كتاب العلم: باب فضل العلم تعلما وتعليما لله: قال الله تعالى: (( وقل رب زدني علما )) وقال تعالى: (( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون )) وقال تعالى: (( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات )) وقال تعالى: (( إنما يخشى الله من عباده العلماء )). حفظ
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
قال رحمه الله تعالى: " كتاب العلم باب فضل العلم تعلمًا وتعليمًا لله، قال الله تعالى: (( وقل رب زدني علمًا )) وقال تعالى: (( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون )) وقال تعالى: (( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات )) وقال تعالى: (( إنما يخشى الله من عباده العلماء )) ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال المؤلف النووي رحمه الله في كتابه رياض الصالحين: " باب فضل العلم تعلمًا وتعليمًا لله عز وجل " والمراد بالعلم الذي وردت به النصوص في فضله والثواب عليه ورفعة أهله وكونهم ورثة الأنبياء إنما هو علم الشريعة عقيدة وعملًا، وليس علم ما يتعلق بالدنيا كالحساب والهندسة وما أشبه ذلك، المراد بالعلم العلم الشرعي الذي جاءت به الشرائع هذا هو العلم الذي يثنى على من أدركه وعلى من علمه وتعلمه، والعلم جهاد جهاد في سبيل الله وهو عديل له في كتاب الله وعليه يبنى الجهاد وسائر الإسلام، لأن من لا يعلم لا يمكن أن يعمل على الوجه المطلوب، ولهذا قال الله تعالى: (( وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون )) يعني: لولا نفر في الجهاد من المؤمنين من كل فرقة منهم طائفة يعني وقعدت طائفة أخرى ليتفقهوا أي الطائفة القاعدون في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم أي من الغزو لعلهم يحذرون، فجعل الله تعالى الفقه في دين الله معادلًا للجهاد في سبيل الله بل هو أولى منه لأنه لا يمكن أن يجاهد المجاهد ولا أن يصلي المصلي ولا أن يزكي المزكي ولا أن يصوم الصائم ولا أن يحج الحاج ولا أن يعتمر المعتمر ولا أن يأكل الآكل ولا أن يشرب الشارب ولا أن ينام النائم ولا أن يستيقظ المستيقظ إلا بالعلم، فالعلم هو أصل كل شيء ولذلك قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين ) ولا فرق بين المجاهد الذي يسوي قذذ قوسه وبين طالب العلم الذي يستخرج المسائل العلمية من بطون الكتب، كل منهم يعمل للجهاد في سبيل الله وبيان شريعة الله لعباد الله، ولهذا أعقب المؤلف رحمه الله باب الجهاد بباب العلم ليبين أنه مثله، بل إن بعض العلماء فضله على الجهاد في سبيل الله، والصحيح أن في ذلك تفصيلًا، فمن الناس من يكون الجهاد في حقه أفضل، ومن الناس من يكون طلب العلم في حقه أفضل، وإذا كان الرجل قويًّا شجاعًا مقدامًا لكنه في العلم بضاعته مزجاة قليل الحفظ قليل الفهم يصعب عليه تلقي العلم فهنا نقول الجهاد في حقه أفضل، وإذا كان بالعكس رجل ليس عنده تلك القوة البدنية أو الشجاعة القلبية لكنه عنده حفظًا وفهمًا واجتهادًا فهذا طلب العلم في حقه أفضل، فإن تساوى الأمران فإن من أهل العلم من رجح طلب العلم لأنه الأصل ولأنه ينتفع به الناس كلهم القاصي والداني، وينتفع به من كان حيًّا ومن يولد بعد وينتفع به صاحبه في حياته وبعد مماته كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له ) وجميع الناس محتاجون للعلم الأنبياء وغير الأنبياء، كلهم محتاجون للعلم ولهذا أمر الله نبيه أن يقول: (( وقل رب زدني علمًا )) (( ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علمًا )) فالرسل محتاجون إلى العلم والزيادة فيه وإلى سؤال الله عز وجل أن يزيدهم فمن دون الأنبياء من باب أولى، فجدير بالعبد أن يسأل الله دائمًا أن يزيده من العلم، ولكن إذا سأل الله أن يزيده من العلم فلابد أن يسعى في الأسباب التي يحصّل بها العلم، أما أن يقول: (( وقل رب زدني علمًا )) وهو لم يفعل الأسباب فهذا ليس من الحكمة ولا من الصواب، هذا كمن قال اللهم ارزقني ولدًا ولا يتزوج، من أين يأتيك الولد؟ فلابد إذا سألت الله شيئًا أن تسعى بأسبابه التي يحصل بها لأن الله حكيم قرن المسببات بأسبابها، وهي هذه الآية: (( وقل رب زدني علمًا )) دليل على فضل العلم لم يقل الله لنبيه وقل رب زدني مالًا، بل قال له: (( وقل رب زدني علمًا )) وقال له في الدنيا: (( ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق خير وأبقى )) اسأل الله تعالى أن يمن علينا وعليكم بالعلم النافع والعمل الصالح والدعوة إلى الله على بصيرة.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
قال رحمه الله تعالى: " كتاب العلم باب فضل العلم تعلمًا وتعليمًا لله، قال الله تعالى: (( وقل رب زدني علمًا )) وقال تعالى: (( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون )) وقال تعالى: (( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات )) وقال تعالى: (( إنما يخشى الله من عباده العلماء )) ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال المؤلف النووي رحمه الله في كتابه رياض الصالحين: " باب فضل العلم تعلمًا وتعليمًا لله عز وجل " والمراد بالعلم الذي وردت به النصوص في فضله والثواب عليه ورفعة أهله وكونهم ورثة الأنبياء إنما هو علم الشريعة عقيدة وعملًا، وليس علم ما يتعلق بالدنيا كالحساب والهندسة وما أشبه ذلك، المراد بالعلم العلم الشرعي الذي جاءت به الشرائع هذا هو العلم الذي يثنى على من أدركه وعلى من علمه وتعلمه، والعلم جهاد جهاد في سبيل الله وهو عديل له في كتاب الله وعليه يبنى الجهاد وسائر الإسلام، لأن من لا يعلم لا يمكن أن يعمل على الوجه المطلوب، ولهذا قال الله تعالى: (( وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون )) يعني: لولا نفر في الجهاد من المؤمنين من كل فرقة منهم طائفة يعني وقعدت طائفة أخرى ليتفقهوا أي الطائفة القاعدون في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم أي من الغزو لعلهم يحذرون، فجعل الله تعالى الفقه في دين الله معادلًا للجهاد في سبيل الله بل هو أولى منه لأنه لا يمكن أن يجاهد المجاهد ولا أن يصلي المصلي ولا أن يزكي المزكي ولا أن يصوم الصائم ولا أن يحج الحاج ولا أن يعتمر المعتمر ولا أن يأكل الآكل ولا أن يشرب الشارب ولا أن ينام النائم ولا أن يستيقظ المستيقظ إلا بالعلم، فالعلم هو أصل كل شيء ولذلك قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين ) ولا فرق بين المجاهد الذي يسوي قذذ قوسه وبين طالب العلم الذي يستخرج المسائل العلمية من بطون الكتب، كل منهم يعمل للجهاد في سبيل الله وبيان شريعة الله لعباد الله، ولهذا أعقب المؤلف رحمه الله باب الجهاد بباب العلم ليبين أنه مثله، بل إن بعض العلماء فضله على الجهاد في سبيل الله، والصحيح أن في ذلك تفصيلًا، فمن الناس من يكون الجهاد في حقه أفضل، ومن الناس من يكون طلب العلم في حقه أفضل، وإذا كان الرجل قويًّا شجاعًا مقدامًا لكنه في العلم بضاعته مزجاة قليل الحفظ قليل الفهم يصعب عليه تلقي العلم فهنا نقول الجهاد في حقه أفضل، وإذا كان بالعكس رجل ليس عنده تلك القوة البدنية أو الشجاعة القلبية لكنه عنده حفظًا وفهمًا واجتهادًا فهذا طلب العلم في حقه أفضل، فإن تساوى الأمران فإن من أهل العلم من رجح طلب العلم لأنه الأصل ولأنه ينتفع به الناس كلهم القاصي والداني، وينتفع به من كان حيًّا ومن يولد بعد وينتفع به صاحبه في حياته وبعد مماته كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له ) وجميع الناس محتاجون للعلم الأنبياء وغير الأنبياء، كلهم محتاجون للعلم ولهذا أمر الله نبيه أن يقول: (( وقل رب زدني علمًا )) (( ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علمًا )) فالرسل محتاجون إلى العلم والزيادة فيه وإلى سؤال الله عز وجل أن يزيدهم فمن دون الأنبياء من باب أولى، فجدير بالعبد أن يسأل الله دائمًا أن يزيده من العلم، ولكن إذا سأل الله أن يزيده من العلم فلابد أن يسعى في الأسباب التي يحصّل بها العلم، أما أن يقول: (( وقل رب زدني علمًا )) وهو لم يفعل الأسباب فهذا ليس من الحكمة ولا من الصواب، هذا كمن قال اللهم ارزقني ولدًا ولا يتزوج، من أين يأتيك الولد؟ فلابد إذا سألت الله شيئًا أن تسعى بأسبابه التي يحصل بها لأن الله حكيم قرن المسببات بأسبابها، وهي هذه الآية: (( وقل رب زدني علمًا )) دليل على فضل العلم لم يقل الله لنبيه وقل رب زدني مالًا، بل قال له: (( وقل رب زدني علمًا )) وقال له في الدنيا: (( ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق خير وأبقى )) اسأل الله تعالى أن يمن علينا وعليكم بالعلم النافع والعمل الصالح والدعوة إلى الله على بصيرة.