شرح حديث عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من تحلم بحلم لم يره، كلف أن يعقد بين شعيرتين ولن يفعل، ومن استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون، صب في أذنيه الآنك يوم القيامة، ومن صور صورة عذب، وكلف أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ ). رواه البخاري. حفظ
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين والصلاة السلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
نقل المؤلف رحمه الله تعالى في سياق الأحاديث في باب تحريم الكذب " عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من تحلم بحلم لم يره كلف أن يعقد بين شعيرتين ولن يفعل ومن استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون صب في أذنيه الآنك يوم القيامة ومن صور صورة عذب وكلف أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ رواه البخاري ) "
الشيخ : بسم الله الرحمن .
قال الإمام النووي رحمه الله قال الحافظ النووي رحمه الله تعالى في كتاب رياض الصالحين في باب تحريم الكذب فيما نقله عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال ( من تحلم بحلم لم يره كلف أن يعقد بين شعيرتين وليس بعاقد )
يعني من كذب في الرؤيا قال رأيت في المنام كذا وكذا وهو كاذب فإنه يوم القيامة يكلف أن يعقد بين شعيرتين ومعلوم أن الإنسان لو حاول مهما حاول أن يعقد بين شعيرتين فإنه لا يستطيع ولكنه لا يزال يعذب ويقال لا بد أن تعقد بينهما وهذا وعيد يدل على أن التحلم بحلم لم يره الإنسان من كبائر الذنوب
وهذا يقع من بعض السفهاء يتحدث يقول رأيت البارحة كذا وكذا لأجل أن يضحك الناس وهذا حرام عليه وأشد من ذلك أن يقول رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وقال لي كذا وكذا وما اشبه ذلك فهو أشد وأشد لأنه كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم أما من تحلم بحلم رآه فهذا لا بأس به ولكن ينبغي للإنسان أن يعلم أن ما يراه الإنسان في منامه ينقسم إلى ثلاثة أقسام: قسم يكون خيرا ويستبشر به الإنسان ويفرح به الإنسان فهذا لا يحدث به إلا من يحب لأن الإنسان له حساد كثيرون فإذا رأى رؤية حسنة وحدث بها من لا يحب فإنه ربما يكيد له كيدا يحول بينه وبين هذا الخير الذي رآه كما فعل إخوة يوسف فإن يوسف بن يعقوب عليه الصلاة والسلام وعلى أبيه قال لأبيه (( يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين )) يعني رأيت هؤلاء الأحد عشر كوكب يعني نجوما والشمس والقمر كلها تسجد لي قال (( يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا إن الشيطان للإنسان عدو مبين )) فلا تخبر إنسان ليس من أحبابك وأصدقائك الذين يودون لك ما يودون لأنفسهم لا تخبرهم بما ترى من رؤيا الخير
الثاني رؤيا شر هذا القسم الثاني مما يرى الإنسان في المنام رؤيا شر تزعج وتخوف فهذه لا تخبر بها أحدا أبدا لا صديقا ولا عدوا وإذا قمت من منامك فاتفل عن يسارك ثلاثا وقل أعوذ بالله من شر الشيطان ومن شر ما رأيت وإن كنت تريد أن تواصل النوم فنم على الجنب الآخر على الجنب الآخر يعني لا على الجنب الذي رأيت فيه ما تكره فإنها لا تضرك
فمن رأى ما يكره يعمل ما يلي:
أولا يتفل إن استيقظ يتفل عن يساره ثلاث مرات ويقول أعوذ بالله من شر الشيطان ومن شر ما رأيت
إن أراد أن يواصل النوم ينام على الجنب الثاني
إذا قام فلا يخبر بها أحدا لأن ذلك لا يضره فإذا فعل هذا فإن ذلك لا يضره بإذن الله
وكان الصحابة يرون الرؤيا تمرضهم وتقلقهم فلما حدثهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم بهذا الحديث فعلوا ما أرشدهم إليه واستراحوا وكثير من الناس مبتلى يبحث عن الشر لنفسه يرى الرؤيا التي يكرهها ثم يحاول أن يقصها على الناس ليؤلوها له أو ليعبروها له وهذا غلط إذا رأيت رؤيا تكرهها فهذا عندك دواء من أحسن الأدوية بل هو أحسن الأدوية علمك إياه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم
القسم الثالث رؤيا أضغاث أحلام ليس لها رأس ولا قدم يرى الإنسان أشيا متناقضة ويرى أشياء غريبة هذه لا تحدث بها أحدا ولا تهتم بها وقد ( حدث رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا قال يا رسول الله رأيت في المنام أني أن رجلا قد قطع رأسي قطع رأسي فذهب الرأس شاردا فذهبت وراءه لاحقا له فقال له النبي عليه الصلاة والسلام لا تحدث الناس بما يتلاعب بك الشيطان في منامك ) هذي من الشيطان يقطع راسك ويشرد وتلحقه هذي ما لها أصل ما لها رأس فمثل هذه الأشياء لا تهتم بها ولا تحدث بها أحدا
أما من رأى الرسول عليه الصلاة والسلام فإذا رأى الرسول على الوصف المعروف الذي وصف في السيرة النبوية ورآه على هيئة حسنة فهذا يدل على خير لهذا الرآئي وأنه قد تأسى به أسوة حسنة وإن رآه على خلاف ذلك فليحاسب نفسه ليحاسب نفسه إن رآه مثلا يحدث الرسول ولكن الرسول معرض عنه أو الرسول قد ولى وتركه أو رآه على هيئة غير حسنة يعني مثلا من ثيابه أو ردائه أو إزاره أو ما أشبه ذلك فليحاسب نفسه فإنه يقصر في اتباع الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم
أما المسألة الثانية ( من تسمع قوما وهم له كارهون صب في أذنيه الآنك يوم القيامة ) يعني إنسان يتسمع إلى ناس وهم يكرهون أن يسمع فإنه يصب في أذنيه الآنك يوم القيامة قال العلماء الآنك هو الرصاص المذاب والعياذ بالله والرصاص المذاب بنار جهنم أعظم من نار الدنيا تسعة وستين مرة يصب في أذنيه لأنه تسمع لقوم وهم يكرهون أن يسمع وسواء كانوا يكرهون أن يسمع لغرض صحيح أو لغير غرض لأن بعض الناس يكره أن يسمعه غيره ولو كان الكلام ما فيه خطر ولا فيه سب ولا في شيء لكن لا يريد أن أحد يسمع وهذا يقع فيه بعض الناس نسأل الله العافية تجد مثلا إذا رأى اثنين يتكلمون يأخذ المصحف ويجلس قريبا منه ثم يجري يطالع بالمصحف كأنه يقرأ وهو يستمع إليهم وهم يكرهون ذلك هذا الرجل يصب في أذنيه الآنك يوم القيامة فيعذب هذا العذاب والعياذ بالله وأما الشطر الثالث من الحديث وهو التصوير فيأتي الكلام عليه إن شاء الله تعالى في درس قادم والله الموفق
الحمد لله رب العالمين والصلاة السلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
نقل المؤلف رحمه الله تعالى في سياق الأحاديث في باب تحريم الكذب " عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من تحلم بحلم لم يره كلف أن يعقد بين شعيرتين ولن يفعل ومن استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون صب في أذنيه الآنك يوم القيامة ومن صور صورة عذب وكلف أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ رواه البخاري ) "
الشيخ : بسم الله الرحمن .
قال الإمام النووي رحمه الله قال الحافظ النووي رحمه الله تعالى في كتاب رياض الصالحين في باب تحريم الكذب فيما نقله عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال ( من تحلم بحلم لم يره كلف أن يعقد بين شعيرتين وليس بعاقد )
يعني من كذب في الرؤيا قال رأيت في المنام كذا وكذا وهو كاذب فإنه يوم القيامة يكلف أن يعقد بين شعيرتين ومعلوم أن الإنسان لو حاول مهما حاول أن يعقد بين شعيرتين فإنه لا يستطيع ولكنه لا يزال يعذب ويقال لا بد أن تعقد بينهما وهذا وعيد يدل على أن التحلم بحلم لم يره الإنسان من كبائر الذنوب
وهذا يقع من بعض السفهاء يتحدث يقول رأيت البارحة كذا وكذا لأجل أن يضحك الناس وهذا حرام عليه وأشد من ذلك أن يقول رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وقال لي كذا وكذا وما اشبه ذلك فهو أشد وأشد لأنه كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم أما من تحلم بحلم رآه فهذا لا بأس به ولكن ينبغي للإنسان أن يعلم أن ما يراه الإنسان في منامه ينقسم إلى ثلاثة أقسام: قسم يكون خيرا ويستبشر به الإنسان ويفرح به الإنسان فهذا لا يحدث به إلا من يحب لأن الإنسان له حساد كثيرون فإذا رأى رؤية حسنة وحدث بها من لا يحب فإنه ربما يكيد له كيدا يحول بينه وبين هذا الخير الذي رآه كما فعل إخوة يوسف فإن يوسف بن يعقوب عليه الصلاة والسلام وعلى أبيه قال لأبيه (( يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين )) يعني رأيت هؤلاء الأحد عشر كوكب يعني نجوما والشمس والقمر كلها تسجد لي قال (( يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا إن الشيطان للإنسان عدو مبين )) فلا تخبر إنسان ليس من أحبابك وأصدقائك الذين يودون لك ما يودون لأنفسهم لا تخبرهم بما ترى من رؤيا الخير
الثاني رؤيا شر هذا القسم الثاني مما يرى الإنسان في المنام رؤيا شر تزعج وتخوف فهذه لا تخبر بها أحدا أبدا لا صديقا ولا عدوا وإذا قمت من منامك فاتفل عن يسارك ثلاثا وقل أعوذ بالله من شر الشيطان ومن شر ما رأيت وإن كنت تريد أن تواصل النوم فنم على الجنب الآخر على الجنب الآخر يعني لا على الجنب الذي رأيت فيه ما تكره فإنها لا تضرك
فمن رأى ما يكره يعمل ما يلي:
أولا يتفل إن استيقظ يتفل عن يساره ثلاث مرات ويقول أعوذ بالله من شر الشيطان ومن شر ما رأيت
إن أراد أن يواصل النوم ينام على الجنب الثاني
إذا قام فلا يخبر بها أحدا لأن ذلك لا يضره فإذا فعل هذا فإن ذلك لا يضره بإذن الله
وكان الصحابة يرون الرؤيا تمرضهم وتقلقهم فلما حدثهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم بهذا الحديث فعلوا ما أرشدهم إليه واستراحوا وكثير من الناس مبتلى يبحث عن الشر لنفسه يرى الرؤيا التي يكرهها ثم يحاول أن يقصها على الناس ليؤلوها له أو ليعبروها له وهذا غلط إذا رأيت رؤيا تكرهها فهذا عندك دواء من أحسن الأدوية بل هو أحسن الأدوية علمك إياه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم
القسم الثالث رؤيا أضغاث أحلام ليس لها رأس ولا قدم يرى الإنسان أشيا متناقضة ويرى أشياء غريبة هذه لا تحدث بها أحدا ولا تهتم بها وقد ( حدث رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا قال يا رسول الله رأيت في المنام أني أن رجلا قد قطع رأسي قطع رأسي فذهب الرأس شاردا فذهبت وراءه لاحقا له فقال له النبي عليه الصلاة والسلام لا تحدث الناس بما يتلاعب بك الشيطان في منامك ) هذي من الشيطان يقطع راسك ويشرد وتلحقه هذي ما لها أصل ما لها رأس فمثل هذه الأشياء لا تهتم بها ولا تحدث بها أحدا
أما من رأى الرسول عليه الصلاة والسلام فإذا رأى الرسول على الوصف المعروف الذي وصف في السيرة النبوية ورآه على هيئة حسنة فهذا يدل على خير لهذا الرآئي وأنه قد تأسى به أسوة حسنة وإن رآه على خلاف ذلك فليحاسب نفسه ليحاسب نفسه إن رآه مثلا يحدث الرسول ولكن الرسول معرض عنه أو الرسول قد ولى وتركه أو رآه على هيئة غير حسنة يعني مثلا من ثيابه أو ردائه أو إزاره أو ما أشبه ذلك فليحاسب نفسه فإنه يقصر في اتباع الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم
أما المسألة الثانية ( من تسمع قوما وهم له كارهون صب في أذنيه الآنك يوم القيامة ) يعني إنسان يتسمع إلى ناس وهم يكرهون أن يسمع فإنه يصب في أذنيه الآنك يوم القيامة قال العلماء الآنك هو الرصاص المذاب والعياذ بالله والرصاص المذاب بنار جهنم أعظم من نار الدنيا تسعة وستين مرة يصب في أذنيه لأنه تسمع لقوم وهم يكرهون أن يسمع وسواء كانوا يكرهون أن يسمع لغرض صحيح أو لغير غرض لأن بعض الناس يكره أن يسمعه غيره ولو كان الكلام ما فيه خطر ولا فيه سب ولا في شيء لكن لا يريد أن أحد يسمع وهذا يقع فيه بعض الناس نسأل الله العافية تجد مثلا إذا رأى اثنين يتكلمون يأخذ المصحف ويجلس قريبا منه ثم يجري يطالع بالمصحف كأنه يقرأ وهو يستمع إليهم وهم يكرهون ذلك هذا الرجل يصب في أذنيه الآنك يوم القيامة فيعذب هذا العذاب والعياذ بالله وأما الشطر الثالث من الحديث وهو التصوير فيأتي الكلام عليه إن شاء الله تعالى في درس قادم والله الموفق