الكلام على صفة الحياء لله تعالى . حفظ
الشيخ : وفي هذا الحديث إثبات الحياء لله عز وجل، ولكنه ليس كحياء المخلوقين بل هو حياء كمال يليق بالله عز وجل، وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( إن الله حيي كريم ) وقال الله تعالى: (( إن الله لا يستحيي من الحق )) والله عز وجل يوصف بهذه الصفة لكن لا على مماثلة المخلوقين، لأن الله تعالى يقول في القرآن: (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) فكلما مر عليك صفة من صفات الله مماثلة مشابهة لصفة المخلوقين في اللفظ فاعلم أنهما لا يستويان في المعنى، لأن الله ليس كمثله شيء، فإذا مر بك مثلًا أن الله استوى على العرش فلا تظن أن استواءه على العرش كاستوائك أنت على ظهر البعير الذي قال الله فيه: (( لتستوا على ظهوره )) وإذا قال الله تعالى: (( بل يداه مبسوطتان )) فلا تظن أن يدي الله مثل يدك لا لأن الله ليس كمثله شيء، جميع صفاته هو منفرد بها فكما أننا نوحده في ذاته ونوحده بالعبادة، كذلك نوحده في الصفات فليس كمثله شيء وهو السميع البصير، والله الموفق.