باب تحريم الغيبة والأمر بحفظ اللسان. حفظ
القارئ : الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
قال رحمه الله تعالى: " باب تحريم الغيبة والأمر بحفظ اللسان، قال الله تعالى: (( ولا يغتب بعضكم بعضًا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتًا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم )) وقال تعالى: (( ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولًا )) وقال تعالى: (( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )) ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال المؤلف النووي رحمه الله في كتابه رياض الصالحين: " باب تحريم الغيبة ووجوب حفظ اللسان " ثم ذكر عدة آيات في هذا المعنى، والغيبة بينها النبي صلى الله عليه وسلم حين قال لأصحابه: ( أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: الغيبة ذكرك أخاك بما يكره، قالوا: يا رسول الله أرأيت إن كان في أخي ما تقول، قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته ) يعني مع الغيبة فالغيبة من كبائر الذنوب التي لا تكفرها الصلاة ولا الصدقة ولا الصيام ولا غيرها من الأعمال الصالحة، بل تبقى على الموازنة، قال ابن عبد القوي رحمه الله في نظمه الآداب
" وقد قيل صغرى غيبة ونميمة *** وكلتاهما كبرى على نص أحمد "
أحمد بن حنبل رحمه الله يعني أنه قد نص على أن الغيبة والنميمة من كبائر الذنوب، وقول النبي عليه الصلاة والسلام في تعريفها: ( ذكرك أخاك بما يكره ) يشمل ما يكرهه من عيب خلقي وعيب خلقي وعيب ديني كل شيء يكرهه، فإنك إذا ذكرته به فهي غيبة من عيب خلقي كما لو اغتبته بأنه أعور أو أعرج أو طويل أو قصير أو ما أشبه ذلك، هذه غيبة أو خلقي كما لو اغتبته بأنه ليس بعفيف يعني يتتبع النساء ينظر إلى النساء ينظر إلى المردان وما أشبه ذلك، أو عيب ديني بأن تقول إنه مبتدع إنه لا يصلي مع الجماعة إنه لا يفعل كذا وكذا تعيبه في غيبته، ولهذا سميت غيبة لأنها في غيبة الإنسان أما لو كان ذلك في وجهه فإنه يسمى سبًّا وشتمًا ولا يسمى غيبة، وقول النبي عليه الصلاة والسلام: ( إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته ) يعني بهته مع الغيبة فحذف الشق الثاني لأنه معلوم، ونظير ذلك في الكلام أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال ذات يوم: ( ليت أنا نرى إخواننا، قالوا: يا رسول الله أولسنا إخوانك؟ قال: لا، أنتم أصحابي وإخواننا هم الذين يأتون من بعدي ) يعني فيؤمنون به وهم لا يرونه، فقوله: ( أنتم أصحابي ) لا يعني بذلك نفي الإخوة بل الصحابة إخوانه وأصحابه ومن بعده إخوانه وليسوا أصحابه هذه أيضًا ( فقد بهته ) يعني ولا ينفي أن يكون غيبة بل هو غيبة وبهتان.