شرح حديث عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( أربع من كن فيهن كان منافقا خالصا، ومن كانت فيه خصلة منهن، كانت فيه خصلة من نفاق حتى يدعها: إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر ). متفق عليه. حفظ
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
نقل المؤلف رحمه الله تعالى في سياق الاحاديث في باب تحريم الكذب " عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كان فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من نفاق حتى يدعها إذا اؤتمن خان وإذا حدث كذب وإذا عاهد فجر وإذا خاصم فجر ) متفق عليه "
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال النووي رحمه الله فيما نقله في باب تحريم الكذب في رياض الصالحين عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال ( أربع من كان فيه كان منافقا خالصا ومن كان فيه خصلة منهن كان فيه خصلة من النفاق حتى يدعها ) قوله ( أربع من كن فيه ) أي من اتصف بهن ( كان منافقا خالصا ) لأنه أتى بجميع الأعمال التي يتصف بها المنافقون والعياذ بالله والمراد بالنفاق هنا النفاق العملي الذي يكون عليه أهل النفاق العقدي وليس نفاق الاعتقاد لأن نفاق الاعتقاد نفاق كفر والعياذ بالله وهو الذي يظهر الإسلام ويبطن الكفر أما هؤلاء الذين يتصفون بهذه الصفات فإنهم يؤمنون بالله واليوم الآخر إيمانا حقيقيا ولكنهم يستعملون هذه الصفات وفيها شيء من النفاق
أولا قال ( إذا اؤتمن خان ) إذا ائتمنه الإنسان على شيء خانه فمثلا إذا أعطي وديعة وقيل له خذ هذي احفظها دراهم أو ساعة أو قلم أو متاع أو غير ذلك يخون فيها يستمرئها لنفسه أو يتركها فلا يحفظها في مكانها أو يخبر بها من يتسلط عليها ويأخذها المهم أن لا يؤدي الأمانة فيها كذلك إذا اؤتمن على حديث سري وقيل له لا تخبر أحدا ذهب يفضي قال لي فلان قال لي فلان وبعض الناس والعياذ بالله يبتلى بحب الظهور والشهرة إذا ائتمنه أحد من ولاة الأمور أو من كبراء القوم ووجهائهم ذهب يتحدث قال لي الأمير كذا قال لي الوزير كذا قال لي الشيخ كذا يتجمل عند الناس بأنه ممن يحادثه الكبراء والشرفا وهذا من خلاف الأمانة والعياذ بالله
ومن ذلك أيضا الأمانات في الولايات يكون الإنسان وليا على يتيم على ماله وعلى حضانته وعلى تأديبه فلا يقوم بالواجب يهمل ماله وربما يستقرضه لنفسه ولا يدري هل يستطيع الوفاء فيما بعد أم لا ولا يقربه بالتي هي أحسن هذا أيضا من خيانة الأمانة
ومن ذلك أيضا أن الإنسان لا يقوم بواجب التربية في أهله وأولاده وقد ائتمنهم الله عليه فقال الله سبحانه وتعالى (( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة )) ولم يجعل الله لك سلطانا عليهم إلا ليسألك عنهم يوم القيامة حتى تتمنى أنك لم يكن بينك وبينهم صلة قال الله تعالى (( يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه ))
ومن خيانة الأمانة أن يكون الإنسان إماما للناس يصلي بهم الجمعة والجماعات فلا يقوم بالواجب تجده مرة يتقدم ومرة يتأخر ومرة يطيل بهم إطالة غير مشروعة ومرة لا يطمئن في صلاته ولا يهتم بمن وراءه هذا من خيانة الأمانة
والمهم أن خيانة الأمانة تكون في جميع الأحوال في الأمانات في المعاملات في الأخلاق في كل شيء ( إذا اؤتمن خان وإذا حدث كذب ) هذا الشاهد إذا حدث الناس بالحديث قال فلان أو حصل كذا وهو لم يحصل يكذب هذا من علامات النفاق
ومن الناس من يبتلى بهذا الأمر فتجده يكذب على الناس يمزح عليهم ليورطهم فإذا تورطوا قال أنا أمزح سبحان الله تكذب على الناس تمزح عليهم وتورطهم
ومن الناس من يبتلى بالكذب لأجل أن يضحك الحاضرين وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام ( ويل لمن حدث فكذب ليضحك به القوم ويل له ثم ويل له )
وقد سبق أن أعظم الكذب الكذب على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ثم الكذب على العلماء فإن العلماء إذا كذب عليهم الإنسان في الشرع بأن قال قال فلان هذا حلال أو هذا حرام أو هذا واجب وهو يكذب عليه صار هذا كاذبا على الشرع لأن العلماء هم الذين يمثلون الشرع وهم الذين يبينونه للناس فإذا كذب الإنسان عليهم وقال إن العالم الفلاني قال كذا وقال كذا وهو كاذب فإنه يشبه أو يقرب ممن كذب على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم والمهم أن من حدث فكذب فإن فيه خصلة من خصال النفاق أعاذنا الله وإياكم من ذلك
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
نقل المؤلف رحمه الله تعالى في سياق الاحاديث في باب تحريم الكذب " عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كان فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من نفاق حتى يدعها إذا اؤتمن خان وإذا حدث كذب وإذا عاهد فجر وإذا خاصم فجر ) متفق عليه "
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال النووي رحمه الله فيما نقله في باب تحريم الكذب في رياض الصالحين عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال ( أربع من كان فيه كان منافقا خالصا ومن كان فيه خصلة منهن كان فيه خصلة من النفاق حتى يدعها ) قوله ( أربع من كن فيه ) أي من اتصف بهن ( كان منافقا خالصا ) لأنه أتى بجميع الأعمال التي يتصف بها المنافقون والعياذ بالله والمراد بالنفاق هنا النفاق العملي الذي يكون عليه أهل النفاق العقدي وليس نفاق الاعتقاد لأن نفاق الاعتقاد نفاق كفر والعياذ بالله وهو الذي يظهر الإسلام ويبطن الكفر أما هؤلاء الذين يتصفون بهذه الصفات فإنهم يؤمنون بالله واليوم الآخر إيمانا حقيقيا ولكنهم يستعملون هذه الصفات وفيها شيء من النفاق
أولا قال ( إذا اؤتمن خان ) إذا ائتمنه الإنسان على شيء خانه فمثلا إذا أعطي وديعة وقيل له خذ هذي احفظها دراهم أو ساعة أو قلم أو متاع أو غير ذلك يخون فيها يستمرئها لنفسه أو يتركها فلا يحفظها في مكانها أو يخبر بها من يتسلط عليها ويأخذها المهم أن لا يؤدي الأمانة فيها كذلك إذا اؤتمن على حديث سري وقيل له لا تخبر أحدا ذهب يفضي قال لي فلان قال لي فلان وبعض الناس والعياذ بالله يبتلى بحب الظهور والشهرة إذا ائتمنه أحد من ولاة الأمور أو من كبراء القوم ووجهائهم ذهب يتحدث قال لي الأمير كذا قال لي الوزير كذا قال لي الشيخ كذا يتجمل عند الناس بأنه ممن يحادثه الكبراء والشرفا وهذا من خلاف الأمانة والعياذ بالله
ومن ذلك أيضا الأمانات في الولايات يكون الإنسان وليا على يتيم على ماله وعلى حضانته وعلى تأديبه فلا يقوم بالواجب يهمل ماله وربما يستقرضه لنفسه ولا يدري هل يستطيع الوفاء فيما بعد أم لا ولا يقربه بالتي هي أحسن هذا أيضا من خيانة الأمانة
ومن ذلك أيضا أن الإنسان لا يقوم بواجب التربية في أهله وأولاده وقد ائتمنهم الله عليه فقال الله سبحانه وتعالى (( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة )) ولم يجعل الله لك سلطانا عليهم إلا ليسألك عنهم يوم القيامة حتى تتمنى أنك لم يكن بينك وبينهم صلة قال الله تعالى (( يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه ))
ومن خيانة الأمانة أن يكون الإنسان إماما للناس يصلي بهم الجمعة والجماعات فلا يقوم بالواجب تجده مرة يتقدم ومرة يتأخر ومرة يطيل بهم إطالة غير مشروعة ومرة لا يطمئن في صلاته ولا يهتم بمن وراءه هذا من خيانة الأمانة
والمهم أن خيانة الأمانة تكون في جميع الأحوال في الأمانات في المعاملات في الأخلاق في كل شيء ( إذا اؤتمن خان وإذا حدث كذب ) هذا الشاهد إذا حدث الناس بالحديث قال فلان أو حصل كذا وهو لم يحصل يكذب هذا من علامات النفاق
ومن الناس من يبتلى بهذا الأمر فتجده يكذب على الناس يمزح عليهم ليورطهم فإذا تورطوا قال أنا أمزح سبحان الله تكذب على الناس تمزح عليهم وتورطهم
ومن الناس من يبتلى بالكذب لأجل أن يضحك الحاضرين وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام ( ويل لمن حدث فكذب ليضحك به القوم ويل له ثم ويل له )
وقد سبق أن أعظم الكذب الكذب على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ثم الكذب على العلماء فإن العلماء إذا كذب عليهم الإنسان في الشرع بأن قال قال فلان هذا حلال أو هذا حرام أو هذا واجب وهو يكذب عليه صار هذا كاذبا على الشرع لأن العلماء هم الذين يمثلون الشرع وهم الذين يبينونه للناس فإذا كذب الإنسان عليهم وقال إن العالم الفلاني قال كذا وقال كذا وهو كاذب فإنه يشبه أو يقرب ممن كذب على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم والمهم أن من حدث فكذب فإن فيه خصلة من خصال النفاق أعاذنا الله وإياكم من ذلك