تتمة شرح قول المصنف : " وأنه قال: ( لعن الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ). وأنه لعن المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال. وجميع هذه الألفاظ في الصحيح، بعضها في صحيحي البخاري ومسلم، وبعضها في أحدهما, وإنما قصدت الاختصار بالإشارة إليها، وسأذكر معظمها في أبوابها من هذا الكتاب إن شاء الله تعالى. ". حفظ
القارئ : الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
قال رحمه الله تعالى " باب جواز لعن أصحاب المعاصي غير المعينين
ثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لعن الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد )
وأنه لعن المتشبهين من الرجال بالنسا والمتشبهات من النساء بالرجال وجميع هذه الألفاظ في الصحيح بعضها في صحيحي البخاري ومسلم وبعضها في أحدهما وإنما قصدت الاختصار بالإشارة إليهما وسأذكر معظمها في أبوابها من هذا الكتاب إن شاء الله تعالى "
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
ذكر المؤلف رحمه الله بقية الأصناف التي يجوز الدعاء لها على سبيل العموم منها لعنة قوله صلى الله عليه وسلم ( لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد )
اليهود هم أتباع موسى والنصارى هم أتباع عيسى لكن بعد أن بعث النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وعرفوه ولم يؤمنوا به كان حكمهم سواء في أنهم مغضوب عليهم لأنهم تركوا الحق مع علمهم به والعياذ بالله
وبين النبي صلى الله عليه وسلم سبب لعنه إياهم في قوله ( اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ) يعني أنهم يبنون المساجد على قبور أنبيائهم ويصلون فيها فهذا من فعله فهو ملعون على لسان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إن كان من اليهود أو من النصارى أو ممن يدعي أنه مسلم فإنه ملعون على لسان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وإذا بني المسجد على القبر ولو صلى الإنسان فيه لله عز وجل لا لصاحب القبر فإن صلاته باطلة محرمة يجب عليه إعادتها وهذا المسجد الذي بني يجب هدمه ولا تجوز الصلاة فيه
أما لو كان المسجد قائما ثم دفن به أحد من الصالحين أو من الأمراء أو من الوزراء أو من الرؤساء فإنه يجب أن ينبش القبر وأن يدفن في المكان الذي يدفن فيه الناس ولا يجوز إبقاؤه لأن المساجد لم تبن ليقبر فيها إنما بنيت للصلاة وذكر الله وقراءة القرآن
وإذا شككنا هل بني القبر هل بني المسجد أولا ودفن فيه الميت أو دفن الميت ثم بني عليه المسجد فالاحتياط أن لا يصلي فيه الإنسان وأن يبتعد عنه لئلا يعرض صلاته للخطر
فإن قال قائل ما الجواب عن هذا الحديث في قصة قبر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإنه الآن في المسجد؟
فالجواب أن يقال إن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يدفن في المسجد وإنما دفن في بيته ولم يبن عليه المسجد بل كان المسجد قائما من أول ولكنهم احتاجوا لزيادته فزادوه من هذا الجانب أي من الجانب الذي عن يسار مستقبل القبلة وكأنه واالله أعلم في ذلك الوقت لم يتيسر لهم مكان سوى هذا فوسعوا من قبله فبقي القبر في مقصورة في البيت منفصلا عن المسجد بينه وبينه جدار ثم بعد أن شاء الله عز وجل أن يسلط رجلين يريدان أن يستخرجا بدن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليحرقاه أو يجعلاه في متحف أو ما ندري وذلك أن أحد الخلفاء جاءه آت في الليل وقال له أدرك أدرك النبي صلى الله عليه وسلم من الرجلين الأصغرين أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرجلين الأصغرين يعني في عيونهم زغرة فجاءه مرة ومرتين وثلاثا ففزع الخليفة ثم ارتحل من بلده إلى المدينة فزعا مسرعا فلما وصل المدينة أمر أن تصنع وليمة وليمة عظيمة طعام وقال لواليها على المدينة ادع لي جميع أهل المدينة فدعاهم وهذا الخليفة ينظر في الحاضرين فلم يجد الوصف الذي ذكر له في المنام ثم أمر أن يدعوا مرة ثانية وثالثة ولم ير الرجلين فقال لواليه على المدينة لماذا لم تدع أهل المدينة قال كلهم دعوتهم لم يبق إلا رجلان غريبان في المسجد منذ جاءا وهما معتكفان في المسجد فقال هاتهما فجاء بهما فجيء بهما فإذا هما على الوصف الذي قيل له في المنام فأمر أن يبحث عن عملهما فإذا هما في الليل ينقبان خندقا من أسفل الأرض وإذا هما قريبان من القبر فأمر بقتلهما ثم أمر أن يحفر القبر على جوانبه إلى أن وصل إلى الجبل ثم صبه بالرصاص وبنى عليه ثلاثة جدران فأصبح القبر منفردا تماما عن المسجد ليس في المسجد ولم يبن عليه المسجد فهذا هو الجواب عما يشبه به أهل الشرك وأهل القبور من قبر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم
أما الصنف الأخير فقال المؤلف رحمه الله ولعن النبي صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال والتشبه يكون بالأقوال والأفعال والهيئات واللباس فتجد الرجل يتشبه بالمرأة في صوتها يحكي صوت المرأة ويتكلم وكأنه امرأة هذا ملعون على لسان النبي صلى الله عليه وسلم
يتشبه بالمرأة في لباسه يلبس الثياب الذي لا يلبسه إلا النساء ومن ذلك أن يضع الباروكة على رأسه كأنه امرأة
ومن ذلك أيضا أن يلبس اللباس الخاص بالنساء في الساعات لأن النساء لهن ساعات خاصة وللرجال ساعات خاصة فيلبس الرجل ساعة المرأة
وأما الهيئة فأن يتمكيج ويتورس وإذا قام يمشي كأنه امرأة هذا أيضا ملعون على لسان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فالمهم أن تشبه الرجل بالمرأة من كبائر الذنوب وتشبه المرأة بالرجل كذلك من كبائر الذنوب بأن تتشبه به في القول بالكلام تتكلم كما يتكلم الرجال في ضخامة الصوت ونبراته أو تجعل رأسها في رأس الرجل تقصه حتى يرتفع عن الكتفين أو كذلك تلبس من الساعات والثياب لباس الرجل فكل هذا من كبائر الذنوب والمرأة إذا فعلت ذلك فإنها ملعونة على لسان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم
ولكن هل إذا رأينا رجلا معينا متشبها بامرأة هل نقول لعنك الله لا ما نقول لعنك الله نعظه ونقول إن النبي صلى الله عليه وسلم لعن المتشبهين من الرجال بالنساء وكذلك المرأة لأن لعن المعين لا يجوز حتى لو كان كافرا فكيف إذا كان فاسقا فإنه لا يجوز لعنه لكن تقول من تشبه من الرجال بالنساء فهو ملعون ومن تشبه من النساء بالرجال فهي ملعونة هكذا على سبيل العموم والله الموفق
قال رحمه الله تعالى " باب جواز لعن أصحاب المعاصي غير المعينين
ثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لعن الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد )
وأنه لعن المتشبهين من الرجال بالنسا والمتشبهات من النساء بالرجال وجميع هذه الألفاظ في الصحيح بعضها في صحيحي البخاري ومسلم وبعضها في أحدهما وإنما قصدت الاختصار بالإشارة إليهما وسأذكر معظمها في أبوابها من هذا الكتاب إن شاء الله تعالى "
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
ذكر المؤلف رحمه الله بقية الأصناف التي يجوز الدعاء لها على سبيل العموم منها لعنة قوله صلى الله عليه وسلم ( لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد )
اليهود هم أتباع موسى والنصارى هم أتباع عيسى لكن بعد أن بعث النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وعرفوه ولم يؤمنوا به كان حكمهم سواء في أنهم مغضوب عليهم لأنهم تركوا الحق مع علمهم به والعياذ بالله
وبين النبي صلى الله عليه وسلم سبب لعنه إياهم في قوله ( اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ) يعني أنهم يبنون المساجد على قبور أنبيائهم ويصلون فيها فهذا من فعله فهو ملعون على لسان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إن كان من اليهود أو من النصارى أو ممن يدعي أنه مسلم فإنه ملعون على لسان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وإذا بني المسجد على القبر ولو صلى الإنسان فيه لله عز وجل لا لصاحب القبر فإن صلاته باطلة محرمة يجب عليه إعادتها وهذا المسجد الذي بني يجب هدمه ولا تجوز الصلاة فيه
أما لو كان المسجد قائما ثم دفن به أحد من الصالحين أو من الأمراء أو من الوزراء أو من الرؤساء فإنه يجب أن ينبش القبر وأن يدفن في المكان الذي يدفن فيه الناس ولا يجوز إبقاؤه لأن المساجد لم تبن ليقبر فيها إنما بنيت للصلاة وذكر الله وقراءة القرآن
وإذا شككنا هل بني القبر هل بني المسجد أولا ودفن فيه الميت أو دفن الميت ثم بني عليه المسجد فالاحتياط أن لا يصلي فيه الإنسان وأن يبتعد عنه لئلا يعرض صلاته للخطر
فإن قال قائل ما الجواب عن هذا الحديث في قصة قبر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإنه الآن في المسجد؟
فالجواب أن يقال إن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يدفن في المسجد وإنما دفن في بيته ولم يبن عليه المسجد بل كان المسجد قائما من أول ولكنهم احتاجوا لزيادته فزادوه من هذا الجانب أي من الجانب الذي عن يسار مستقبل القبلة وكأنه واالله أعلم في ذلك الوقت لم يتيسر لهم مكان سوى هذا فوسعوا من قبله فبقي القبر في مقصورة في البيت منفصلا عن المسجد بينه وبينه جدار ثم بعد أن شاء الله عز وجل أن يسلط رجلين يريدان أن يستخرجا بدن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليحرقاه أو يجعلاه في متحف أو ما ندري وذلك أن أحد الخلفاء جاءه آت في الليل وقال له أدرك أدرك النبي صلى الله عليه وسلم من الرجلين الأصغرين أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرجلين الأصغرين يعني في عيونهم زغرة فجاءه مرة ومرتين وثلاثا ففزع الخليفة ثم ارتحل من بلده إلى المدينة فزعا مسرعا فلما وصل المدينة أمر أن تصنع وليمة وليمة عظيمة طعام وقال لواليها على المدينة ادع لي جميع أهل المدينة فدعاهم وهذا الخليفة ينظر في الحاضرين فلم يجد الوصف الذي ذكر له في المنام ثم أمر أن يدعوا مرة ثانية وثالثة ولم ير الرجلين فقال لواليه على المدينة لماذا لم تدع أهل المدينة قال كلهم دعوتهم لم يبق إلا رجلان غريبان في المسجد منذ جاءا وهما معتكفان في المسجد فقال هاتهما فجاء بهما فجيء بهما فإذا هما على الوصف الذي قيل له في المنام فأمر أن يبحث عن عملهما فإذا هما في الليل ينقبان خندقا من أسفل الأرض وإذا هما قريبان من القبر فأمر بقتلهما ثم أمر أن يحفر القبر على جوانبه إلى أن وصل إلى الجبل ثم صبه بالرصاص وبنى عليه ثلاثة جدران فأصبح القبر منفردا تماما عن المسجد ليس في المسجد ولم يبن عليه المسجد فهذا هو الجواب عما يشبه به أهل الشرك وأهل القبور من قبر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم
أما الصنف الأخير فقال المؤلف رحمه الله ولعن النبي صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال والتشبه يكون بالأقوال والأفعال والهيئات واللباس فتجد الرجل يتشبه بالمرأة في صوتها يحكي صوت المرأة ويتكلم وكأنه امرأة هذا ملعون على لسان النبي صلى الله عليه وسلم
يتشبه بالمرأة في لباسه يلبس الثياب الذي لا يلبسه إلا النساء ومن ذلك أن يضع الباروكة على رأسه كأنه امرأة
ومن ذلك أيضا أن يلبس اللباس الخاص بالنساء في الساعات لأن النساء لهن ساعات خاصة وللرجال ساعات خاصة فيلبس الرجل ساعة المرأة
وأما الهيئة فأن يتمكيج ويتورس وإذا قام يمشي كأنه امرأة هذا أيضا ملعون على لسان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فالمهم أن تشبه الرجل بالمرأة من كبائر الذنوب وتشبه المرأة بالرجل كذلك من كبائر الذنوب بأن تتشبه به في القول بالكلام تتكلم كما يتكلم الرجال في ضخامة الصوت ونبراته أو تجعل رأسها في رأس الرجل تقصه حتى يرتفع عن الكتفين أو كذلك تلبس من الساعات والثياب لباس الرجل فكل هذا من كبائر الذنوب والمرأة إذا فعلت ذلك فإنها ملعونة على لسان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم
ولكن هل إذا رأينا رجلا معينا متشبها بامرأة هل نقول لعنك الله لا ما نقول لعنك الله نعظه ونقول إن النبي صلى الله عليه وسلم لعن المتشبهين من الرجال بالنساء وكذلك المرأة لأن لعن المعين لا يجوز حتى لو كان كافرا فكيف إذا كان فاسقا فإنه لا يجوز لعنه لكن تقول من تشبه من الرجال بالنساء فهو ملعون ومن تشبه من النساء بالرجال فهي ملعونة هكذا على سبيل العموم والله الموفق