تتمة شرح قول المصنف : " وأنه قال: ( لعن الله من غير منار الأرض ) أي: حدودها. وأنه قال: ( لعن الله السارق يسرق البيضة ). وأنه قال: ( لعن الله من لعن والديه ) ...". حفظ
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
قال رحمه الله تعالى " باب جواز لعن أصحاب المعاصي غير المعينين ثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لعن الله من غير منار الأرض ) أي حدودها وأنه قال ( لعن الله السارق يسرق البيضة ) وأنه قال ( لعن الله من لعن والديه ) "
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
هذا الباب عقده النووي رحمه الله في رياض الصالحين ليبين به أن اللعن الذي ليس على معين لا بأس به وذكر أمثلة من ذلك سبق منها ثلاثة وهاهنا اليوم نأخذ ثلاثة أيضا منها
قول النبي أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن من غير منار الأرض يعني حدودها مثل أن يكون الإنسان له جار فيأتي الإنسان فيدخل من أرض جاره على أرضه فيوسع أرضه ويضيق أرض صاحبه أرض جاره فهذا ملعون لعنه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أن ( من اقتطع شبرا من الأرض ظلما طوقه الله به يوم القيامة من سبع أراضين ) وإذا كان هذا فيمن غير حدود الأرض يعني المراسيم فكيف بمن أخذ الأرض كلها واجتاحها والعياذ بالله فهو أولى باللعن والطرد عن رحمة الله كما يوجد أناس يعتدون على أراضي غيرهم يأخذونها بالباطل ويدعون أنها لهم وربما يأتون بشهود زور يشهدون لهم فيحكم لهم بذلك فيدخلون في اللعن ويوم القيامة يأتون بها مطوقين بها في أعناقهم نسأل الله العافية أمام عباد الله
وكذلك ومن ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم ( لعن السارق يسرق البيضة فتقطع يده ويسرق الحبل فتقطع يده ) والسارق هو الذي يأخذ المال بالخفية من حرز مثله مثل أن يأتي في الليل أو في غفلة الناس فيفتح الأبواب ويسرق هذا السارق إذا سرق نصابا وهو ربع دينار أو ما يساويه من الدراهم أو من المتاع فإنها تقطع يده يده اليمنى من مفصل الكف لقول الله تعالى (( والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاءا بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم )) ولا فرق بين أن يكون السارق شريفا أو وضيعا أو ذكرا أو أنثى لأن النبي صلى الله عليه وسلم ( أمر بقطع يد المرأة المخزومية التي كانت تستعير المتاع فتجحده فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن تقطع يدها فأهم قريشا ذلك وطلبوا من يشفع لها إلى الرسول عليه الصلاة والسلام فطلبوا من أسامة بن زيد أن يشفع برفع العقوبة عنها فاختطب النبي عليه الصلاة والسلام وقال إنما من أهلك من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الوضيع أقاموا عليه الحد وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ) فأقسم عليه الصلاة والسلام أنه لو سرقت ابنته فاطمة أشرف النساء نسبا لقطع يدها ولكن هذا الحديث الذي أشار إليه النووي رحمه الله في الرياض يقول يسرق البيضة والبيضة لا تبلغ نصاب السرقة لأن نصاب السرقة ربع دينار فيكف يقال ( يسرق البيضة فتقطع يده ويسرق الحبل فتقطع يده ) قال بعض العلماء إن المراد بالبيضة هنا بيضة الرأس التي يجعلها الإنسان عند القتال على رأسه تقيه السهام وهي مثمنة تساوي ربع دينار أو أكثر والمراد بالحبل حبل السفن الذي تربط به في المرفأ حتى لا تأخذها الأمواج وهو أيضا ذو قيمة وقال بعض العلماء المراد بالبيضة بيضة الدجاج لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أطلقها والبيضة عند الإطلاق لا يفهم منها إلا بيضة الدجاجة والحبل هو الحبل الذي يربط به الحطب وما اشبه ذلك ولكن الرسول عليه الصلاة والسلام قال تقطع يده لأنه إذا اعتاد سرقة الطفيف تجرأ على سرقة الغالي والمثمن فقطعت يده وهذا أقرب إلى الصواب أن السارق والعياذ بالله إذا سرق الشيء اليسير تجرأ فسرق الشيء الكثير فتقطع يده
الثالث قال إن النبي صلى الله عليه وسلم ( لعن من لعن والديه ) سواء كانت الأم أو الأب يقول لأبيه لعنة الله عليك أو لأمه ولكن الصحابة رضي الله عنهم ( قالوا يا رسول الله أيلعن الرجل والديه ) هذا أمر ما يمكن قال ( نعم يسب أب الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه ) يعني يتنازع اثنان فيقول أحدهما للآخر لعن الله والديك فيقول الثاني بل أنت لعن الله والديك فلما كان هو السبب في أن يلعن الآخر والديه أعطي حكم من لعن والديه مباشرة هذه ثلاثة أشياء لعنها لعنهم الرسول عليه الصلاة والسلام ولكن هل يمكن أن تأتي إلى شخص معين غير حدود الأرض تقول لعنك الله الجواب لا لا يجوز أن تلعنه وهو معين أو سمعت إنسان يلعن والديه تقول لعنك الله ما يجوز هذا حرام لكن تقول له اتق الله فإن الله لعن فإن الرسول صلى الله عليه وسلم لعن من غير منار الأرض وتقول للثاني السارق اتق الله فإن الرسول صلى الله عليه وسلم لعن السارق يسرق البيضة ويسرق الحبل وتقول للثالث اتق الله لا تلعن والديك لا تكن سببا في لعنهما فإن النبي صلى الله عليه وسلم لعن من لعن والديه أما أن تنص عليه بعينه فتقول لعنك الله أو أنت ملعون فهذا حرام ولا يجوز لأنه يفرق بين العام وبين الخاص والله الموفق
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
قال رحمه الله تعالى " باب جواز لعن أصحاب المعاصي غير المعينين ثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لعن الله من غير منار الأرض ) أي حدودها وأنه قال ( لعن الله السارق يسرق البيضة ) وأنه قال ( لعن الله من لعن والديه ) "
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
هذا الباب عقده النووي رحمه الله في رياض الصالحين ليبين به أن اللعن الذي ليس على معين لا بأس به وذكر أمثلة من ذلك سبق منها ثلاثة وهاهنا اليوم نأخذ ثلاثة أيضا منها
قول النبي أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن من غير منار الأرض يعني حدودها مثل أن يكون الإنسان له جار فيأتي الإنسان فيدخل من أرض جاره على أرضه فيوسع أرضه ويضيق أرض صاحبه أرض جاره فهذا ملعون لعنه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أن ( من اقتطع شبرا من الأرض ظلما طوقه الله به يوم القيامة من سبع أراضين ) وإذا كان هذا فيمن غير حدود الأرض يعني المراسيم فكيف بمن أخذ الأرض كلها واجتاحها والعياذ بالله فهو أولى باللعن والطرد عن رحمة الله كما يوجد أناس يعتدون على أراضي غيرهم يأخذونها بالباطل ويدعون أنها لهم وربما يأتون بشهود زور يشهدون لهم فيحكم لهم بذلك فيدخلون في اللعن ويوم القيامة يأتون بها مطوقين بها في أعناقهم نسأل الله العافية أمام عباد الله
وكذلك ومن ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم ( لعن السارق يسرق البيضة فتقطع يده ويسرق الحبل فتقطع يده ) والسارق هو الذي يأخذ المال بالخفية من حرز مثله مثل أن يأتي في الليل أو في غفلة الناس فيفتح الأبواب ويسرق هذا السارق إذا سرق نصابا وهو ربع دينار أو ما يساويه من الدراهم أو من المتاع فإنها تقطع يده يده اليمنى من مفصل الكف لقول الله تعالى (( والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاءا بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم )) ولا فرق بين أن يكون السارق شريفا أو وضيعا أو ذكرا أو أنثى لأن النبي صلى الله عليه وسلم ( أمر بقطع يد المرأة المخزومية التي كانت تستعير المتاع فتجحده فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن تقطع يدها فأهم قريشا ذلك وطلبوا من يشفع لها إلى الرسول عليه الصلاة والسلام فطلبوا من أسامة بن زيد أن يشفع برفع العقوبة عنها فاختطب النبي عليه الصلاة والسلام وقال إنما من أهلك من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الوضيع أقاموا عليه الحد وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ) فأقسم عليه الصلاة والسلام أنه لو سرقت ابنته فاطمة أشرف النساء نسبا لقطع يدها ولكن هذا الحديث الذي أشار إليه النووي رحمه الله في الرياض يقول يسرق البيضة والبيضة لا تبلغ نصاب السرقة لأن نصاب السرقة ربع دينار فيكف يقال ( يسرق البيضة فتقطع يده ويسرق الحبل فتقطع يده ) قال بعض العلماء إن المراد بالبيضة هنا بيضة الرأس التي يجعلها الإنسان عند القتال على رأسه تقيه السهام وهي مثمنة تساوي ربع دينار أو أكثر والمراد بالحبل حبل السفن الذي تربط به في المرفأ حتى لا تأخذها الأمواج وهو أيضا ذو قيمة وقال بعض العلماء المراد بالبيضة بيضة الدجاج لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أطلقها والبيضة عند الإطلاق لا يفهم منها إلا بيضة الدجاجة والحبل هو الحبل الذي يربط به الحطب وما اشبه ذلك ولكن الرسول عليه الصلاة والسلام قال تقطع يده لأنه إذا اعتاد سرقة الطفيف تجرأ على سرقة الغالي والمثمن فقطعت يده وهذا أقرب إلى الصواب أن السارق والعياذ بالله إذا سرق الشيء اليسير تجرأ فسرق الشيء الكثير فتقطع يده
الثالث قال إن النبي صلى الله عليه وسلم ( لعن من لعن والديه ) سواء كانت الأم أو الأب يقول لأبيه لعنة الله عليك أو لأمه ولكن الصحابة رضي الله عنهم ( قالوا يا رسول الله أيلعن الرجل والديه ) هذا أمر ما يمكن قال ( نعم يسب أب الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه ) يعني يتنازع اثنان فيقول أحدهما للآخر لعن الله والديك فيقول الثاني بل أنت لعن الله والديك فلما كان هو السبب في أن يلعن الآخر والديه أعطي حكم من لعن والديه مباشرة هذه ثلاثة أشياء لعنها لعنهم الرسول عليه الصلاة والسلام ولكن هل يمكن أن تأتي إلى شخص معين غير حدود الأرض تقول لعنك الله الجواب لا لا يجوز أن تلعنه وهو معين أو سمعت إنسان يلعن والديه تقول لعنك الله ما يجوز هذا حرام لكن تقول له اتق الله فإن الله لعن فإن الرسول صلى الله عليه وسلم لعن من غير منار الأرض وتقول للثاني السارق اتق الله فإن الرسول صلى الله عليه وسلم لعن السارق يسرق البيضة ويسرق الحبل وتقول للثالث اتق الله لا تلعن والديك لا تكن سببا في لعنهما فإن النبي صلى الله عليه وسلم لعن من لعن والديه أما أن تنص عليه بعينه فتقول لعنك الله أو أنت ملعون فهذا حرام ولا يجوز لأنه يفرق بين العام وبين الخاص والله الموفق