تتمة باب النهي عن التباغض والتقاطع والتدابر: قال الله تعالى: (( إنما المؤمنون إخوة )). وقال تعالى: (( أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين )) وقال تعالى: (( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم )). حفظ
القارئ : قال المؤلف رحمه الله تعالى " باب النهي عن التباغض والتقاطع والتدابر قال الله تعالى (( إنما المؤمنون إخوة )) وقال تعالى (( أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين )) وقال تعالى (( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم )) "
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال المؤلف رحمه الله في كتابه رياض الصالحين " باب النهي عن التباغض والتقاطع والتدابر " وسبق معنى هذا
ثم استدل المؤلف رحمه الله لذلك بقول الله تعالى (( إنما المؤمنون إخوة )) وهذه الآية في سياق ذكر الطائفتين تقتلان فيصلح بينهما طائفة أخرى فقال الله عز وجل (( إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم )) وسياق الآيات يقول الله عز وجل (( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما )) يعني لو اقتتلت طائفتان من المسلمين قبائل تقاتلت فيما بينها (( فأصلحوا بينهما )) والخطاب لمن له الأمر من المؤمنين الذين لم يقاتلوا (( فإن بغت إحداهما على الأخرى )) وأبت أن تصالح (( فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله )) يعني كونوا مع الطائفة العادلة التي ليست باغية قاتلوا الباغية (( حتى تفيء إلى أمر الله )) أي حتى ترجع إليه (( فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل )) أي فيما جرى بينهم من إتلاف أنفس أو أموال أو غير ذلك (( فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين )) فيقال مثلا كم قتلتم من نفس لطائفة منهما وللأخرى كذلك ثم يعادل بينهما ويصلح بينهما كم أتلفتم من مال فينظر ويعادل بينهما ويصلح بينهما ثم قال عز وجل (( فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين )) أي الذين يعدلون فيما ولاهم الله عليه (( إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم )) المؤمنون كلهم إخوة حتى الطائفتان المقتتلتان هم إخوة للذين أصلحوا بينهما
وفي هذه الآية رد صريح لقول الخوارج وفي الآية هذه رد صريح لقول الخوارج الذين يقولون إن الإنسان إذا فعل الكبيرة صار كافرا فإنه من أكبر الكبائر أن يقتتل المسلمون بينهم ومع ذلك قال الله فيهم في المقتتلين وفي التي أصلحت بينهما (( إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم )) فإذا كان الله تعالى أوجب الإصلاح بين المتقاتلين فكذلك أيضا بين المتعادين عداء دون القتل يجب على الإنسان إذا علم أن بين اثنين عداوة وبغضاء وشحناء وتباعد أن يحاول الإصلاح بينهما وفي هذا الحال يجوز أن يكذب للمصلحة فيقول مثلا لأحدهم إن فلانا لم يفعل شيئا يضرك وما اشبه ذلك ويتأول شيئا آخر غير الذي أظهره لهذا الرجل حتى يجري الصلح بينهما (( والصلح خير ))
أما الآية الثانية فهي قوله تعالى (( يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين )) يعني أنكم لو ارتددتم عن دينكم فإن ذلك لا يضر الله شيئا يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه لقيامهم بعبادته واتباع رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأن من أقوى أسباب محبة الله للعبد أن يتبع الرسول كما قال تعالى (( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم )) فأنت إذا أحببت أن الله يحبك فاتبع الرسول الطريق بين واضح يقول الله عز وجل (( فسوف يأت الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين )) وهذا وصف المؤمن حقا أنه بالنسبة لإخوانه المسلمين ذليل متواضع متهاون متسامح أما على الكافرين فهم أعزة أعزة على الكافرين يعني أنهم أقوياء أمام الكافر لا يلينون له ولا يداهنونه ولا يحبونه ولا يوادونه لأن كل هذا بالنسبة للكافر حرام على المؤمن لا يجوز للمؤمن أن يواد الكافر ولا يجوز له أن يذل له لأن الله تعالى جعل له دينا يعلو على الأديان كلها بل يجب علينا أن نبغض الكفار وأن نعتبرهم أعداء لنا وأن نعلم أنهم لن يفعلوا بنا شيئا هو في مصلحتنا إلا لينالوا ما هو أشد مما نتوقع من الإضرار بنا لأنهم أعداء والعدو ماذا يريد أن يفعل بك يريد أن يفعل بك كل سوء وإن تظاهر بأنه صديق أو بأنه ولي لك فهو كاذب إنما يسعى لمصلحته لأنه لا أحد أصدق من الله عز وجل وهو يعلم ما في الصدور يقول عز وجل (( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء )) ويقول جل وعلا (( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ))
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال المؤلف رحمه الله في كتابه رياض الصالحين " باب النهي عن التباغض والتقاطع والتدابر " وسبق معنى هذا
ثم استدل المؤلف رحمه الله لذلك بقول الله تعالى (( إنما المؤمنون إخوة )) وهذه الآية في سياق ذكر الطائفتين تقتلان فيصلح بينهما طائفة أخرى فقال الله عز وجل (( إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم )) وسياق الآيات يقول الله عز وجل (( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما )) يعني لو اقتتلت طائفتان من المسلمين قبائل تقاتلت فيما بينها (( فأصلحوا بينهما )) والخطاب لمن له الأمر من المؤمنين الذين لم يقاتلوا (( فإن بغت إحداهما على الأخرى )) وأبت أن تصالح (( فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله )) يعني كونوا مع الطائفة العادلة التي ليست باغية قاتلوا الباغية (( حتى تفيء إلى أمر الله )) أي حتى ترجع إليه (( فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل )) أي فيما جرى بينهم من إتلاف أنفس أو أموال أو غير ذلك (( فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين )) فيقال مثلا كم قتلتم من نفس لطائفة منهما وللأخرى كذلك ثم يعادل بينهما ويصلح بينهما كم أتلفتم من مال فينظر ويعادل بينهما ويصلح بينهما ثم قال عز وجل (( فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين )) أي الذين يعدلون فيما ولاهم الله عليه (( إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم )) المؤمنون كلهم إخوة حتى الطائفتان المقتتلتان هم إخوة للذين أصلحوا بينهما
وفي هذه الآية رد صريح لقول الخوارج وفي الآية هذه رد صريح لقول الخوارج الذين يقولون إن الإنسان إذا فعل الكبيرة صار كافرا فإنه من أكبر الكبائر أن يقتتل المسلمون بينهم ومع ذلك قال الله فيهم في المقتتلين وفي التي أصلحت بينهما (( إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم )) فإذا كان الله تعالى أوجب الإصلاح بين المتقاتلين فكذلك أيضا بين المتعادين عداء دون القتل يجب على الإنسان إذا علم أن بين اثنين عداوة وبغضاء وشحناء وتباعد أن يحاول الإصلاح بينهما وفي هذا الحال يجوز أن يكذب للمصلحة فيقول مثلا لأحدهم إن فلانا لم يفعل شيئا يضرك وما اشبه ذلك ويتأول شيئا آخر غير الذي أظهره لهذا الرجل حتى يجري الصلح بينهما (( والصلح خير ))
أما الآية الثانية فهي قوله تعالى (( يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين )) يعني أنكم لو ارتددتم عن دينكم فإن ذلك لا يضر الله شيئا يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه لقيامهم بعبادته واتباع رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأن من أقوى أسباب محبة الله للعبد أن يتبع الرسول كما قال تعالى (( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم )) فأنت إذا أحببت أن الله يحبك فاتبع الرسول الطريق بين واضح يقول الله عز وجل (( فسوف يأت الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين )) وهذا وصف المؤمن حقا أنه بالنسبة لإخوانه المسلمين ذليل متواضع متهاون متسامح أما على الكافرين فهم أعزة أعزة على الكافرين يعني أنهم أقوياء أمام الكافر لا يلينون له ولا يداهنونه ولا يحبونه ولا يوادونه لأن كل هذا بالنسبة للكافر حرام على المؤمن لا يجوز للمؤمن أن يواد الكافر ولا يجوز له أن يذل له لأن الله تعالى جعل له دينا يعلو على الأديان كلها بل يجب علينا أن نبغض الكفار وأن نعتبرهم أعداء لنا وأن نعلم أنهم لن يفعلوا بنا شيئا هو في مصلحتنا إلا لينالوا ما هو أشد مما نتوقع من الإضرار بنا لأنهم أعداء والعدو ماذا يريد أن يفعل بك يريد أن يفعل بك كل سوء وإن تظاهر بأنه صديق أو بأنه ولي لك فهو كاذب إنما يسعى لمصلحته لأنه لا أحد أصدق من الله عز وجل وهو يعلم ما في الصدور يقول عز وجل (( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء )) ويقول جل وعلا (( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ))