تفسير قول الله تعالى: (( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم )). حفظ
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
قال رحمه الله تعالى: " باب كرامات الأولياء وفضلهم، قال الله تعالى: (( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون * الذين آمنوا وكانوا يتقون * لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم )) ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال المؤلف رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين: " باب كرامات الأولياء وفضلهم " ثم صدّر المؤلف هذا الباب بهذه الآية: (( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون * الذين آمنوا وكانوا يتقون )) وتقدم الكلام على أولها وأن الله تعالى بيّن أن أولياءه هم المؤمنون المتقون (( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون * الذين آمنوا وكانوا يتقون )) وقد أخذ شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله من هذه الآية عبارة قال فيها: " من كان مؤمنًا تقيًّا كان لله وليًّا " فيقول الله عز وجل إن هؤلاء الأولياء لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، لا خوف عليهم فيما يستقبل من أمرهم ولا هم يحزنون على ما مضى من أمرهم، لأنهم أدركوا معنى الحياة الدنيا فعملوا عملًا صالحًا وآمنوا بالله واتقوا وآمنوا بالله واتقوا فصاروا من أوليائه، ثم قال: (( لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة )) البشرى يعني البشارة في الحياة الدنيا وفي الآخرة، والبشارة في الحياة الدنيا أنواع فمنها الرؤية الصالحة يراها المؤمن أو ترى له يعني يرى في المنام ما يسره أو يرى له أحد من أهل الصلاح ما يسره، مثل أن يرى أنه يبشر بالجنة أو يرى أحد من الناس أنه من أهل الجنة أو ما أشبه ذلك، أو يرى على هيئة صالحة المهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الرؤية الصالحة يراها الرجل أو ترى له قال: ( تلك عاجل بشرى المؤمن ) ومنها أن الإنسان يسر بالطاعة ويفرح بها وتكون قرة عينه، فإن هذا يدل على أنه من أولياء الله قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( من سرته حسنته وساءته سيئته فذلك المؤمن ) فإذا رأيت من نفسك أن صدرك ينشرح بالطاعة وأنه يضيق بالمعصية فهذه بشرى بشرى لك أنك من عباد الله المؤمنين وأوليائه المتقين، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( جعلت قرة عيني في الصلاة ) ومن ذلك أيضًا أن أهل الخير يثنون عليه ويحبونه ويذكرونه بالخير، فإذا رأيت أن أهل الخير يحبونك ويثنون عليك بالخير هذه بشرى للإنسان أنه يثنى عليه من أهل الخير ولا عبرة بثناء أهل الشر أو قدحهم لأنهم لا ميزان لهم ولا تقبل شهادتهم عند الله، لكن أهل الخير إذا رأيت أنهم يثنون عليك وأنهم يذكرونك بالخير ويقربون منك ويتجهون إليك فهذه بشرى من الله لك، ومنها من البشرى في الحياة الدنيا ما يبشر به العبد عند فراق الدنيا حيث تتنزل عليهم الملائكة (( ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون * نحن أوليائكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون * نزلًا من غفور رحيم )) ومن البشارة أيضًا أن الإنسان يبشر عند موته بشارة أخرى فيقال لنفسه اخرجي أيتها النفس الطيبة كانت في الجسد الطيب اخرجي إلى رحمة من الله ورضوان فتفرح وتسر، ومن ذلك أيضًا البشارة في القبر فإن الإنسان إذا سئل عن ربه ودينه ونبيه وأجاب بالحق نادى منادٍ من السماء أن صدق عبدي فأفرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة وافتحوا له بابًا إلى الجنة، ومنها أيضًا البشارة في الحشر تتلقاهم الملائكة (( هذا يومكم الذي كنتم توعدون )) و (( أبشروا بالجنة التي كنتم توعدون )) فالمهم أن أولياء الله لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة نسأل الله أن يجعلنا وإياكم منهم (( لا تبديل لكلمات الله ذلك الفوز العظيم )) يعني لا أحد يبدل كلمات الله، لا أحد يبدل كلمات الله تعالى أما الكونية فلا يستطيع أحد أن يبدلها وأما الشرعية فقد يحرّف أهل الباطل كما فعل اليهود والنصارى في كتبهم حرفوها وبدلوها وغيروها وأما الكلمات الكونية فلا أحد يبدلها (( لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم )) والله الموفق.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
قال رحمه الله تعالى: " باب كرامات الأولياء وفضلهم، قال الله تعالى: (( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون * الذين آمنوا وكانوا يتقون * لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم )) ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال المؤلف رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين: " باب كرامات الأولياء وفضلهم " ثم صدّر المؤلف هذا الباب بهذه الآية: (( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون * الذين آمنوا وكانوا يتقون )) وتقدم الكلام على أولها وأن الله تعالى بيّن أن أولياءه هم المؤمنون المتقون (( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون * الذين آمنوا وكانوا يتقون )) وقد أخذ شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله من هذه الآية عبارة قال فيها: " من كان مؤمنًا تقيًّا كان لله وليًّا " فيقول الله عز وجل إن هؤلاء الأولياء لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، لا خوف عليهم فيما يستقبل من أمرهم ولا هم يحزنون على ما مضى من أمرهم، لأنهم أدركوا معنى الحياة الدنيا فعملوا عملًا صالحًا وآمنوا بالله واتقوا وآمنوا بالله واتقوا فصاروا من أوليائه، ثم قال: (( لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة )) البشرى يعني البشارة في الحياة الدنيا وفي الآخرة، والبشارة في الحياة الدنيا أنواع فمنها الرؤية الصالحة يراها المؤمن أو ترى له يعني يرى في المنام ما يسره أو يرى له أحد من أهل الصلاح ما يسره، مثل أن يرى أنه يبشر بالجنة أو يرى أحد من الناس أنه من أهل الجنة أو ما أشبه ذلك، أو يرى على هيئة صالحة المهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الرؤية الصالحة يراها الرجل أو ترى له قال: ( تلك عاجل بشرى المؤمن ) ومنها أن الإنسان يسر بالطاعة ويفرح بها وتكون قرة عينه، فإن هذا يدل على أنه من أولياء الله قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( من سرته حسنته وساءته سيئته فذلك المؤمن ) فإذا رأيت من نفسك أن صدرك ينشرح بالطاعة وأنه يضيق بالمعصية فهذه بشرى بشرى لك أنك من عباد الله المؤمنين وأوليائه المتقين، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( جعلت قرة عيني في الصلاة ) ومن ذلك أيضًا أن أهل الخير يثنون عليه ويحبونه ويذكرونه بالخير، فإذا رأيت أن أهل الخير يحبونك ويثنون عليك بالخير هذه بشرى للإنسان أنه يثنى عليه من أهل الخير ولا عبرة بثناء أهل الشر أو قدحهم لأنهم لا ميزان لهم ولا تقبل شهادتهم عند الله، لكن أهل الخير إذا رأيت أنهم يثنون عليك وأنهم يذكرونك بالخير ويقربون منك ويتجهون إليك فهذه بشرى من الله لك، ومنها من البشرى في الحياة الدنيا ما يبشر به العبد عند فراق الدنيا حيث تتنزل عليهم الملائكة (( ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون * نحن أوليائكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون * نزلًا من غفور رحيم )) ومن البشارة أيضًا أن الإنسان يبشر عند موته بشارة أخرى فيقال لنفسه اخرجي أيتها النفس الطيبة كانت في الجسد الطيب اخرجي إلى رحمة من الله ورضوان فتفرح وتسر، ومن ذلك أيضًا البشارة في القبر فإن الإنسان إذا سئل عن ربه ودينه ونبيه وأجاب بالحق نادى منادٍ من السماء أن صدق عبدي فأفرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة وافتحوا له بابًا إلى الجنة، ومنها أيضًا البشارة في الحشر تتلقاهم الملائكة (( هذا يومكم الذي كنتم توعدون )) و (( أبشروا بالجنة التي كنتم توعدون )) فالمهم أن أولياء الله لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة نسأل الله أن يجعلنا وإياكم منهم (( لا تبديل لكلمات الله ذلك الفوز العظيم )) يعني لا أحد يبدل كلمات الله، لا أحد يبدل كلمات الله تعالى أما الكونية فلا يستطيع أحد أن يبدلها وأما الشرعية فقد يحرّف أهل الباطل كما فعل اليهود والنصارى في كتبهم حرفوها وبدلوها وغيروها وأما الكلمات الكونية فلا أحد يبدلها (( لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم )) والله الموفق.