: ( الإيمان بالله والجهاد في سبيل الله ) قال: قلت: أي الرقاب أفضل ؟ قال: ( أنفسها عند أهلها وأكثرها ثمنا ). متفق عليه. حفظ
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال المؤلف في كتابه رياض الصالحين: " باب فضل العتق " العتق هو تحرير الرقاب يعني أن يكون هناك إنسان مملوك فيأتي شخص فيعتقه ويحرره ابتغاء وجه الله عز وجل فهذا من أفضل الأعمال، قال الله تعالى: (( فلا اقتحم العقبة * وما أدراك ما العقبة * فك رقبة * أو إطعام في يوم ذي مسغبة * يتيمًا ذا مقربة * أو مسكينًا ذا متربة * ثم كان من الذين آمنوا )) اقتحم العقبة يعني صعدها على مشقة، والعقبة هي الطريق المرتفع، ومعلوم أن اقتحام العقبات صعبة وشاق، كذلك إعتاق الرقاب صعب على النفوس لأن فيه إخراج المملوك عن ملكه وهو شاق، وقوله: (( فك رقبة )) يشمل العتق ويشمل فك الأسير من العدو فإن هذا من فك الرقاب، ففي الآية دليل على فضيلة العتق، ثم ذكر المؤلف ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( أن من أعتق عبدًا أعتق الله بكل عضو منه ) أي: من العتيق ( عضوًا منه ) أي: من المعتق ( من النار ) حتى الفرج بالفرج، يعني: أنك إذا أعتقت عبدًا أعتق الله كل بدنك من النار، لأنك أعتقت هذا العبد من الرق فيعتقك الله تعالى من النار.