باب تحريم سب الأموات بغير حق ومصلحة شرعية. عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا تسبوا الأموات؛ فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا ). رواه البخاري. حفظ
القارئ : الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
قال رحمه الله تعالى " باب تحريم سب الأموات بغير حق ومصلحة شرعية عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا ) رواه البخاري ) "
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال المؤلف رحمه الله في كتابه رياض الصالحين باب تحريم سب الأموات بغير حق أو مصلحة شرعية الأموات يعني الأموات من المسلمين أما الكافر فلا حرمة له إلا إذا كان في سبه إيذاء للأحياء من أقاربه فلا يسب وأما إذا لم يكن هناك ضرر فإنه لا حرمة له وهذا هو معنى قوله قول المؤلف رحمه الله بغير حق لأن لنا الحق أن نسب الأموات الكافرين الذين آذوا المسلمين وقاتلوهم ويحاولون أن يفسدوا عليهم دينهم أو لمصلحة شرعية مثل أن يكون هذا الميت صاحب بدعة قد نشرها بين الناس فهنا من المصلحة أن نسبه ونحذر منه ومن طريقته لئلا يغتر الناس به
ثم استدل لذلك بحديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال ( لا تسبوا الأموات ) والأصل في النهي التحريم فلا يسبوا الأموات ثم علل قال ( فإنهم أفضوا إلى ما قدموا ) وسبكم إياهم لا يغني شيئا لأنهم أفضوا إلى ما قدموا حين انتقلوا إلى دار الجزاء من دار العمل فكل من مات فإنه أفضى إلى ما قدم والتحق بدار الجزاء وقامت قيامته وانقطع عمله ولم يبق له حظ من العمل إطلاقا إلا ما دلت السنة عليه مثل قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له )
وفي هذا دليل على أنه ينبغي للإنسان أن يحفظ لسانه عما لا فائدة منه فإن هذا طريق أهل التقى فإن عباد الرحمن إذا مروا باللغو مروا كراما وأما الزور فلا يشهدونه إطلاقا ولا يتكلمون إلا بحق والله الموفق