شرح حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من قذف مملوكه بالزنى يقام عليه الحد يوم القيامة، إلا أن يكون كما قال. متفق عليه. حفظ
القارئ : الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
نقل المؤلف رحمه الله تعالى في سياق الأحاديث في " باب تحريم سب المسلم بغير حق عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( من قذف مملوكه بالزنا يقام عليه الحد يوم القيامة إلا أن يكون كما قال متفق عليه ) "
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال المؤلف النووي رحمه الله في كتابه رياض الصالحين في باب تحريم سباب المسلم بغير حق ساق أحاديث وقبلها آية الحديث الأخير عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال ( من قذف مملوكه بالزنا أقيم عليه الحد يوم القيامة إلا أن يكون كما قال ) المملوك هو العبد يملكه الإنسان والمملوك كالسلعة يباع ويشترى ويوهب ويرهن ويوقف إلا أن أحكام الله عز وجل هو والحر على حد سواء في غير الأمور المالية والسيد مالك للرقيق لعينه يعني رقبته ولمنافعه فإذا قذف عبده بأن قال للعبد يا زاني أو يا لوطي أو ما أشبه ذلك من كلمات القذف فإنه لن يحد في الدنيا لأنه سيد والعبد مملوك لكن يقام عليه في دار عذابها أشد والعياذ بالله وهي الدار الآخرة يقام عليه الحد يوم القيامة
وعلى هذا فيكون قذف المملوك من كبائر الذنوب لأنه رتب عليه عقوبة في الآخرة تأخر وكل شيء رتب عليه عقوبة في الآخرة فإنه يكون من كبائر الذنوب كما قال أهل العلم رحمهم الله في حد الكبيرة
وأما لو زنى المملوك حقيقة وقذفه سيده بذلك فإنه لا حد عليه لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( إلا أن يكون كذلك يعني كما قال ) إلا أن يكون كما قال ولكن متى يكون كما قال يكون بأن يشهد عليه أربعة أربعة رجال عدول بأنه زنى ويصرحون بذكر حقيقة الوطي أو يقر هو بنفسه على نفسه فحينئذ يرتفع الحد عن السيد
واعلم أن الرقيق إذا زنى فإنه عليه نصف حد الحر كما قال الله تبارك وتعالى (( فإذا أحصن فإن أتين بفاحشة )) يعني الإماء (( فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب )) والذي يتنصب من عذاب المحصنات هو الجلد فيكون على الرقيق إذا زنى خمسون جلدة فقط قال العلماء ويسقط عنه التغريب لأن الزاني الحر إذا زنا وهو محصن فإنه يجلد مئة جلدة ويطرد عن البلد عاما كاملا أما الرقيق فإنه يجلد خمسين جلدة ولا يغرب لأن التغريب إضرار بسده فيكون هذا من باب تحميل الإنسان ما لم يحتمله وللسيد أن يقيم على عبده الحد إذا زنى لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( إذا زنت أمة أحدكم فليجلدها ) فأمر السيد أن يجلده أما الحر فإنه لا يتولى جلده إلا الإمام أو نائبه حتى لو كان ابنك وزنى وهو بالغ عاقل فإنه لا يتولى إقامة الحد عليه فإنه لا يتولى إقامة الحد عليه إلا الإمام أو نائبه وكذلك لو زنى أخوك الذي هو صغير بعد بلوغه وهو عاقل فإنه لا يقيمه إلا الإمام أو نائبه أما السيد أما السيد فيقيمه على عبده خاصة في الجلد وأما لو سرق العبد فالسرقة فيها قطع يد ولا يتولى قطع اليد إلا الإمام أو نائبه فلهذا قال العلماء إن السيد لا يقيم الحد على عبده إلا إذا كان الحد جلدا والله أعلم
نقل المؤلف رحمه الله تعالى في سياق الأحاديث في " باب تحريم سب المسلم بغير حق عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( من قذف مملوكه بالزنا يقام عليه الحد يوم القيامة إلا أن يكون كما قال متفق عليه ) "
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال المؤلف النووي رحمه الله في كتابه رياض الصالحين في باب تحريم سباب المسلم بغير حق ساق أحاديث وقبلها آية الحديث الأخير عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال ( من قذف مملوكه بالزنا أقيم عليه الحد يوم القيامة إلا أن يكون كما قال ) المملوك هو العبد يملكه الإنسان والمملوك كالسلعة يباع ويشترى ويوهب ويرهن ويوقف إلا أن أحكام الله عز وجل هو والحر على حد سواء في غير الأمور المالية والسيد مالك للرقيق لعينه يعني رقبته ولمنافعه فإذا قذف عبده بأن قال للعبد يا زاني أو يا لوطي أو ما أشبه ذلك من كلمات القذف فإنه لن يحد في الدنيا لأنه سيد والعبد مملوك لكن يقام عليه في دار عذابها أشد والعياذ بالله وهي الدار الآخرة يقام عليه الحد يوم القيامة
وعلى هذا فيكون قذف المملوك من كبائر الذنوب لأنه رتب عليه عقوبة في الآخرة تأخر وكل شيء رتب عليه عقوبة في الآخرة فإنه يكون من كبائر الذنوب كما قال أهل العلم رحمهم الله في حد الكبيرة
وأما لو زنى المملوك حقيقة وقذفه سيده بذلك فإنه لا حد عليه لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( إلا أن يكون كذلك يعني كما قال ) إلا أن يكون كما قال ولكن متى يكون كما قال يكون بأن يشهد عليه أربعة أربعة رجال عدول بأنه زنى ويصرحون بذكر حقيقة الوطي أو يقر هو بنفسه على نفسه فحينئذ يرتفع الحد عن السيد
واعلم أن الرقيق إذا زنى فإنه عليه نصف حد الحر كما قال الله تبارك وتعالى (( فإذا أحصن فإن أتين بفاحشة )) يعني الإماء (( فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب )) والذي يتنصب من عذاب المحصنات هو الجلد فيكون على الرقيق إذا زنى خمسون جلدة فقط قال العلماء ويسقط عنه التغريب لأن الزاني الحر إذا زنا وهو محصن فإنه يجلد مئة جلدة ويطرد عن البلد عاما كاملا أما الرقيق فإنه يجلد خمسين جلدة ولا يغرب لأن التغريب إضرار بسده فيكون هذا من باب تحميل الإنسان ما لم يحتمله وللسيد أن يقيم على عبده الحد إذا زنى لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( إذا زنت أمة أحدكم فليجلدها ) فأمر السيد أن يجلده أما الحر فإنه لا يتولى جلده إلا الإمام أو نائبه حتى لو كان ابنك وزنى وهو بالغ عاقل فإنه لا يتولى إقامة الحد عليه فإنه لا يتولى إقامة الحد عليه إلا الإمام أو نائبه وكذلك لو زنى أخوك الذي هو صغير بعد بلوغه وهو عاقل فإنه لا يقيمه إلا الإمام أو نائبه أما السيد أما السيد فيقيمه على عبده خاصة في الجلد وأما لو سرق العبد فالسرقة فيها قطع يد ولا يتولى قطع اليد إلا الإمام أو نائبه فلهذا قال العلماء إن السيد لا يقيم الحد على عبده إلا إذا كان الحد جلدا والله أعلم