باب تحريم لعن إنسان بعينه أو دابة. عن أبي زيد ثابت بن الضحاك الأنصاري رضي الله عنه، وهو من أهل بيعة الرضوان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من حلف على يمين بملة غير الإسلام كاذبا متعمدا، فهو كما قال، ومن قتل نفسه بشيء، عذب به يوم القيامة، وليس على رجل نذر فيما لا يملكه، ولعن المؤمن كقتله ). متفق عليه. حفظ
القارئ : قال رحمه الله تعالى " باب تحريم لعن إنسان بعينه أو دابة عن أبي زيد بن ثابت الضحاك الأنصاري رضي الله عنه وهو من أهل بيعة الرضوان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من حلف على يمين بملة غير الإسلام كاذبا متعمدا فهو كما قال ومن قتل نفسه بشيء عذب به يوم القيامة وليس على رجل نذر فيما لا يملكه ولعن المؤمن كقتله ) متفق عليه "
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال المؤلف رحمه الله في كتابه رياض الصالحين " باب تحريم لعن المعين من آدمي أو دابة "
اللعن معناه الطرد والإبعاد عن رحمة الله فإذا قلت اللهم العن فلانا فإنك تعني أن الله يبعده ويطرده عن رحمته والعياذ بالله ولهذا كان لعن المعين من كبائر الذنوب يعني لا يجوز أن تلعن إنسان بعينه فتقول اللهم العن فلانا او تقول لعنة الله عليك أو ما أشبه ذلك حتى ولو كان كافرا وهو حي فإنه لا يجوز أن تلعنه لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما صار يقول اللهم العن فلانا اللهم العن فلانا يعينهم قال الله له (( ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون )) ومن الناس من تأخذه الغيرة فيلعن الرجل المعين إذا كان كافرا وهذا لا يجوز لأنك لا تدري فلعل الله تعالى أن يهديه وكم من إنسان كان من أشد الناس عداوة للمسلمين وللإسلام هداه الله وصار من خيار عباد الله المؤمنين ونضرب لهذا مثلا
عمر بن الخطاب رضي الله عنه الرجل الثاني بعد أبي بكر في هذه الأمة كان من ألد أعداء الإسلام ففتح الله عليه فأسلم
خالد بن الوليد كان يقاتل المسلمين في أحد وهو من جملة من كر عليهم وداهمهم
عكرمة بن أبي جهل وغيرهم من كبار الصحابة الذين كانوا من أول من ألد أعداء المسلمين فهداهم الله عز وجل ولهذا قال (( ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون )) أما إذا مات الإنسان على الكفر وعلمنا أنه من الكفار فلا بأس أن نلعنه لأنه ميؤوس من هدايته والعياذ بالله حيث مات على الكفر ولكن ما الذي نستفيده من لعنه ربما يدخل هذا أعني لعنه بقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( لا تسبوا الأموات فإنهم أفضوا إلى ما قدموا ) ونحن نقول لهذا الرجل الذي يلعن الكافر الذي مات على الكفر نقول إن لعنتك إياها لا فائدة منها في الواقع لأنه قد استحق الطرد والإبعاد عن رحمة الله فليس من أهل رحمة الله أبدا بل هو من أصحاب النار هم فيها خالدون
وكذلك أيضا البهائم لا يجوز أن تلعن البهيمة البعير الحمار بقرة شاة لا يجوز أن تلعنها وسيأتي إن شاء الله في الأحاديث ما يبين حكم ذلك افتح الحديث ثم ذكر المؤلف حديث أبي زيد ابن ثابت رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من حلف على يمين بملة غير الإسلام وهو فيها كاذب متعمدا فهو كما قال ) مثال ذلك إذا قال الإنسان هو يهودي أو نصراني إن كان كذا أو كذا وكان الأمر على خلاف ما يقول فإنه كما قال يعني أنه يهودي أو نصراني نسأل الله العافية
مثال هذا أخبرنا رجل جاء إلينا وقال إنه قدم فلان أمس قلنا مهو صحيح قال هو يهودي إن كان ما قدم فتبين أنه لم يقدم والرجل قال هو يهودي متعمدا فيقول فبين الرسول عليه السلام أنه كما قال كما قال عن نفسه أي أنه يصير يهوديا أو نصرانيا وهذا يدل على أن الحلف بملة غير الإسلام كاذبا متعمدا من كبائر الذنوب فإن كان غير كاذب بأن كان صادقا فإنه لا يلحقه هذا الوعيد لكننا نقول له إذا كنت حالفا فاحلف بالله كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( من كان حالفا فليحلف بالله أو ليسكت ) وكذلك إن كان قال ذلك غير متعمد يعني يظن أن الأمر كذلك وتبين أن الأمر على خلاف ما اعتقد فإنه لا يدخل في هذا الوعيد
ويستفاد من هذا الوعيد أن الإنسان إذا حلف على شيء إذا حلف بالله على شيء معتقدا أنه كما حلف ثم تبين أنه على خلاف اعتقاده فإنه لا إثم عليه ولا كفارة عليه
مثال ذلك لو قال فلان سيقدم غدا متأكد يقول لي متأكد والله ليقدمن غدا قال ذلك بناء على ظنه ثم لم يقدم فلا كفارة عليه لأنه حلف على ظنه غير متعمد ولذلك أقر النبي صلى الله عليه وسلم الرجل الذي قال ( والله ما بين لابتيها أهل بيت أفقر مني ) يعني ما بين لابتي المدينة أهل بيت أفقر منه مع أن هذا الرجل لم يأت على كل البيوت يفتش فيها لكن حلف على غالب ظنه فأقره النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك ويأتي إن شاء الله بقية الكلام على الحديث