باب النهي عن التباغض والتقاطع والتدابر: قال الله تعالى: (( إنما المؤمنون إخوة )). وقال تعالى: (( أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين )) وقال تعالى: (( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم )). حفظ
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
قال رحمه الله تعالى " باب النهي عن التباغض والتقاطع والتدابر قال الله تعالى (( إنما المؤمنون إخوة )) وقال تعالى (( أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين )) وقال تعالى (( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم )) "
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين " باب النهي عن التباغض والتقاطع والتدابر "
التباغض بالقلوب والتقاطع بالأفعال والأقوال أيضا والتدابر بالأفعال أيضا أما التباغض في القلوب فأن يبغض الإنسان أخاه المؤمن وهذا أعني بغض المؤمن حرام لأي شيء تبغضه قد يقول أبغضه لأنه يعصي الله عز وجل فنقول وإذا عصى الله لا تبغضه بغضا مطلقا الذي يبغض بغضا مطلقا على كل حال هو الكافر لأنه ما فيه خير أما المؤمن فإنه وإن عصى وإن أصر على معصية يجب أن تحبه على ما معه من الإيمان وأن تكرهه على ما معه من الفسق والعصيان فإن قال إنسان كيف يجتمع البغض والحب قلنا يجتمعان لأن كل واحد منهما منصب على وجه لم يتفقا في محل واحد أحبه لإيمانه وأكرهه لفسوقه نظير ذلك المريض يعطى دواء مرا رائحته كريهة فيحب هذا الدواء من وجه ويكرهه من وجه يحبه لما فيه من الشفاء ويكرهه لطعمه أو رائحته أو ما أشبه ذلك كذلك المؤمن أخوك أنت وإياه في أصل واحد وهو الإيمان لماذا تبغضه بغضا مطلقا أبغضه أبغضه على معه من المعصية لا بأس أحبه على ما معه من الإيمان وهذا يؤدي أعني إذا أحببته لما معه من الإيمان وكرهته لما معه من الفسق هذا يؤدي إلى أن تنصحه لأنك تعتقد أنه أخوك فتحبه وتود له ما تود لنفسك فتنصحه على ما تكرهه فيه من المعصية
ومن ذلك السلام عليه سلم عليه ولو كان عنده معصية إلا إذا علمت أنك إذا تركت السلام عليه اهتدى وصلحت أموره فهنا يكون الهجر دواءا نافعا
وأما التقاطع فهو تقاطع الصلة بينك وبين أخيك أخوك المؤمن له حق عليك أن تصله ولا يحل لك أن تقطعه لأنه أخوك حتى وإن كان عاصيا ولذلك تجد الإنسان يكرم جاره ولو كان جاره عاصيا يكرمه لأن من لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره ) أكرم ولو كان عاصيا ولكن انصحه كذلك بعض الناس يقاطع أقاربه لأنهم قطعوه أو لأنهم على معصية وهذا خطأ صل أقاربك وإن كانوا عصاة صلهم وإن كانوا يقطعونك كما ( جاء رجل إلى الرسول عليه الصلاة والسلام قال يا رسول الله إن لي رحما أصلهم ويقطعونني وأحسن إليهم ويسيئون إلي وأحلم عليهم وقال كلمة أخرى فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن كان الأمر كما قلت فكأنما تسفهم المل ) يعني كأنما تدخل في قلوبهم الرماد أو التراب الحار يعني تستمر على صلتهم ولو كانوا يقطعونك ولو كانوا يسيئون إليك ولو كانوا يعتدون عليك صلهم لأن من لا يصل إلا إذا وصل فليس بواصل بل هو مكافيء
التدابر أيضا التدابر لا يحل بين المؤمنين لكن هل هو التدابر في القلوب أو التدابر في الأبدان أو هذا وهذا هذا وهذا لا تدابروا في القلوب حتى ولو وجدت في أخيك أنه أدبر عنك بقلبه فاقرب منه وأقبل عليه (( ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم )) لو طبقنا هذه التوجيهات الإلهية والنبوية لحصل لنا خير كثير لكن الشيطان يلعب علينا يقول كيف تصله وهو يقطعك كيف تقبل عليه وهو يدبر عنك اتركه هذا ما فيه خير هذا من وحي الشيطان أما الله عز وجل والنبي عليه الصلاة والسلام فإن نصوص الكتاب والسنة كلها تحرم التدابر كذلك التدابر في الأبدان بعض الناس لا يهمه أن يصعر وجهه للناس وأن يعرض ربما يكون من كبريائه والعياذ بالله أنه يهارج يتكلم معك ووجهه للجانب الآخر نسأل الله العافية هذا لا يحل بعض الناس أيضا كالبهائم تجدهم جلوس في مكان واحد كل واحد ... للثاني دبره وظهره ما هذا هذا ليس أدبا لا أدبا شرعيا ولا أدبا عربيا ولا خلقا تجلسون معا كل واحد مدابر الثاني
إن الله وصف اهل الجنة بأنهم على سرر ايش؟ متقابلين التقابل صفة حميدة طيبة والتدابر صفة ذميمة خبيثة لكن بعض الناس همج ليس عندهم تربية إسلامية وتجدهم في المجالس متدابرين هذا غلط خطأ ومما يشبه هذا الفعل ما يفعله بعض الناس الآن إذا سلم من الصلاة وهو في الصف تقدم خلى الناس وراءه استقبلهم بدبره وفي ظنه أنه يتخيل في تلك اللحظة أنه ذو عظمة وأن الناس وراه لأني ما أظن أحدا يتقدم هذا التقدم إلا ويشعر وإن كان من غير قصد بالعظمة ولذلك ربما تجد بعضهم انتفخ يعمل كده بيديه ولقد رأيتموني أنهى عنه إذا وجدت إنسان تقدم أقول ارجع لأن هذا يشبه التدابر يشبه التدابر فإذا قال والله ضاق علي المكان وركبي توجعني ولا أستطيع أن أبقى مفترشا قلنا الأمر واسع والحمد لله قم تقدم وكن على الجدار وافعل ما شئت أو تأخر أما أن تتقدم على الناس تكون بين أيديهم والناس وراءك فهذا لا ينبغي هذه ثلاثة أشيا التباغض والثاني التقاطع والثالث التدابر كل هذا منهي عنه وأما الكلام على الآيات فسيأتي إن شاء الله تعالى في الدرس المقبل والله أعلم نعم
السائل : ... هل هذا دليل على ...
الشيخ : لا
السائل : ...
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
قال رحمه الله تعالى " باب النهي عن التباغض والتقاطع والتدابر قال الله تعالى (( إنما المؤمنون إخوة )) وقال تعالى (( أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين )) وقال تعالى (( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم )) "
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين " باب النهي عن التباغض والتقاطع والتدابر "
التباغض بالقلوب والتقاطع بالأفعال والأقوال أيضا والتدابر بالأفعال أيضا أما التباغض في القلوب فأن يبغض الإنسان أخاه المؤمن وهذا أعني بغض المؤمن حرام لأي شيء تبغضه قد يقول أبغضه لأنه يعصي الله عز وجل فنقول وإذا عصى الله لا تبغضه بغضا مطلقا الذي يبغض بغضا مطلقا على كل حال هو الكافر لأنه ما فيه خير أما المؤمن فإنه وإن عصى وإن أصر على معصية يجب أن تحبه على ما معه من الإيمان وأن تكرهه على ما معه من الفسق والعصيان فإن قال إنسان كيف يجتمع البغض والحب قلنا يجتمعان لأن كل واحد منهما منصب على وجه لم يتفقا في محل واحد أحبه لإيمانه وأكرهه لفسوقه نظير ذلك المريض يعطى دواء مرا رائحته كريهة فيحب هذا الدواء من وجه ويكرهه من وجه يحبه لما فيه من الشفاء ويكرهه لطعمه أو رائحته أو ما أشبه ذلك كذلك المؤمن أخوك أنت وإياه في أصل واحد وهو الإيمان لماذا تبغضه بغضا مطلقا أبغضه أبغضه على معه من المعصية لا بأس أحبه على ما معه من الإيمان وهذا يؤدي أعني إذا أحببته لما معه من الإيمان وكرهته لما معه من الفسق هذا يؤدي إلى أن تنصحه لأنك تعتقد أنه أخوك فتحبه وتود له ما تود لنفسك فتنصحه على ما تكرهه فيه من المعصية
ومن ذلك السلام عليه سلم عليه ولو كان عنده معصية إلا إذا علمت أنك إذا تركت السلام عليه اهتدى وصلحت أموره فهنا يكون الهجر دواءا نافعا
وأما التقاطع فهو تقاطع الصلة بينك وبين أخيك أخوك المؤمن له حق عليك أن تصله ولا يحل لك أن تقطعه لأنه أخوك حتى وإن كان عاصيا ولذلك تجد الإنسان يكرم جاره ولو كان جاره عاصيا يكرمه لأن من لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره ) أكرم ولو كان عاصيا ولكن انصحه كذلك بعض الناس يقاطع أقاربه لأنهم قطعوه أو لأنهم على معصية وهذا خطأ صل أقاربك وإن كانوا عصاة صلهم وإن كانوا يقطعونك كما ( جاء رجل إلى الرسول عليه الصلاة والسلام قال يا رسول الله إن لي رحما أصلهم ويقطعونني وأحسن إليهم ويسيئون إلي وأحلم عليهم وقال كلمة أخرى فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن كان الأمر كما قلت فكأنما تسفهم المل ) يعني كأنما تدخل في قلوبهم الرماد أو التراب الحار يعني تستمر على صلتهم ولو كانوا يقطعونك ولو كانوا يسيئون إليك ولو كانوا يعتدون عليك صلهم لأن من لا يصل إلا إذا وصل فليس بواصل بل هو مكافيء
التدابر أيضا التدابر لا يحل بين المؤمنين لكن هل هو التدابر في القلوب أو التدابر في الأبدان أو هذا وهذا هذا وهذا لا تدابروا في القلوب حتى ولو وجدت في أخيك أنه أدبر عنك بقلبه فاقرب منه وأقبل عليه (( ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم )) لو طبقنا هذه التوجيهات الإلهية والنبوية لحصل لنا خير كثير لكن الشيطان يلعب علينا يقول كيف تصله وهو يقطعك كيف تقبل عليه وهو يدبر عنك اتركه هذا ما فيه خير هذا من وحي الشيطان أما الله عز وجل والنبي عليه الصلاة والسلام فإن نصوص الكتاب والسنة كلها تحرم التدابر كذلك التدابر في الأبدان بعض الناس لا يهمه أن يصعر وجهه للناس وأن يعرض ربما يكون من كبريائه والعياذ بالله أنه يهارج يتكلم معك ووجهه للجانب الآخر نسأل الله العافية هذا لا يحل بعض الناس أيضا كالبهائم تجدهم جلوس في مكان واحد كل واحد ... للثاني دبره وظهره ما هذا هذا ليس أدبا لا أدبا شرعيا ولا أدبا عربيا ولا خلقا تجلسون معا كل واحد مدابر الثاني
إن الله وصف اهل الجنة بأنهم على سرر ايش؟ متقابلين التقابل صفة حميدة طيبة والتدابر صفة ذميمة خبيثة لكن بعض الناس همج ليس عندهم تربية إسلامية وتجدهم في المجالس متدابرين هذا غلط خطأ ومما يشبه هذا الفعل ما يفعله بعض الناس الآن إذا سلم من الصلاة وهو في الصف تقدم خلى الناس وراءه استقبلهم بدبره وفي ظنه أنه يتخيل في تلك اللحظة أنه ذو عظمة وأن الناس وراه لأني ما أظن أحدا يتقدم هذا التقدم إلا ويشعر وإن كان من غير قصد بالعظمة ولذلك ربما تجد بعضهم انتفخ يعمل كده بيديه ولقد رأيتموني أنهى عنه إذا وجدت إنسان تقدم أقول ارجع لأن هذا يشبه التدابر يشبه التدابر فإذا قال والله ضاق علي المكان وركبي توجعني ولا أستطيع أن أبقى مفترشا قلنا الأمر واسع والحمد لله قم تقدم وكن على الجدار وافعل ما شئت أو تأخر أما أن تتقدم على الناس تكون بين أيديهم والناس وراءك فهذا لا ينبغي هذه ثلاثة أشيا التباغض والثاني التقاطع والثالث التدابر كل هذا منهي عنه وأما الكلام على الآيات فسيأتي إن شاء الله تعالى في الدرس المقبل والله أعلم نعم
السائل : ... هل هذا دليل على ...
الشيخ : لا
السائل : ...