شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي ليلة أسري به بقدحين من خمر ولبن، فنظر إليهما فأخذ اللبن. فقال جبريل صلى الله عليه وسلم: الحمد لله الذي هداك للفطرة لو أخذت الخمر غوت أمتك. رواه مسلم. وعنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بالحمد لله فهو أقطع ). حديث حسن، رواه أبو داود وغيره. وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا مات ولد العبد قال الله تعالى لملائكته: قبضتم ولد عبدي ؟ فيقولون: نعم، فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده ؟ فيقولون: نعم، فيقول: فماذا قال عبدي ؟ فيقولون: حمدك واسترجع فيقول الله تعالى: ابنوا لعبدي بيتا في الجنة، وسموه بيت الحمد ). رواه الترمذي وقال: حديث حسن. وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الله ليرضى عن العبد يأكل الأكلة فيحمده عليها، ويشرب الشربة فيحمده عليها ). رواه مسلم. حفظ
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
قال رحمه الله تعالى: " كتاب حمد الله تعالى وشكره، عن أبي هريرة رضي الله عنه ( أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي ليلة أسري به بقدحين من خمر ولبن فنظر إليهما فأخذ اللبن، فقال جبريل: الحمد لله الذي هداك للفطرة، لو أخذت الخمر غوت أمتك ) رواه مسلم، وعنه رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بالحمد لله فهو أقطع ) حديث حسن رواه أبو داود وغيره، وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا مات ولد العبد قال الله تعالى لملائكته قبضتم ولد عبدي؟ فماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع، فيقول الله تعالى: ابنوا لعبدي بيتًا في الجنة وسموه بيت الحمد ) رواه الترمذي وقال: حديث حسن، وعن أنس رضي الله عنه قال: ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله ليرضى عن العبد يأكل الأكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها ) رواه مسلم ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
هذه أحاديث ذكرها المؤلف رحمه الله في باب فضل حمد الله تعالى وشكره، ومن المعلوم لنا جميعًا أن كل ما بنا من نعمة فمن الله عز وجل وأنه إذا مسنا الضر فليس لنا ملجأ إلا إلى الله، وأن الإنسان إذا أصيب بما يكره أو بما يؤذيه، فإن الله تعالى يكفر بذلك عنه ( ما من أذى أو هم أو غم يصيب المؤمن إلا كفر الله به عنه حتى الشوكة يشاكها الشوكة ) إذا بطتك فإن الله يكفر بها عنك، إذن فنعم الله عظيمة كثيرة لا تعد ولا تحصى لذلك وجب علينا أن نحمد الله تعالى وأن نشكره على نعمه التي أسبغها علينا ومن فوائد الحمد أن الإنسان إذا ابتدأ الشيء بحمد الله فإن الله تعالى يجعل فيه البركة، إذا ابتدؤه بحمد الله جعل الله فيه البركة، يعني أراد أن يؤلف كتابًا أو يتكلم في كلام خطبة أو غير ذلك إذا حمد الله جعل الله فيه البركة، و( كل أمر لا يبدأ فيه بحمد الله فإنه أقطع ) يعني منزوع البركة، لكن قد ينوب عن الحمد غيره كالبسملة مثلًا، البسملة أيضًا يبارك الله فيها في أشياء كثيرة، منها: أن الإنسان إذا ذبح الذبيحة إن قال بسم الله حلت الذبيحة وكانت طيبة، وإن قال الحمد لله لم تحل الذبيحة، لأن الذبيحة لا تحل إلا بالبسملة، وإذا قال عند الذبح الله أكبر ولم يقل بسم الله لم تحل الذبيحة، فكل أمر يبدأ فيه بالحمد لله فهو خير وبركة، لكن قد ينوب عن الحمد ما سواه كالبسملة عند الأكل والشرب والذبح والوضوء وإتيان الرجل أهله يقول: " بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا " وغير ذلك، ومن فوائد الحمد أن الله سبحانه وتعالى يرضى عن العبد إذا أكل الأكلة أن يحمده عليها وإذا شرب الشربة أن يحمده عليها، فما هي الأكلة هل هي الوجبة أو كل ردة يردها الإنسان إلى فمه فهي أكلة؟ الحديث محتمل وكان الإمام ابن حنبل رحمه الله كلما أكل ردة قال الحمد لله، فقيل له: يا أبا عبد الله ما هذا؟ قال: " أكل وحمد خير من أكل وسكوت " وكأن الإمام أحمد رحمه الله رأى أن الأكلة هي الردة، وعلى هذا فيكون حمد الإنسان على طعامه كثيرًا، لكن أكثر العلماء يقولون إن الأكلة هي الوجبة تجلس على الطعام إذا خلصت تقول الحمد لله، والحمد كله خير، فهذه من فوائد الحمد أنه إذا حمد الإنسان على أكله وشربه كان ذلك سببًا لرضى الله عز وجل عنه، نسأل الله أن يحل علينا وعليكم الرضى إنه على كل شيء قدير.