تتمة باب تحريم الغيبة والأمر بحفظ اللسان: قال الله تعالى: (( ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم )). وقال تعالى: (( ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا )). وقال تعالى: (( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )). حفظ
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
قال رحمه الله تعالى: " باب تحريم الغيبة والأمر بحفظ اللسان، قال الله تعالى: (( ولا يغتب بعضكم بعضًا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتًا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم )) وقال تعالى: (( ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولًا )) وقال تعالى: (( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )) ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال المؤلف رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين: " باب تحريم الغيبة ووجوب حفظ اللسان " سبق لنا في الدرس الماضي أن الغيبة هي أن تذكر أخاك بما يكره في دينه أو خلقه أو خلقته أو غير ذلك كل شيء يكرهه أخوك فلا تذكره به في حال غيبته، وسبق لنا أن الغيبة من الكبائر من كبائر الذنوب وأنها لا تكفرها الصلاة ولا الصدقة ولا الصيام ولا الحج إلا أنها كغيرها من الكبائر يوازن بينها وبين الحسنات، وسبق لنا أن الغيبة تختلف أي يختلف حكمها وقبحها بحسب ما تفضي إليه من مفاسد، وسبق لنا أن غيبة ولاة الأمور من العلماء والأمراء أشد من غيبة غيرهم لما يترتب على ذلك من المفاسد العظيمة، أما ما ساقه المؤلف من الآيات فأولها قوله تعالى: (( ولا يغتب بعضكم بعضًا )) وهذه معطوفة على ما ذكر في أول الآية: (( يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرًا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضًا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتًا فكرهتموه )) فنهى الله عن الغيبة ثم ضرب مثلًا ينفر منه كل أحد فقال: (( أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتًا )) يعني: لو قدم لك أخوك المسلم ميتًا هل تحب أن تأكل لحمه؟ الجواب: لا، كل يقول لا أحب ذلك ولا يمكن، فإذا قال قائل: ما هي المناسبة مناسبة الغيبة لهذا المثل؟ قلنا: لأن الذي تغتابه غائب لا يمكن أن يدافع عن نفسه كالميت إذا قطعت لحمه لا يمكن أن يقوم فيدافع عن نفسه، ولهذا إذا ذكرت أخاك بما يكره في حال وجوده فإن ذلك لا يسمى غيبة بل يسمى سبًّا وشتمًا (( واتقوا الله إن الله تواب رحيم )) فأمر بتقوى الله عز وجل بعد أن نهى عن الغيبة وهذا إشارة إلى أن الذين يغتابون الناس لم يتقوا الله عز وجل، واعلم أنك إذا سلطت على عيب أخيك ونشرته وتتبعت عورته فإن الله تعالى يقيّض لك من يفضحك ويتتبع عورتك حيًّا كنت أو ميتًا، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته فضحه ولو في بيت أمه ) إلا أن الغيبة إذا كانت للنصح والبيان فإنه لا بأس بها.