تتمة تفسير قول الله تعالى: (( إنما يخشى الله من عباده العلماء )). حفظ
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
قال رحمه الله تعالى: " باب فضل العلم تعلمًا وتعليمًا لله، قال الله تعالى: (( إنما يخشى الله من عباده العلماء )) عن معاوية رضي الله عنه قال: ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ) متفق عليه ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
ساق المؤلف النووي رحمه الله في كتابه رياض الصالحين ما يتعلق أو بعض ما يتعلق من كتاب الله عز وجل في فضل العلم، وسبق الكلام على آيات ثلاث مما ذكره في باب فضل العلم تعلمًا وتعليمًا لله، أما الآية الرابعة فهي قوله تعالى: (( إنما يخشى الله من عباده العلماء )) والخشية هي الخوف المقرون بالتعظيم، فهي أخص من الخوف فكل خشية خوف وليس كل خوف خشية، ولهذا يخاف الإنسان من الأسد ولكنه لا يخشاه، أما الله عز وجل فإن الإنسان يخاف منه ويخشاه، قال الله تعالى: (( فلا تخشوا الناس واخشون )) ولكن من هم أهل الخشية حقًّا؟ أهل الخشية حقًّا هم العلماء العلماء بالله وأسمائه وصفاته وأفعاله وأحكامه الذين يعرفون ما لله عز وجل من الحكم والأسرار في مقدوراته ومشروعاته جل وعلا وأنه سبحانه وتعالى كامل من كل الوجوه، ليس في أفعاله نقص ولا في أحكامه نقص، فلهذا يخشون الله عز وجل، وفي هذا دليل على فضيلة العلم وأنه من أسباب خشية الله والإنسان إذا وفق للخشية عصم من الذنوب وإن أذنب استغفر وتاب إلى الله عز وجل لأنه يخشى الله يخافه يعظمه.