تتمة باب النهي عن التباغض والتقاطع والتدابر: قال الله تعالى: (( إنما المؤمنون إخوة )). وقال تعالى: (( أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين )) وقال تعالى: (( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم )). حفظ
الشيخ : والعدو ماذا يريد أن يفعل بك يريد أن يفعل بك كل سوء وإن تظاهر بأنه صديق أو بأنه ولي لك فهو كاذب إنما يسعى لمصلحته لأنه لا أحد أصدق من الله عز وجل وهو يعلم ما في الصدور يقول عز وجل (( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء )) ويقول جل وعلا (( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض )) ويقول الله عز وجل (( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم )) محال أن يرضوا عن المسلمين إلا إذا تهودوا أو تنصروا ولهذا هم الآن يحاولون بكل ما يستطيعون أن يصدوا الناس عن دينهم تارة بالأخلاق السافلة وتارة بالمجلات وتارة بالدعايات الخبيثة وتارة بالصراحة يدعون إلى الكفر كما قال الله عز وجل (( وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة هم من المقبوحين )) فيقول عز وجل في وصف هؤلاء (( أذلة على المؤمنين )) وهذا هو الشاهد (( أعزة على الكافرين ))
وقال تعالى في الآية الثالثة (( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم )) هذا وصف الرسول صلى الله عليه وسلم (( محمد رسول الله والذين معه )) يعني أصحابه وصفهم (( أشداء على الكفار )) أقويا على الكفار لا يلينون لهم ولا يداهنونهم ولا يوالونهم ولا يوادونهم لكن فيما بينهم رحماء بينهم يرحم بعضهم بعضا ويلين بعضهم لبعض ويرأف بعضهم ببعض فهذي حال المؤمنين ضد ذلك نقص في الإيمان من لا يرحم إخوانه المؤمنين فإن ذلك نقص في إيمانه وربما يحرم الرحمة لأن من لا يرحم لا يرحم والعياذ بالله وأيضا ضد ذلك التباغض احرص على أن تزيل كل سبب يكون سببا للبغضاء بينكم أنتم مسلمون كيف تبغضه بعض الناس يبغض أخاه من أجل لعاعة من الدنيا إما لأجل مال أو لأجل ما قابله ببشاشة أو ما أشبه ذلك هذا غلط حاول أن تزيل البغضاء بينك وبين إخوانك بقدر المستطاع وحاول أن تبتعد عن كل شيء يثير العداوة والبغضاء لأنكم إخوة نسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم لما فيه الخير والصلاح