شرح حديث عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقا، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا ). متفق عليه. حفظ
القارئ : والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
قال رحمه الله تعالى " باب تحريم الكذب عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقا وإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا ) متفق عليه
وعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه خصلة منه كانت فيه خصلة من نفاق حتى يدعها إذا اؤتمن خان وإذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر ) متفق عليه "
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
سبق لنا الكلام على الآيتين اللتين ذكرهما المؤلف رحمه الله في صدر هذا الباب باب باب تحريم الكذب ثم ذكر الأحاديث حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا وعليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي على الجنة ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا ) ففي هذا الحديث حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الكذب فقال ( إياكم والكذب ) يعني ابتعدوا عنه واجتنبوه وهذا يعم الكذب في كل شيء ولا يصح قول من قال إن الكذب إذا لم يتضمن ضررا على الغير فلا بأس به فإن هذا قول باطل لأن النصوص ليس فيها هذا القيد النصوص تحذر من الكذب مطلقا ثم بين الرسول عليه الصلاة والسلام أن الكذب يهدي إلى الفجور يعني إذا كذب الرجل في حديثه فإنه لا يزال به الأمر حتى يصل به إلى الفجور والعياذ بالله وهو الخروج عن الطاعة والتمرد والعصيان والفجور يهدي إلى النار قال الله تعالى (( كلا إن كتاب الفجار لفي سجين وما ادراك ما سجين كتاب مرقوم ويل يومئذ للمكذبين الذين يكذبون بيوم الدين ))
ثم حث على الصدق أي نعم ثم قال ( ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا ) والعياذ بالله أي من الكذابين لأن الكذب نسأل الله لنا ولكم السلامة منه ومن سائر الآثام إذا اعتاده الإنسان صار يكذب في كل شيء وصدق عليه وصف المبالغة فكتب عند الله كذابا وإذا
وأما الصدق فحث عليه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال ( عليكم بالصدق ) إذا حدثتم فاصدقوا ( فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة ) قال الله تعالى (( كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين وما أدراك ما عليون كتاب مرقوم يشهده المقربون )) فإذا صدق الإنسان وعود لسانه الصدق هداه إلى البر والبر يهدي إلى الجنة يعني يوصل إليها ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا
والصديقية منزلة عالية هي التي تلي منزلة النبوة كما قال الله تعالى (( ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا )) واعلم أن الكذب يتضاعف جرمه بحسب ما يؤدي إليه فالكذب في المعاملات أشد من الكذب في مجرد الأخبار فإذا صار الرجل يكذب في بيعه وشرائه وأخذه وعطائه صار هذا أشد لأنه إذا كذب في البيع والشرا فإنه تمحق بركة بيعه قال النبي صلى الله عليه وسلم ( البيعان بالخيار فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما وإن كذبا وكتما محقت بركة بيعهما ) وما ترتب على الكذب في البيع والشراء من زيادة بالثمن أو زيادة في المبيع فإنه سحت والعياذ بالله لأنه مبني على الكذب والكذب باطل وما بني على الباطل فهو باطل
كذلك الكذب في وصف السلعة يقول الإنسان مثلا هذه السلعة فيها كذا وكذا من الصفات المرغوبة وهو كاذب فهذا أيضا من أكل المال بالباطل ومن ذلك ما يفعله بائع السيارات تحت الميكروفون كما يقولون يعطي الإنسان سيارته هذا الدلال تحت الميكروفون وهو يدري أن فيها العيب الفلان ثم يقول عند عرضها للبيع كل عيب فيها ولا يبين العيب الحقيقي فهذا حرام لا يجوز إذا كان البائع يعلم العيب لكن كتمه وقال للمشتري اصبر في كل عيب هذا حرام إذا كان يعلم أن فيها عيب أما إذا كان لا يعلم لكنه يخشى أن يكون فيها عيب لا يطلع عليه فلا بأس أن يطلب البراءة من كل عيب مجهول والله الموفق
قال رحمه الله تعالى " باب تحريم الكذب عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقا وإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا ) متفق عليه
وعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه خصلة منه كانت فيه خصلة من نفاق حتى يدعها إذا اؤتمن خان وإذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر ) متفق عليه "
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
سبق لنا الكلام على الآيتين اللتين ذكرهما المؤلف رحمه الله في صدر هذا الباب باب باب تحريم الكذب ثم ذكر الأحاديث حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا وعليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي على الجنة ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا ) ففي هذا الحديث حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الكذب فقال ( إياكم والكذب ) يعني ابتعدوا عنه واجتنبوه وهذا يعم الكذب في كل شيء ولا يصح قول من قال إن الكذب إذا لم يتضمن ضررا على الغير فلا بأس به فإن هذا قول باطل لأن النصوص ليس فيها هذا القيد النصوص تحذر من الكذب مطلقا ثم بين الرسول عليه الصلاة والسلام أن الكذب يهدي إلى الفجور يعني إذا كذب الرجل في حديثه فإنه لا يزال به الأمر حتى يصل به إلى الفجور والعياذ بالله وهو الخروج عن الطاعة والتمرد والعصيان والفجور يهدي إلى النار قال الله تعالى (( كلا إن كتاب الفجار لفي سجين وما ادراك ما سجين كتاب مرقوم ويل يومئذ للمكذبين الذين يكذبون بيوم الدين ))
ثم حث على الصدق أي نعم ثم قال ( ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا ) والعياذ بالله أي من الكذابين لأن الكذب نسأل الله لنا ولكم السلامة منه ومن سائر الآثام إذا اعتاده الإنسان صار يكذب في كل شيء وصدق عليه وصف المبالغة فكتب عند الله كذابا وإذا
وأما الصدق فحث عليه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال ( عليكم بالصدق ) إذا حدثتم فاصدقوا ( فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة ) قال الله تعالى (( كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين وما أدراك ما عليون كتاب مرقوم يشهده المقربون )) فإذا صدق الإنسان وعود لسانه الصدق هداه إلى البر والبر يهدي إلى الجنة يعني يوصل إليها ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا
والصديقية منزلة عالية هي التي تلي منزلة النبوة كما قال الله تعالى (( ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا )) واعلم أن الكذب يتضاعف جرمه بحسب ما يؤدي إليه فالكذب في المعاملات أشد من الكذب في مجرد الأخبار فإذا صار الرجل يكذب في بيعه وشرائه وأخذه وعطائه صار هذا أشد لأنه إذا كذب في البيع والشرا فإنه تمحق بركة بيعه قال النبي صلى الله عليه وسلم ( البيعان بالخيار فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما وإن كذبا وكتما محقت بركة بيعهما ) وما ترتب على الكذب في البيع والشراء من زيادة بالثمن أو زيادة في المبيع فإنه سحت والعياذ بالله لأنه مبني على الكذب والكذب باطل وما بني على الباطل فهو باطل
كذلك الكذب في وصف السلعة يقول الإنسان مثلا هذه السلعة فيها كذا وكذا من الصفات المرغوبة وهو كاذب فهذا أيضا من أكل المال بالباطل ومن ذلك ما يفعله بائع السيارات تحت الميكروفون كما يقولون يعطي الإنسان سيارته هذا الدلال تحت الميكروفون وهو يدري أن فيها العيب الفلان ثم يقول عند عرضها للبيع كل عيب فيها ولا يبين العيب الحقيقي فهذا حرام لا يجوز إذا كان البائع يعلم العيب لكن كتمه وقال للمشتري اصبر في كل عيب هذا حرام إذا كان يعلم أن فيها عيب أما إذا كان لا يعلم لكنه يخشى أن يكون فيها عيب لا يطلع عليه فلا بأس أن يطلب البراءة من كل عيب مجهول والله الموفق