شرح حديث عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: نضر الله امرءا سمع منا شيئا، فبلغه كما سمعه، فرب مبلغ أوعى من سامع ). رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من سئل عن علم فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار ). رواه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن. حفظ
القارئ : نقل المؤلف رحمه الله تعالى في سياق الأحاديث في باب فضل العلم تعلمًا وتعليمًا لله: " عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: ( سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: نضر الله امرءا سمع منا شيئا، فبلغه كما سمعه فرب مبلغ أوعى من سامع ) رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سئل عن علم فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار ) رواه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
ساق النووي رحمه الله في باب فضل العلم تعلمًا وتعليمًا لله أحاديث متعددة في هذا الباب سبق كثير منها، ومنها حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ( نضّر الله امرءا سمع منا ) يعني: مقالًا ( فبلغه كما سمعه فرب مبلغ أوعى من سامع ) نضّر الله يعني: حسّنه لأن نضر بالضاد من الحسن، ومنه قوله تعالى: (( وجوه يومئذ ناظرة إلى ربها ناضرة )) ناضرة يعني: حسنة (( إلى ربها ناظرة )) يعني: تنظر بالعين إلى الله عز وجل جعلني الله وإياكم منهم، وكذلك أيضًا قال الله تبارك وتعالى: (( فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورًا )) أي: حسنًا وسرورًا، حسنًا في الوجوه وسرورًا في القلوب، هنا يقول: ( نضّر الله امرءا سمع منا ) يعني: مقالًا ( فأداه كما سمعه ) والمراد بذلك أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم دعا للإنسان إذا سمع حديثًا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فبلغه كما سمعه أن يحسّن الله تعالى وجهه يوم القيامة ( فرب مبلغ أوعى من سامع ) يعني: ربما يكون الإنسان يسمع الحديث ويبلغه ويكون المبلغ أوعى من السامع، يعني: أفقه وأفهم وأشد عملًا من الإنسان الذي سمعه وأداه، وهذا كما قال النبي عليه الصلاة والسلام معلوم، تجد مثلًا من العلماء من هو راوية يروي الحديث يحفظه ويؤديه، لكنه لا يعرف معناه فيبلغه إلى شخص آخر من العلماء يعرف المعنى ويفهمه ويستنتج من أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام أحكامًا كثيرة فينفع الناس، وقد سبق أن مثل الأول كمثل الأرض التي أمسكت الماء فروى الماء روى الناس واستقوا، ولكنها لا تنبت وأن الأرض الرياض التي أنبتت هم الفقهاء الذين عرفوا الأحاديث وفقهوها واستنتجوا منها الأحكام الشرعية، أما حديث أبي هريرة بعد هذا فقد توعد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من سئل عن علم فكتمه توعده بأن يلجم يوم القيامة بلجام من نار، يعني: يوضع على فمه لجام من نار نسأل الله العافية، لأنه كتم ما أنزل الله بعد أن سئل عنه، وهذا إذا علمت أن السائل يسأل استرشادًا فلا يجوز لك أن تمنع أما إذا علمت أنه يسأل امتحانًا، وليس قصده أن يسترشد فيعلم ويعمل فأنت بالخيار إن شئت فعلمه وإن شئت فلا تعلمه، لقول الله تعالى: (( فإن جاؤوك فاحكم بينهم أو أعرض عنهم )) لأن الله علم أن هؤلاء يأتون للرسول عليه الصلاة والسلام يستحكمونه لا لأجل أن يعملوا بكلامه ولكن لينظروا ما عنده، فإذا علمت أن هذا الرجل جاء يسألك عن علم امتحانًا فقط لا طلبًا للحق، فأنت بالخيار إن شئت فافعل وأفته وأعلمه وإن شئت فلا تفته ولا تعلمه، كذلك إذا علمت أنه يحصل من الفتوى مفسدة كبيرة فلا بأس أن ترجئ الإفتاء، لا تكتم لكن لا بأس أن ترجئ الإفتاء إلى وقت يكون فيه المصلحة بيان ذلك، لأنه أحيانًا تكون الفتوى لو أفتيت بها سببًا للشر والفساد، فأنت إذا رأيت أنها سبب للشر والفساد وأجّلت الإجابة فلا حرج عليك في ذلك، والله الموفق.
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
ساق النووي رحمه الله في باب فضل العلم تعلمًا وتعليمًا لله أحاديث متعددة في هذا الباب سبق كثير منها، ومنها حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ( نضّر الله امرءا سمع منا ) يعني: مقالًا ( فبلغه كما سمعه فرب مبلغ أوعى من سامع ) نضّر الله يعني: حسّنه لأن نضر بالضاد من الحسن، ومنه قوله تعالى: (( وجوه يومئذ ناظرة إلى ربها ناضرة )) ناضرة يعني: حسنة (( إلى ربها ناظرة )) يعني: تنظر بالعين إلى الله عز وجل جعلني الله وإياكم منهم، وكذلك أيضًا قال الله تبارك وتعالى: (( فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورًا )) أي: حسنًا وسرورًا، حسنًا في الوجوه وسرورًا في القلوب، هنا يقول: ( نضّر الله امرءا سمع منا ) يعني: مقالًا ( فأداه كما سمعه ) والمراد بذلك أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم دعا للإنسان إذا سمع حديثًا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فبلغه كما سمعه أن يحسّن الله تعالى وجهه يوم القيامة ( فرب مبلغ أوعى من سامع ) يعني: ربما يكون الإنسان يسمع الحديث ويبلغه ويكون المبلغ أوعى من السامع، يعني: أفقه وأفهم وأشد عملًا من الإنسان الذي سمعه وأداه، وهذا كما قال النبي عليه الصلاة والسلام معلوم، تجد مثلًا من العلماء من هو راوية يروي الحديث يحفظه ويؤديه، لكنه لا يعرف معناه فيبلغه إلى شخص آخر من العلماء يعرف المعنى ويفهمه ويستنتج من أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام أحكامًا كثيرة فينفع الناس، وقد سبق أن مثل الأول كمثل الأرض التي أمسكت الماء فروى الماء روى الناس واستقوا، ولكنها لا تنبت وأن الأرض الرياض التي أنبتت هم الفقهاء الذين عرفوا الأحاديث وفقهوها واستنتجوا منها الأحكام الشرعية، أما حديث أبي هريرة بعد هذا فقد توعد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من سئل عن علم فكتمه توعده بأن يلجم يوم القيامة بلجام من نار، يعني: يوضع على فمه لجام من نار نسأل الله العافية، لأنه كتم ما أنزل الله بعد أن سئل عنه، وهذا إذا علمت أن السائل يسأل استرشادًا فلا يجوز لك أن تمنع أما إذا علمت أنه يسأل امتحانًا، وليس قصده أن يسترشد فيعلم ويعمل فأنت بالخيار إن شئت فعلمه وإن شئت فلا تعلمه، لقول الله تعالى: (( فإن جاؤوك فاحكم بينهم أو أعرض عنهم )) لأن الله علم أن هؤلاء يأتون للرسول عليه الصلاة والسلام يستحكمونه لا لأجل أن يعملوا بكلامه ولكن لينظروا ما عنده، فإذا علمت أن هذا الرجل جاء يسألك عن علم امتحانًا فقط لا طلبًا للحق، فأنت بالخيار إن شئت فافعل وأفته وأعلمه وإن شئت فلا تفته ولا تعلمه، كذلك إذا علمت أنه يحصل من الفتوى مفسدة كبيرة فلا بأس أن ترجئ الإفتاء، لا تكتم لكن لا بأس أن ترجئ الإفتاء إلى وقت يكون فيه المصلحة بيان ذلك، لأنه أحيانًا تكون الفتوى لو أفتيت بها سببًا للشر والفساد، فأنت إذا رأيت أنها سبب للشر والفساد وأجّلت الإجابة فلا حرج عليك في ذلك، والله الموفق.