تتمة باب الأمر بالصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله تعالى: (( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )). حفظ
الشيخ : وأنزل عليه أعظم آية فيما يتعلق بفعل الرسول عليه الصلاة والسلام فقال: (( يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين إن الله كان عليمًا حكيمًا )) وقال الله تبارك وتعالى له: (( وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه )) فلما نزلت هذه القوارع العظيمة على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم جبر الله ذلك بقوله: (( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليمًا )) وبقوله: (( إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابًا مهينًا )) فانجبرت هذه القوارع التي نزلت من الله تعالى في حق رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وقوله: (( وملائكته )) يشمل كل ملك في السماوات والأرض، كل ملك في السماوات والأرض فإنه يصلي على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ومعنى الصلاة من الله على رسوله: الثناء عليه في الملأ الأعلى يعني أن الله يمدحه ويثني عليه ويبين فضله في الملأ الأعلى في الملائكة، وأما معنى الصلاة عليه من الملائكة والبشر: فهو الدعاء له بأن يصلي الله عليه، ثم لما ذكر أنه وملائكته يصلون عليه أمرنا بأن نصلي ونسلم نصلي عليه ونسلم، وهذا الأمر مطلق لم يبين متى لكن جاءت السنة بأنه يصلى عليه عليه الصلاة والسلام في مواضع، منها: في التشهد في الصلاة فإن الصحابة قالوا: " يا رسول الله علمنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك إذا نحن صلينا عليك في صلاتنا " قال: ( قولوا اللهم صل على محمد ) إلى آخره، ومنها: إذا ذكر اسمه فإنك تصلي عليه إما وجوبًا أو استحبابًا، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( رغم أنف امرئ ذكرت عنده فلم يصل عليّ ) وقال جبريل يخاطب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: " رغم أنف امرئ ذكرت عنده فلم يصل عليك قل آمين " فقال: ( آمين ) فالصلاة عليه عليه الصلاة والسلام إذا ذكر واجبة عند كثير من العلماء ومستحبة عند أكثر العلماء، وقوله: (( صلوا عليه )) أي اسألوا الله الصلاة عليه قولوا اللهم صلّ على محمد، وسلموا عليه يعني اسألوا الله له السلامة من كل آفة في حياته ومن كل بلاء في حشره عليه الصلاة والسلام، لأن الأنبياء في الحشر كل يدعو يقول اللهم سلم اللهم سلم اللهم سلم، وكذلك يتضمن الدعاء بالسلامة لدينه وشريعته أن يسلمها الله تعالى من الأعداء فلا يسطو عليها بتحريف أو تغيير إلا سلط الله عليهم من يبين ذلك وهذا هو الواقع ولله الحمد، ثم ذكر المؤلف رحمه الله الأحاديث الواردة في ذلك ويأتي الكلام عليها إن شاء الله والله أعلم.